الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مونتاج لشريط طويل:

رمضان عيسى الليموني

2015 / 2 / 3
الادب والفن


كانت الثالثة إلا ثلث عندما توقفت ساعته عن الحركة في سيرورة الزمن عندما رأها بعد ثلاثة أيامٍ في مرةٍ نادرة من نوعها، لأنها كانت من تلك الماركات التي لا تحتاج في عملها سوى إلى نبضٍ قوي.
مشهد(2)
كان مطلع العام 1995 المرة الأولى التي انتهى وداعه له قبل أن يستقل طائرته بدموعٍ مفاجئة تماماً وقد اختفت كثيراً بعد تلك اللحظة.
مشهد(4)
في منتصف ليلة صيف قد اعتزم أن يشعل أول سيجارة له في غرفته بعد عدة سجائر اختلسها خارج المنزل، ربما دفعه شعور بالتمرد أو رغبة في أن يشعر بردود أفعالٍ صاخبة توقفه على هذا الفعل الذي لم يكن قد اعتاده، لكنّه صادف فقط نفوراً يقطن في صمتٍ مشفوعٍ بالخوف على من تلك الآثار التي ينالها المدخنين.
مشهد(3)
نهرته عيناه بعنفٍ رافضةً طلبه الغريب في أن يرتبط بزميلته قبل أن يتخرجا من الجامعة بعامٍ، حتى أن تلك المناقشة القصيرة التي انتهت بالموافقة لم ينالها انفعالٍ صاخب، وفي تلك اللحظات التي كان يسير معه إلى منزلها، لم تفارقه ابتسامات ملغزةٍ. لكن بعد إنتهاء ذلك العام وقد افترقا بعد تخرجهما من الجامعة، ربما قد تكشّف لغز تلك الابتسامة المغموسة في هدوءها الغريب.
مشهد(5)
كاد أن يفعلها في مرةٍ نادرةٍ، لكنه لم يفعلها، فقد أن اشتعل صوّته بغضبٍ صاخب وتحركت يده ثم تغّير مسارها ملّوحةً بالتأنيب بعد أن رجع وقد تعهد أمام ضابط القسم بألا يقترب من تلك الفتاة التي امتدت علاقاتهما لسنواتٍ المراهقة الطويلة ثم فاجأته بردّها على إحدى خطاباته أمام الضابط بأنها قد انتوت أخيراً ألا تربط مصيرها به.
مشهد(6)
لم يعبأ كثيراً عندما واجهه والد إحدى الفتيات بأن ابنه قد غازلها في طريق عودتها من المدرسة، ربمّا خيّل للجالسين أنه لم يسمع شكواه باهتمامٍ من الأساس، لكنّه قد انتفض عندما جاء من الجامعة وإصبع يده اليمنى قد أصابه احتراق في مسيرةٍ للانتفاضة مع زملاءه، فظلّ يسأله كل يوم عن حالة يده حتى بعدما قد أزال الرباط الذي ألتفّ على الإصبع ربما رغب في أن يُشعره بوجعِ الضمير لأنه قد تسبب لنفسه وله بإيذاء غير مبرر.
مشهد(7)
في كل مرةٍ كان يلقاه فيها كان يبادر بمّد يده ليصافحه بحميميةٍ تفجّرت كل مضمونها المتراكم عندما توّقفت يده عن الحركة للأبد.
مشهد(8)
ظلّ لسنواتٍ يرواغه شعورٌ شيطاني تجاهه بأنه لم يفعل ما كان ينبغي أن يفعله، لكنّه وبعد سنواتٍ قد فطن تماماً بأن يحبه كما هو، أن يحبّ فيه تلك البراءة التي لم يعد إنسان يتمتع بها في هذا الزمن، أو لم يكن إنسان ليقوى على الاحتفاظ بسمتها الطبيعي أمام شراسة الحياة.
مشهد(9)
برغم أنه لم يكن يتحدثا كثيراً، لكنّه ظلّ لسنواتٍ يتمنى ذلك الحوار الذي لم يأت أبداً، حتى برغم المحادثات القصيرة حول الأحداث التي كان يتابعها باهتمام على شاشات التلفاز لأنه لم يكن ليتسنى له أن يستطع قراءتها في الصحف، حيث لم تتجاوز قدرته في القراءة سوى في تقليب صفحات المصحف فقط.
مشهد(10)
بعد تلك اللحظة لم تكن الدموع معبراً لانفجار الحزن، بل كانت مرفأ لتراكم حطام الروح








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما