الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تونس: تصريف الأعمال وتصريف الوعود

يوسف بوقرة

2015 / 2 / 5
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


تشهد الساحة السياسية في تونس , في جانبها التنفيذي خاصة بعد اسثقرار ذراعها التشريعي, حراكا سريعا خلال هذه الفترة. فقد أعلن رئيس الحكومة المكلف الحبيب الصيد عن تشكيلة حكومته بعد مشاورات مع مختلف القوى السياسية الممثلة منها في البرلمان والمتحسرة على أيام التأسيسي الخوالي
منذ أن أعلن الحبيب الصيد عن فريقه الحكومي الأول الذي لم يرق للجميع تحولت حكومة المهدي جمعة التي يتطلب الحكم لها أو عليها العودة إلى ظروف تشكيلها. إلى حكومة تصريف أعمال.
شهدت تونس أزمة سياسية صائفة إثر اغتيال النائب محمد البراهمي حيث تعطل نشاط المجلس الوطني التأسيسي ودخل حماة الثورة الجدد في "اعتصام" رمضاني زينت سهراته منصة تداول على الصعود فوقها ساسة العهد القديم وكان من أهم "انجازات" هذا المهرجان الخطابي حوار وطني رعاه العمال و رجال الأعمال.
تسلم مهدي جمعة "المشعل" وشكل حكومة من "التكنوقرط" بعد أن ضمن مساندة أغلب الذين جلسوا إلى مائدة الحوارالوطني وذاقوا حلاوة الكراسي والاهتمام الاعلامي. طرح جمعة برنامج حكومته وقدم وعودا لللأحياء و الأموات. وعد الأحياء بأرخص الأسعار وبقفة مليئة بطيب الثمار كما وعدهم بأنه "بالأمن والأ مان سوف يحيى هنا الإنسان" و "ستسعد الطفولة و الشيب و الشبيبة" كما تقول كلمات أحد أغانينا "الوطنية" التي اهترأ شريط تسجيلها من فرط إعادتها ابان العهد النوفمبري.
كانت الأسواق والمحلات التجارية أولى الأماكن التي تبخرت فيها هذه الوعود إذ سرعان ما أدرك المواطن التونسي أن قفته اليومية بدأت في اتباع حمية دون استشارة طبية و وأنه قد كتب عليه أن يعيش أجواء االشهوات الرمضانية على مدار السنة. كما تأكد له أن أجره لن يتزحزح قيد دينار سواء بيع الفسفاط أم بقي في مناجمه وسواء وجدت تمورنا وزيوتنا وقوارصنا طريقها إلى الأسواق العالمية أم بقيت في مخازن التبريد وسواء فتحت حدودنا البرمائية أمام التهريب أم أغلقت.
أما في الملف الأمني فقد سارالمؤقت على درب من سبقه من الدائمين: دعوة عامة الناس إلى الحذر وإقناعهم بأن الطريق إلى الجنة التونسية تمر عبر بوابة الإستقرار الأمني والتعاون مع السلطات والعمل على التصدي" للإرهاب", ظاهرة فشلت دول تفوقنا قوة و عتادا في الحد منها ونجحت في استنساخها.
كان لمن هم تحت الثرى نصيبهم من هذه الوعود حيث "قضي أمرهم " أمام القضاء العسكري وانتفخت جيوب ذوي الزي الأسود من المدافعين عنهم وأحيلت ملفاتهم إلى هيئة فشلت في الدخول إلى القصر الرئاسي فما بالك بالكشف عن ملابسات اسثشهاد المئات من بني وطني.
نزعت حكومة مهدي جمعة جبة المؤقت وارتدت ثوب تصريف الأعمال وتنفس أعضاؤها وكل من ساندها الصعداء, وهاهي تستعد لتصدير وعودها وأعمالها إلى حكومة جديدة همها الأول تجاوز امتحان نيل الثقة أمام البرلمان, أما أمام الشعب فإن الوفاء بالوعود سيكون هو الفيصل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي


.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا




.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024


.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال




.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري