الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فنانة إيرانية بريطانية - سارة مابل - تحطم الطبوهات المحرمة دينيا

علي لهروشي
كاتب

(Ali Lahrouchi)

2015 / 2 / 3
الادب والفن


سارة مابل

كمؤرخة الفن من الورشة الفنية . . . مكافحة روائية . . .في الواقع مكافحة إنسانة .. قد لاحظت في كثير من الأحيان كم هو سهل تعقيد كل شيء ، وكم هو صعب بشكل لا يصدق نبذ أمر ما : فكرة ، كائن ، صورة ، جملة من جوهرهـا . في أكثر الأعمال الناجحة للفنانة - مابل - يبدو تحطيمها ونبذها لهذا الأمر بهدف الوصول إلى قلبهـا عبر كل من الكلام ، كل من الإلهاء و الدعابة ، بغض النظر عما قد ينتج عن ذلك من مشاكل.
إن هذا مرتبط بالحقيقة ، وكونها شجاعة بما يكفي لتحكي ذلك ، من أول تجربة ودون الاقرار بأمل الاستسلام لرغبة إخفاء الضُعف وراء غيمة ، سحابة من الفكر ، أو ان تضمرالتبجح كالمشاهد ، انه شيء تعرفه بالطبع لما تراه . فالحقيقة في الحلقات النقية هي الشيء الأكثر أهمية من أي شيء آخر، أهم من التقنية . اهم من الجمال (كيف ما كان الأمر في ذلك) ، أهم من الذكاء الرهيب الباهر ، هو الحكي حول ذاك الشيء الذي يعلم الجميع أنه هو الحقيقة ، ولكن لا أحد يريد أن يعترف بأن تلك هي الحقيقة.
يرى فرويد أن النكتة قد تقدم وظيفة السماح لتجاوز الطابوهات و المحرمات الاجتماعية ، و الرقابة الداخلية . وبعبارات أخرى ، لقول الأشياء التي لا تقال عادة . وعبر إستعمال الدعابة التي تحصل الفنانة - مابل - من خلالها على شجاعة حكي الامور غير القابلة للإستيعاب و الهضم ، التي لا يستطيع البعض حكيها و رؤيتها كحقائق دون أن ينفر منها جمهورها .عبر حجاب كوميدي تجادل - مابل - بصرامة الأفكار المخربة الهدامة بدقة ، مسلطة الضوء على الحقائق البشعة ، القبيحة التي أصبحت مخفية . . . غير مرئية . هكذا غذرا نكتسب نسيج مجتمعنا ، إلى جانب ذلك نستطيع التحدث مباشرة للعقل الباطني للمشاهد . وكيف ما كان الأمر ، فإن الأفكار المهلكة الخبيثة تبدأ في التأكل ، في الوقت الذي نجيد فيه نحن الضحك جميعا . كم هي ذكية هذه الطريقة لإحداث التغيير؟
إن هذا غير معمول به دائما ، كما أشارت إلى ذلك الأحداث المأساوية الأخيرة التي وقعت في باريس ، حتى الدعابة تتعرض لعدد من الشتائم ، والفنانة - مابل - لها ما لها مع الكثير من حصص منصفة من سوء الفهم . ولدت من أم مسلمة إيرانية ، ترعرعت مع اب إنجليزي مسيحي ، أنجبت مسلمة ب - إيستبورن - سنة 1980 . لم يكن محور القبول ، و تعدد الثقافات الشمولية . في حين أن آخر شيء يريده المرء هو البيوغرافية : - البيلوغرافية - فنان ، لابراز عملها عن طريق اللجوء إلى شكل مجلة ( الحرارة ) ، تقوض تنشأتِها الصعبة ، أسلوب شعرها ، شكل الجسم . . . إلى آخره ، مع ذلك لمعرفة جذورها يمكن أن تفتح فهما جيدا ، ومن أين أتت الأعمال الإسلامية ، التي تستطيع مساعدتها كي ترى الحقيقة كصحافية باحثة في نضالها الشخصي ، عوض تبسيطها إلى مجرد أعمال انتقادية.
تتناول أعمال مثل إمرأة منقبة تأكل الموز ، تحب الجماع ، إمرأة مع الجميع ، رياضية مع إخفاء عينيها ، هل يحمل ذاك وحي الفنان أم المشاهد ؟ ، تحب الإشارة و الحرام ، فتاة مسلمة مع خنزير صغير ، حيث يتوجب إذا كان التفكير إبداعيا أن تُستخلص منه أسئلة كثيرة ، عوض إعطاء الأجوبة . وإذا لم يكن هذا التفكير إبداعيا ، و إذا تم الإقرار بالعقيدة ( المتوارثة) ، حينئذ سوف تنتزع كل هذه الأعمال ثنائية الأبعاد و في صور نمطية ، ومع ذلك تبدو الحاجة إلى التحقق من صحة الأعمال التي انتجت في الدرجة الأولى ، تلك هي العقيدة ، وهذا التنميط هو ما يطلبه العمل و ليس الدين نفسه .
غالبا ما توصف أعمال الفنانة - إسدورن - "بالفن النسوي". إنها أعمال أكثر بكثير من ذلك ، ولكن ذلك قد يكون صحيحا إلى حد ما ، لأن النسوية هو موضوع واحد قريب من قلبها . أكبر صعوبة للوجوه النسوية هو ملصقها الخاص . من منا لم تكن له في وقت ما فكرة أنه : لو كان أنثى هل هذا يعني أنه يجب أن يكره الرجال ، ويرفض المسكرة ؟ للتوضيح فإن الجواب على هذا السؤال و بفم مليء هو طبعا - لا - ببساطة فالأمل النسوي هي الرغبة الجماعية على أن يعامل الجميع بنفس الاحترام ، بغض النظر عن الجنس ، بغض النظر عن أي شيء أخر . بطريقة أو بأخرى فإن لهذه الكلمة مرادف يربطها مع الكثير من الأشياء الأخرى التي لا علاقة لها تماما مع من انت ؟ و من ستكون ؟ . هذه هي الصعوبة التي تعالجها الفنانة - إسدورن - في عملها : عكس الأنوثة هي الذكورية . إنها تحاول أن لا تكون هجومية أو مختزلة . بالضبط عكس ذلك تماما . انها تضيف نقطة على أن " النسوية " هو مصطلح شامل ، الذي يجعلك إذا لم يكن صدرك متسعا لتحديد كل هو - نسوي - ، هذا يعني أنك لا ترغب في أن ترى الكل ُيعامل باحترام على قدم المساواة . هذه هي نفس النقطة التي جعلت جمعية - فاوست - تحدث قمصان مزينة إياها بما يلي : - هذا قابل للمساواة - ، كما يرتديها كل من المشاهير مثل : - تريسي إمين - و - إد ميليباند - و - أدريان ادموندسون - ثم من قبل - هارييت هارمان - في مجلس العموم - و - ووبي غولدبرغ - و - بنديكت كومبرباتش - و - سيمون بيج - و - اليكسا تشونغ - ، و الرئيس - باراك أوباما - بنفسه ، ثم - فاموسلي نوطورن - و بالطبع من قبل - دافيد كاميرون - الذين وجدوا أن حق الاحترام المتساوي للجميع أمر واجب ، يعد هذا حُرقة في ذوق ، وراحة هذه الفنانة على ما أعتقد.
في سلسلتها لديزني ، فإن - مابل - تبحث عن وجود أصل كل هذه المواقف ، و الغريب دون وعي بمضمون الموقف . من أين تأتي هذه الديناصورات الأيديولوجية ؟ كيف تنسخ في القرن الحادي والعشرين ؟ نسأل أنفسنا هذه الأسئلة كما لو لم تكن الإجابات مباشرة تحت أنوفنا . مع تلك الأفلام للرسوم المتحركة الساحرة لدزني ، نغذي أطفالنا بفكرة مفادها أن النساء هن كائنات سلبية ، في انتظارهن لأميرهن الأزرق لإنقاذهن من البرج . أو في حالات ربما أسوأ من ذلك : هكذا هي السيدة الصغيرة المشاكسة في آن واحد ! كم هو حلو ! و كم هو مضحك الآن ، ليس فقط لأنها عالقة في قفص زجاجي ، بل أنها سخيفة بما فيه الكفاية أن تعتقد أنه قد تكون هناك ربما طريقة للخروج من ذلك القفص . الموقف الأساسي قد أصبح هو الإستلقاء لا مفر منه عندما يقعون على رؤوسهم - بيل - مسير كرة القدم يصرخ من المقاعد في وجه لاعبيها . - سندريلا - تفوز بمقعد في البرلمان الأوروبي . - سنيويتشي - تجري تجارب في المختبر. الرسالة تبقى على ما يبدو كل شيء ، إلا متعة غير مؤذية.
حتى في مداخلات - مابل - حول عالم الفن لها رؤيتها كحد السيف . يمكنك القول عنها أنها تعض اليد التي تطعمها . ولكن هذا ما يطعمها ، أو أنه إطلاق للنار على القدم يوما بعد يوم ؟ فنان وأنثى فنانة يجيبون إجابات على سؤال أكثر وضوحا في صورة واحدة ، عوض فقرة من الكلمات . أبـداً لن يستطيع - ستيوارت سيمبل - الفنان البريطاني المعاصر الذي تمتع بنجاحه الوحيد في السنوات الأخيرة ، يوجد على الواجهة الأمامية لجدار أبيض بسروال - الجينز - و بقميص داكن . إنه فنان . - مابل - فنانة نسوية تقف إلى جانبه ، وهي ترتدي الكعب العالي ، أنيقة الجسم ، ملونة الجسد ، تحمل ثديين إصطناعيين، وشعر أسود كثيف يغطي الفرج . إذا كنت ترى شيئا كل يوم ، لن تطول الفترة حتى لا ترى ذلك على الإطلاق . يجب أن يصبح العمل مبالغا فيه إلى حد السخف ، لجعله في أي مكان ، لتقريب الرؤية . فالمأساة بالطبع هو أنها سخافة منذ البداية.
واحد من الأعمال المفضلة ل - مابل - هو فيلم بعنوان حرية التعبير. حيث يجلس - اسدوم - و الرأس و الكتفين ، مقابل جدار أبيض. " أنا سأتحدث عن بعض المحاور حول عملي" كما تقول . إنها ترتدي نفس ما ترتديه - مابل - . قميص عادي أبيض ، سترة رمادية ، كحل ، لا شيء أكثر من ذلك . " مسلسل هذا العمل ، وكيف بدأت ، أكثر من القراءة و البحث ، حينها تأتي أفكار والكيفية التي تمكنني من طرد نوع من أفكاري بطريقة سهلة يمكنني من الوصول إليها ، إذن أستطيع التحدث على مستوى أوسع ، فالشيء الأهم بالنسبة لي في هذا الصدد هو التواصل مع الجمهور ، تنظر حريصة متخوفة لمدة دقيقة ونصف في الحوار ، ثم تأتي يد من العدم وتضربها . المشاهدون لم يروا من هو صاحب تلك اليد التي أتت من خلف الكاميرا. بوضوح قد القيت صادمة عبر هذا العلاج الغير متوقع ، إنها لا تنتقم ، و لكنها تقاوم للحصول على عودتها إلى أفكارها ، ومواصلة ما تساءلت من أجل القيام به . لم يطل المشهد من ناحية تكرار استغلالها للأشارة في صمت . هناك انعدام الرغبة ، والتماسك في هذا العنف الصامت . كل مرة تمس فيها ثقة - مابل - تقوم بخبط . يصعب عليها باستمرار متزايد تقديم أفكارها مع سعة الاطلاع . إنها تظهر في صراع كي تحتفظ بها.
هناك شيء ، أنه إذا لم تشاهد الفيلم كله ، و مسكت الفتاة من الوسط فقط من ذلك ، و القيام بأشياء أخرى ، قد لا تلاحظ الاتجاه على الإطلاق . عروضه ، تقلباته . قد تتساءل فقط : لماذا تتحدث هذه المرأة عن شيء متفكك تزعم أن يكون مهما جـداً لها ؟ لماذا لم تكن لها الرغبة ثانية ؟ لماذا لم تكن لديها ثقة في نفسها ؟ بعد ذلك ، قد تفصلها تماما إذا لم تصل لكل هذا العمل في نهاية الخمس دقائق التي يتشكل منها الفيلم . لا إراديا ، تتنهد - مابل - دقيقة أخرى ، تلتها الدموع عبر تحدثها . هنا بفضل جمهورها تغادرالمنصة ، إذن ماذا رأيت ؟ هل رأيت شخصا يستغل الصمت ؟ أو أنك رأيت ضعف ، وخلط ، وعاطفة مبالغ فيها لإمرأة قليلة أو فارغة ، ليست لديها أية فكرة عما تتحدث عنه. هذا يعتمد على كيف كنت تشاهد الأمر. وهل لاحظت الذي كان يقوم بالصفع ؟ إلعب مرة أخرى ، لأنك أنت من تكون.

ترجمة : علي لهروشي

http://www.sarahmaple.com/main.htm
www.sarahmaple.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء


.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في




.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و