الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الله والتفكير

هاشم عبد الرحمن تكروري

2015 / 1 / 29
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الله والتفكير
هل الله عزوجلَّ بحاجة للتفكير؟ سؤال لعله توارد على ذهن بعضكم كما ورد على ذهني، أقول وبالله المُستعان، إن التفكير هو الأداة الأكثر رُقيا التي يمكن لإنسان أن يمارسها ، وهي التي تميز ما بين الإنسان وغيره من الكائنات الأُخرى، وعندما نريد أن نصف إنسان بأعلى درجات الوعي العقلي نقول أنه إنسان مُفكر، والمفكرون هم الذين يقودون الأمم سواء على الصعيد الفكري المحض أو الفكر التجريبي المؤدي إلى أدوات ملموسة كنِتاج لهذا التفكير، والتفكير نفسه هو الدال الأكثر وضوحاً على محدودية الإنسان وعدم اكتمال معرفته العلمية، فالتفكير يكون إمّا لحل مشكلة ما تواجه الإنسان، أو لإيجاد أدوات جديدة تُعينه على الحياة، وهو وسيلته للتخلص من قصوره الملازم له إلى الكمال البشري النسبي، والتفكير لا غنى عنه للإنسان فبدونه يصبح كائن متقوقع وغير قادر على وضع الحلول المناسبة لما يواجهه من مشاكل وتعقيدات في الحياة، ونخلص هنا أن الأداة الأكثر رقياً التي يستخدمها الإنسان وهي التفكير إنما يستخدمها للتخلص من القصور الذي يعتريه، وهي بالتالي تدل على أن الإنسان يبقى محدود القدرات والطاقات وأنه بحاجة للتفكير كأداة للرقي في نفسه.
إذن ماذا عن الإله؟ إن نظرة بسيطة لإمكانيات وقدرات الإله اللامحدودة، والتي يمكن رؤيتها في كل فمتوميتر في الكون لهي الدالة أن هذا الإله يمتلك من القدرات الفكرية ما لا يمكن قياسه ولا وصفه إلا باللغة المعبرة لنا عن عجزنا نحن كبشر ألا وهي أن علم وقدرة الإله لامحدودة، وهذا يُبنى عليه بالتالي أن الله عزوجلَّ صاحب علم مطلق وقدرة مطلقة وهو بهذه الصفات ليس بحاجة للتفكير لأن التفكير- وهي أداة تدل على رقي البشر- تصبح أداة عجز بحق الله وحاشاه من ذلك، لأن من يتمتع بصفات الكمال لا يعجزه شيء يؤدي به إلى البحث عن حلول أو التفكير بوضع يكتنفه القصور للعمل على إتمامه، وعلم الله المطلق من معانيه تساوي الماضي والحاضر والمستقبل امامه، فما هذه المُسميات إلا كأداة للإحساس بالزمن عند البشر لا عند الله، فالإحاطة بكل شيء وهي من الصفات الثابتة لله تجعل من المطلق لوحة صغيرة امام ناظري الله، وامّا ما يتجدد ويحدث فهو خاص بالبشر، فالله عالم بما لم يكن وبما سيكون، وبما مالم يكن لو كان سوف يكون، ولهذا نرى أن الله عزوجلَّ ليس من صفاته التفكير ، فالتفكير صفة رقي للبشر دالة على قصورهم، وصفة قصور لا تجوز بحق الله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2015 / 1 / 29 - 20:58 )
نحن لا نسمي الله عاقلا ولا مفكرا بل اسمه عندنا هو (العليم) , و العليم لا يحتاج لعمل فكره فهو يعلم كل شيء .

اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن.. هل سيؤسس -الدعم السريع- دولة في د


.. صحف بريطانية: هل هذه آخر مأساة يتعرض لها المهاجرون غير الشرع




.. البنتاغون: لا تزال لدينا مخاوف بخصوص خطط إسرائيل لتنفيذ اجتي


.. مخاوف من تصعيد كبير في الجنوب اللبناني على وقع ارتفاع حدة ال




.. صوت مجلس الشيوخ الأميركي لصالح مساعدات بقيمة 95 مليار دولار