الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القناص الأمريكي : يغذي المرض العميق في المجتمع الأمريكي

فضيلة يوسف

2015 / 1 / 30
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يحتفي " القناص الأمريكي" بأحقر الجوانب في المجتمع الأمريكي (ثقافة البندقية) ، العشق الأعمى للعسكرة، والاعتقاد بأن لدينا الحق الفطري كأمة "مسيحية" لإبادة "سلالات أقل" في الأرض، والرجولة البشعة التي تفتقد الرحمة والشفقة ، وإنكار الحقائق غير المريحة والحقائق التاريخية، والتقليل من التفكير النقدي والتعبير الفني. كثير من الأمريكيين، الأمريكيين البيض خصوصاً المحاصرين في اقتصاد راكد ونظام سياسي مختل، يتوقون لتجديد أخلاقي مفترض وجامد، والسيطرة العسكرية في الفيلم توّقر هذه المشاعر. وإذا تحققت، سوف تُطفئ ما تبقى من قيم مجتمعنا المنفتح الآن.
يُفتتح الفيلم بمشهد لأب وابنه الصغير يصطادون الغزلان. يُطلق الصبي النار على الغزال، يرمي بندقيته ويركض لرؤية الغزال المقتول.
" ارجع إلى هنا"، يصرخ والده. " لا تترك بندقيتك في التراب في أي وقت".
"نعم سيدي" أجابه الصبي.
"كانت التسديدة قاتلة يا ابني " ، وأضاف الأب. " حصلت على هدية ، ستكون صياداً في يوم من الأيام ".
انتقلت الكاميرا إلى داخل الكنيسة حيث تظهر مجموعة من البيض المسيحيين - لا يظهر السود في هذا الفيلم في كثير من الأحيان كما هو الحال في أفلام Woody Allen – يستمعون إلى خطبة حول خطة الله للمسيحيين الأمريكيين ، تبدو الشخصية الرئيسية في الفيلم، التي تُمثل Chris Kyle ، الذي سيصبح القناص الأكثر فتكاً في تاريخ الولايات المتحدة العسكري، من الخطبة أنه سيستخدم "هديته من الله " لقتل الاشرار. يتحول المشهد إلى طاولة غرفة الطعام لأسرة Kyle حيث يرتل الأب بلكنة تكساس: "هناك ثلاثة أنواع من الناس في هذا العالم: الأغنام والذئاب وكلاب الرعاة . يعتقد بعض الناس أن الشر غير موجود في العالم. وإذا وصلوا عندهم فلن يستطيعوا حماية أنفسهم. هؤلاء هم الأغنام. ومن ثمّ توجد الحيوانات المفترسة ".
تنتقل الكاميرا إلى ساحة مدرسة يضرب فيها صبي صبياً أصغر منه .
وأضاف "انهم يستخدمون العنف ضد البشر" ، "انهم الذئاب ". ثم هناك تلك الفئة المباركة التي تمتلك القوة الخارقة لحماية القطيع. هؤلاء سلالة نادرة يعيشون لمواجهة الذئاب. إنهم كلاب الرعاة . ضرب الوالد حزامه على طاولة غرفة الطعام وقال لا يوجد أي من الأغنام في هذه العائلة ".و "سوف أضرب من يتحول منكم إلى ذئب"، قال لولديه. "نحن نحمي منطقتنا. إذا حاول شخص قتالكم ، حاول أن تنمّر أخاك الصغير، لديك إذن مني لعمل ذلك ".
لا يوجد مغفلين تم تشويه عقولهم من قبل النظام . نحن انتخبنا واحداً منهم، جورج بوش الابن ، رئيساً للبلاد. هم وطّنوا عسكرة المجتمع واليمين المسيحي. هم يشاهدون فوكس نيوز ويصدقونها . هم لديهم فهم قليل أو اطلاع عن العالم خارج مجتمعاتهم المعزولة. هم فخورون بجهلهم ومناهضتهم للفكر. هم يفضلون شرب البيرة ومشاهدة كرة القدم بدلاً من قراءة الكتب. وعندما وصلوا الى السلطة سيطروا على الكونجرس، عالم الشركات، معظم وسائل الإعلام وآلة الحرب الدعائية ، رؤيتهم الثنائية للخير والشر ونرجسيتهم تسبب متاعب شديدة لبلدهم. "القناص الأمريكي"، مثل الأفلام الروائية ذات الميزانيات الضخمة التي ضُخّت في ألمانيا خلال الحقبة النازية لتمجيد القيم المشوّهة للنزعة العسكرية، العنصرية وتمجيد الذات وعنف الدولة، هو جزء من الدعاية، التجارية الرخيصة عن جرائم الإمبراطورية. وكانت ايراداته في نهاية الأسبوع 105 مليون دولار متفوقاً على فيلم مارتن لوثر كينغ وهذا من أعراض الشعور بالضيق المظلم في الولايات المتحدة.
قال Mikey Weinstein : " لم يسأل الفيلم السؤال الحيوي : لماذا يقاتل شعب العراق ضدنا في المقام الأول " اتصلت عن طريق الهاتف به في نيو مكسيكو. عمل Weinstein في البيت الأبيض في عهد الرئيس ريغان وضابطاً في سلاح الجو السابق، وهو رئيس مؤسسة الحرية الدينية في الجيش، والتي تقاوم الأصولية المسيحية المتزايدة داخل الجيش الامريكي. " لقد ساءني ما ظهر في الفيلم من التشوهات والالتواء في الأخلاق القتالية في زمن الحرب ، والعدالة المفصلة على مقاس Kyle ،وتعويذة التبرير البدائية للعائلة المقدسة إنه ليس أقل من الولاء البغيض ، وفي الواقع سير القديسين الحرفي المروع للذبح بالجملة ".
وأشار Weinstein الى اعتناق وحدات النخبة في الجيش الأمريكي مثل القوات الخاصة ومشاة البحرية للشوفينية المسيحية المتطرفة التي تدعو إلى بناء الولايات المتحدة الدينية "المسيحية".
لم يستغرق الأشرار وقتاً طويلاً للظهور في الفيلم. حدث هذا عندما أُعلن- في أخبار التلفزيون - السبيل الوحيد لشخصيات الفيلم للحصول على المعلومات - عن تفجيرات 1998 في السفارتين الأميركيتين في دار السلام ونيروبي وقُتل فيها المئات من الناس. كبر Chris الآن، وشقيقه، وتاقا لسباقات رعاة البقر، ومشاهدة التقارير الإخبارية بغضب. يتحدث Ted Koppel على الشاشة عن "حرب" ضد الولايات المتحدة.
همس Chris "انظروا ماذا فعلوا بنا ".
سجّل المجند Chris في مشاة البحرية ، ثم نشاهد معسكر التدريب المعتاد ويتعرض المجندون بالأخضر للمعاقبة الشديدة ليصبحوا رجالاً حقيقيين . في مشهد البار، رسم أحد مشاة البحرية هدفاً على ظهره والرفاق يرمون السهام على جلده. ما هذه الشخصيات الصغيرة لهؤلاء المجندين ، والتي لا تظهر عندهم ، حتى يكونوا جزءاً من الكتلة العسكرية. فهم مطيعون بشكل مطلق للسلطة، وهو ما يعني، بالطبع، أنهم "الأغنام" .
نشاهد قصة حب أيضاً. يلتقي Chris مع Taya في الحانة. يلعبون الطلقات، وينزلق الفيلم، كثيراً إلى الحوار النمطي.
تقول له : جنود البحرية متغطرسون أنانيون ويعتقدون أنهم يمكن أن يكذبوا ويغشوا ويقوموا بكل ما يرغبون به . أنا لم اُواعد جندياً من البحرية حتى الآن ".
"لماذا تقولين أنني أناني؟" يسأل Kyle. "أنا وهبت حياتي لبلدي".
"لماذا؟"
وأضاف "لأنها أعظم دولة على وجه الأرض وأنا سأفعل كل ما بوسعي لحمايتها".
تشرب Taya الكحول أكثر من اللازم ،وتتقيأ، وهو شجاع ، يساعدها للعودة إلى منزلها. يقعان في الحب. وتظهر Taya في وقت لاحق تشاهد التلفزيون. تنادي Kyleمن الغرفة المجاورة.
"أوه، Chris يا إلهي.
"ماذا حدث ؟" يسأل.
"لا!" تصرخ.
ثم نسمع مذيع التلفزيون: "كما ترون أول طائرة قادمة من الجانب الشرقي. ... "
يشاهد Chris و Tayaالتلفزيون في رعب.وتملأ الموسيقى المشؤومة ،الموسيقى التصويرية للفيلم. لقد طلب الأشرار ذلك. سوف يذهب Chris إلى العراق للانتقام . سوف يذهب للقتال في هذا البلد الذي لا علاقة له ب 9/11، البلد الذي قال الكاتب Thomas Friedman ذات مرة هاجمنا العراق لأننا "قادرون" .لا يهم السجل التاريخي لواقع الشرق الأوسط ، المسلمون هم المسلمون. وهم أشرار، أو كما يسميهم Kyle "المتوحشون". ويجب القضاء عليهم.
تزوج Chris و Taya ، يرتدي الرمح الثلاثي رمز مشاة البحرية على القميص الأبيض في سهرة حفل زفافه . ويحضر رفاقه من مشاة البحرية الحفل.
ويقول ضابط في حفل الزفاف " انتظروا الدعوة يا رجال .
يشرب مشاة البحرية الكحول ويتصايحون فرحاً ، ثم نتحول الى الفلوجة، أول جولة ل Kyle في العراق ، والآن القناص، لقد قيل له أن الفلوجة هي "الغرب المتوحش الجديد." وقد يكون هذا التشبيه الشيء الدقيق الوحيد في الفيلم، بالنظر إلى الإبادة الجماعية التي ارتكبناها ضد الأمريكيين الأصليين. يسمع عن مصطفى ، قناص العدو الذي يمكن أن يُصيب شخصاً في رأسه عن بعد 500 ياردة وكان لاعباً في الالعاب الاولمبية .
أول شخص قتله Kyle هو صبي سلمته امرأة شابة محجبة ، قنبلة يدوية مضادة للدبابات. لم تُبد المرأة أي حزن على وفاة الصبي، تلتقط المرأة القنبلة بعد اطلاق النار على الصبي وتتحرك نحو دورية مشاة البحرية الامريكية. يقتلها Kyle أيضاً. وهنا لدينا انموذج في الفيلم الأكثر مبيعاً السيرة الذاتية ل Kyle "القناص الأمريكي" .( الأمهات والأخوات في العراق لا يحببن أبناءهن ولا إخوانهن ). تلد النساء العراقيات انتحاريين ، والأطفال هم أسامة بن لادن مصغر. لا يمكن الثقة بالأشرار المسلمين ، رجلاً أو امرأة أو طفلاً . هم وحوش. يظهر في الفيلم أنهم يحددون المواقع الأمريكية للمتمردين على الهواتف النقالة ويخبئون الأسلحة تحت الأرضيات في المنازل ويزرعون عبوات ناسفة في الطرق أو يلفون أنفسهم بالمتفجرات الضخمة ( الانتحاريون ) ولا صفات إنسانية عندهم.
قال Kyle بلا مبالاة بعد اطلاق النار على الطفل والمرأة وهو يستريح على سريره وعلم تكساس على الجدار خلفه :"كان هناك طفل بالكاد يظهر الشعر على وجهه "، "وأم تُعطيه قنبلة يدوية وترسله الى هناك لقتل مشاة البحرية."
ثم شاهدنا "الجزار" شخصية عراقية خيالية تم اختراعها للفيلم. وهو الشيطان الأكبر للأشرار. ويرتدي سترة جلدية طويلة سوداء ويقتل ضحاياه بمثقاب كهربائي، انه يمزق الأطفال ونراه يبتر ذراع طفل ، حاول شيخ محلي خيانة الجزار وتسليمه للأمريكيين مقابل 10 آلاف دولار. يقتل الجزار الشيخ. ويقتل ابن الشيخ الصغير أمام والدته بالمثقاب الكهربائي. يصرخ الجزار: "أنت تتحدث إليهم، تموت معهم".
ينتقل Kyle إلى الجولة الثانية بعد وقت في المنزل مع Taya التي دورها الرئيسي في الفيلم هو الشكوى من خلال الدموع والشتائم عن إرسال زوجها بعيداً. يقول Kyle قبل ان يترك: "انهم متوحشون ، يا فاتنتي، إنهم "المتوحشون".
يرسم وزملائه الجمجمة البيضاء المعاقبة من Marvel Comics على سياراتهم، ودروعهم وأسلحتهم وخوذاتهم . والشعار المرسوم في الدائرة حول الجمجمة يقول: "على الرغم مما قالته أمك لك ... العنف يحل المشاكل".
"وكنا نكتبها في كل مبنى وعلى الجدران "، كتب Kyle في مذكراته، "القناص الأمريكي" "لقد أردنا أن يعرف الناس، أننا هنا لقتلهم . ... هل ترونا ؟ نحن سوف (كلمات بذيئة ).
الكتاب أكثر إزعاجاً من الفيلم. في الفيلم Kyle مقاتل متردد ، اضطر للقيام بواجبه. أما في الكتاب فهو يستمتع بالقتل والحرب. ويحقد على جميع العراقيين ، وهو مهووس بالعنف. قتل بشكل مؤكد 160 شخصاً ، لكنه يشير إلى أنه حتى يتم تأكيد القتل فلا بد من شاهد عيان، " إذا أطلقت النارعلى شخص ما في معدته وتمكن من الزحف إلى مكان ولم تتمكن من رؤيته ينزف حتى يموت فلا يمكن أن تعدّه قتيلاً.
أصر Kyle أن كل شخص أطلق النار عليه يستحق الموت . إن عدم قدرته على التأمل الذاتي جعلته ينكر حقيقة أنه خلال الاحتلال الأمريكي قُتل الكثير، الكثير من العراقيين المدنيين الأبرياء، بمن فيهم بعض من قتلهم القناصة. ويستخدم القناصة في المقام الأول لزرع الرعب والخوف بين مقاتلي الأعداء. وفي نفيه للواقع، شيء من صفات مالكي العبيد ومن النازيين السابقين الذين يشعرون بالكمال بعد فن الإشراف على الأعمال الوحشية الخاصة بهم، واستطاع Kyle التمسك بأسطورة صبيانية بدلاً من دراسة ظلام روحه ومساهمته في جرائم الحرب التي نفذت في العراق. وبرر قتله بالعاطفة المرضية ،حول عائلته، إيمانه المسيحي، زملائه في مشاة البحرية وشعبه . لكن ليست عاطفة الحب. وليس من التعاطف ، هي في جوهرها ، الأنانية والنرجسية . يتأرجح الفيلم، مثل الكتاب، بين القسوة والعاطفة وهذا ليس من قبيل الصدفة.
ذكرّنا James Baldwin أن " تقاطر العاطفة المفرطة والزائفة بتفاخر، من علامات التضليل ، وعدم القدرة على الإحساس" ، "والعيون الدامعة الرومانسية المضللة تنم عن نفوره من الحكمة ، خوفه من الحياة، وقلبه القاحل. لذلك دائماً، تُشير إلى الوحشية السرية والعنيفة، وقناع للقسوة ".
كتب Kyle في مذكراته : " متوحشون ، وأشرار حقيرون "، عن اولئك الذين قُتلوا على أسطح المنازل وعلى الشرفات. "هؤلاء من نقاتلهم في العراق. هذا هو السبب في أن الكثير من الناس، وأنا منهم، ندعوهم العدو ... أتمنى فقط لو كنت قد قتلت أكثر منهم "وفي نقطة أخرى يكتب:" الهمج" . أنا أحب قتل الأشرار. ... أنا أحب ما فعلته. وسأظل أفعل ... كانت متعة. كانت أفضل أيام حياتي في مشاة البحرية ". ويصف العراقيين" بالمتطرفين "ويكتب" كانوا يكرهوننا لأننا لم نكن مسلمين. "ويدّعي" لا يوجد قيم عند المتطرفين الذين قاتلناهم سوى تفسير ملتو للدين ".
"لم أكن أقاتل من أجل العراقيين"، كما كتب حلفائنا العراقيين. " اللعنة عليهم."
قتل مراهقاً عراقياً ادّعى أنه كان مسلحاً . شاهد والدة الصبي عندما عثرت على جثته ، مزقت ملابسها وبكت . وكان غير متأثر.
كتب يقول: "لو كان العراقيون يحبون [أبناءهم ]، لاحتفظوا بهم بعيداً عن الحرب. لم يسمحوا لهم بالانضمام للمتمردين . لكنهم سمحوا لهم بمحاولة قتلنا- ماذا سيحدث لهم؟ "
وقال "الناس في الوطن [في الولايات المتحدة]، الذين لم يكونوا في الحرب، على الأقل ليس تلك الحرب، لا يبدو أحياناً أنهم يفهمون كيف تتصرف القوات في العراق"، وتابع "انهم مصدومون لاكتشاف أننا في كثير من الأحيان نمزح عن الموت، وعن أشياء رأيناها ".
تم التحقيق معه من قبل الجيش عن قتل مدني أعزل. وفقا لمذكراته، قال Kyle الذي يرى جميع العراقيين أعداء ، لعقيد في الجيش: "أنا لم أطلق النار على الناس الذين يحملون المصاحف. كنت أود أن أفعل ، ولكني لم أفعل . "لم يؤد التحقيق إلى أي نتيجة . لقّب Kyle ب "الأسطورة"، وحصل على وشم الصليب الصليبية على ذراعه. "أردت أن يعرف الجميع أنني مسيحي ، وكانت حمراء كالدم . لقد كرهت المتوحشين الذين قاتلناهم "، كما كتب. "أنا دائما سأفعل ". وبعد يوم واحد من القنص، بعد قتل ربما ما يصل إلى ستة أشخاص، قال انه يعود إلى ثكنته ليقضى وقته في تدخين السيجار الكوبي روميو جوليتا رقم 3 او "لعب ألعاب الفيديو، ومشاهدة الأفلام الاباحية و العمل بها ". وفي الإجازة، وهو ما حُذف في الفيلم، تم القبض عليه في كثير من الأحيان يتعارك في حالة سكر في الحانات. ورفض السياسيون، ويكره الصحافة وازدرى كبار الضباط ، مجّد فقط رفاقه المحاربين. مذكراته تمجد الرجل الأبيض ، "المسيحي" ، التفوق والحرب. وهي خطبة عصماء غاضبة موجهة ضد أي شخص يشكك في النخبة، القتلة المحترفون في الجيش.
"لسبب ما، لا يقبل الكثير من الناس في البلاد ( ليس جميع الناس ) أننا كنا في حالة حرب"، كما كتب. وأضاف "لا يقبلون أن الحرب تعني الموت، والموت العنيف، في معظم الأحيان. وأراد الكثير من الناس، ليس فقط السياسيين أن يفرضوا الأوهام السخيفة علينا، ووضع بعض معايير السلوك التي لا يمكن لإنسان المحافظة عليها ".
تم تصوير القناص العدو مصطفى، في الفيلم كما لو كان سفاحاً، قاتلاً .أصاب زميل Kyle ، ريان بجروح خطيرة . عاد Kyle في الفيلم إلى العراق- في الجولة الرابعة للانتقام لمقتل ريان تركزت هذه الجولة النهائية، على الأقل في الفيلم، على قتل الجزار وقناص آخر للعدو، وهو شخصية وهمية أيضاً . وعندما يركز الفيلم على مبارزة مثيرة بين البطل Kyle والشرير مصطفى يصبح الفيلم الكرتوني باعثاً على السخرية.
يصوّب Kyle في نصب عيني مصطفى ويضغط على الزناد. وتترك الرصاصة البندقية في حركة بطيئة. " إفعل ذلك من أجل ريان "، يقول أحدهم. ويتفجر راس زعيم قناصة العدو ويظهر مضرجاً بالدماء .
يقول جندي آخر : سيكون ريان فخوراً بك ، أنت فعلت هذا يا رجل .
انتهت جولته النهائية في العراق ، وترك Kyle البحرية. وناضل كمدني مع شياطين الحرب وأصبح، على الأقل في الفيلم، أباً وزوجاً نموذجياً يعمل مع قدامى المحاربين الذين أُصيبوا في العراق وأفغانستان. وتاجر بالأحذية العسكرية .
أما في واقع الحياة ، (وكان الفيلم في مرحلة الإنتاج )، فقد قُتل Kyle بالرصاص في رماية قرب دالاس يوم 2 شباط 2013، جنباً إلى جنب مع صديقه Chad Littlefield ، قتلهما Eddie Ray Routh ، وهو من مشاة البحرية السابقين أيضاً وكان يعاني من اضطرابات ما بعد الصدمة ونوبات نفسية حادة كما يزعم ، قتل الرجلين ثم سرق شاحنة صغيرة ل Kyle. سوف تتم محاكمة Routh الشهر المقبل. وينتهي الفيلم بمشاهد من جنازة Kyle ، اصطف الآلاف على الطريق يلوحون بالأعلام وتم تأبينه في ملعب رعاة البقر في دالاس. ويظهر زملاءه من مشاة البحرية يغرزون شعار الرمح الثلاثي للبحرية في الجزء العلوي من تابوته، وهي عادة مخصصة للزملاء الذين يسقطوا في الميدان . أُصيب Kyle برصاصة في الجزء الخلفي والجزء الخلفي من رأسه على وجه الدقة . ومثل كثير من العراقيين الذين قتلهم ، لم ير قاتله عندما أُطلقت الطلقات القاتلة عليه.
طغت ثقافة الحرب على القدرة على الرحمة . انها تمجد التضحية بالنفس والموت. وترى الألم وطقوس الذل والعنف كجزء من الشروع في الرجولة. الانتهاكات الوحشية، كما لاحظ Kyle في كتابه ، جزء لا يتجزأ من العمل في مشاة البحرية. يتم الضغط على الأعضاء الجدد في مشاة البحرية من كبار أعضاء الفصيلة حتى يمروا . يقدسون ثقافة الحرب والمحاربين فقط ، ويستخفون بأولئك الذين لا تظهر عليهم مظاهر قوة المحاربين "الرجولة". يعلقون أهمية قصوى على الطاعة والولاء. ويعاقب أولئك الذين ينخرطون في التفكير المستقل ويرفضون الامتثال الكلي . انها تسمو بالقسوة والقتل إلى مستوى الفضيلة. هذه الثقافة، بمجرد أن تُصيب المجتمع الأوسع ، ستدمر إمكانية سمو الحضارة الإنسانية والديمقراطية . القدرة على التعاطف، ونمو الحكمة وفهم الآخرين ، والتسامح واحترام الاختلاف وحتى الحب سيتم سحقه بلا رحمة. الوحشية الغريزية التي تولدها الحروب وأعمال العنف لها ما يبررها بتحلية العاطفة حول الأمة، العلم والمسيحية المرتدة التي تبارك الصليبيين المسلحين . هذه العاطفة، كما كتب Baldwin ، تخفي وراءها انعدام الاحساس المرعب ، وتعزز النرجسية دون رادع . عندما لا تنسجم الحقائق والحقائق التاريخية، مع رؤية أسطورية للأمة والقبيلة، يتم تجاهلها ، وتصبح المعارضة خيانة. جميع المعارضين ملحدون وغير إنسانيين . يلبي "القناص الأمريكي" مرضاً عميقاً انتشر خلال مجتمعنا. انه الاعتقاد الخطير بإمكانية استعادة المجد الضائع من خلال تبني الفاشية الأمريكية.
مترجم
Chris Hedges








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ضوء صغير على فلم (القناص الأميركي) وردود الفعل
الحكيم البابلي ( 2015 / 1 / 30 - 18:28 )
السيدة فضيلة يوسف
شكراً على ترجمة المقال، هذا الفلم أثار بعض الضجة في المجتمع الأميركي بين مؤيد ومُعارض، حيث ليس كل أميركي هو بالضرورة مؤيد للسياسة الخارجية الأميركية كما يفهم ويعتقد بعض الساذجين من العرب أو المسلمين
الكوميدي المُلحد (بيل ماهر) تعرض للفلم ولم يستحسنه وكان ضده، ويعتقد بأن الفلم أساء للشعب الأميركي أكثر مما خدمه
الحق لم أشاهد الفلم بعد، لكنني حتماً سأشاهده وربما سأكتب عنه، لأنه الفلم # 1 الآن في أميركا سلباً أو إيجاباً، وهو يُثير الكثير من الأفكار والتساؤلات وعلامات الإستفهام عن الإحتلال الأميركي الغاشم للعراق
مُخرج الفلم هو الممثل الشهير (كلينت إيستوود)، وهو أشهر من نار على علم، لكنه أيضاً عُرف بتمثيل وإخراج وإظهار نوعيات من الشخصية الأميركية التي تقوم على أساس البطل الواحد الذي لا يُقهر (السوبرمان) مثلاً، وبما إنني لم أشاهد الفلم بعد فلستُ أدري إن كان المخرج قصد عرض شخصية (القناص الأميركي) على سبيل النقد أم التمجيد والبطولة !؟
في كل الأحوال سيبقى هذا الفلم مثيراً للنقاش لأسباب عديدة منها -حسب رأيي- محاربة الشر بالشر، وتمجيد البطولة من خلال القتل والجريمة
تحياتي

اخر الافلام

.. احمد النشيط يصرح عن ا?ول راتب حصل عليه ????


.. تطور لافت.. الجيش الأوكراني يعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسي




.. أهم ردود الفعل الدولية حول -الرد الإسرائيلي- على الهجوم الإي


.. -حسبنا الله في كل من خذلنا-.. نازح فلسطين يقول إن الاحتلال ت




.. بالخريطة التفاعلية.. كل ما تريد معرفته عن قصف أصفهان وما حدث