الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بمناسبة الذكرى 60 لتأسيس جبهة التحرير الوطني البحرانية (الحلقة الثانية)

جبهة التحرير الوطني - البحرين

2015 / 2 / 6
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


بمناسبة الذكرى 60 لتأسيس جبهة التحرير الوطني البحرانية
( الحلقة الثانية )
من ارشيف الجبهة
مع ثورة تموز في العراق
بعد انتصار ثورة 14 تموز 1958 في العراق بعثت الجبهة برسالة تحية إلى قيادة الثورة حيت فيها هذا النصر واعتبرته مكسبا ثوريا هاما ليس بالنسبة للشعب العراقي وحده وانما لكل الشعوب العربية وبشكل خاص لشعوب منطقة الخليج بما فيها شعبنا البحراني.
وكان الصراع الخاطئ والضار الذي حدث في اطار حركة التحرر الوطني العربية بين الشيوعيين والقوميين انعكاساته السلبية في البحرين أيضا، ورغم الجانب السلبي لهذا الصراع إلا ان انعكاسه على بلادنا يعبر عن الحساسية الشديدة لشعبنا تجاه ما يدور حوله من صراعات وتطورات في البلدان العربية الأخرى.
لقد شنت التيارات القومية حملة عنيفة ضد الجبهة في تلك السنوات وشهرت بنهجها الايديولوجي وبمواقفها المبدئية الصائبة من عدة قضايا محلية وعربية ووصلت الأمور إلى حدود الاعتداء بالضرب على بعض الرفاق.
صراع خاطئ وضار
وقد عبر الرفيق سيف بن علي في مقال هام تحت عنوان (العداء للشيوعية عداء لكل ما هو وطني) نشر في كتاب (معاداة الشيوعية في العالم العربي) الصادر عن دار الفارابي في بيروت ودار الطريق الجديدة في بغداد عام 1974 ، عبر عن خطأ هذا الصراع بعد أن أشار إلى أن ماكنة الدعاية الاستعمارية استغلت المسألة القومية لتحقيق مآربها فركزت على ان المنتمين للأفكار الماركسية في البحرين ما هم إلا إيرانيين وتابعين لحزب توده قائلا:
"إن ماكينة الدعاية الاستعمارية المعادية للشيوعية كانت تبذل كل جهدها لتخلق تعارضا فيما بين الأفكار القومية والأفكار الماركسية، وكانت البحرين في هذا المجال تتأثر لحد كبير بما يجري في الوطن العربي، وكانت موجات العداء للأفكار الماركسية التي تجتاح الأقطار العربية أو بعضها يمر على البحرين ...
وأكثر من تضرر في البحرين من موجات العداء للأفكار الماركسية هو الحركة الوطنية البحرانبة التي تطورت طبقا لتطور المجتمع وصارت تعبيرا عن الطبقات الاجتماعية القائمة في البحرين والتي من مصلحتها في مرحلة التحرر الوطني أن توحد قواها في مواجهة العدو الرئيسي والمشترك وهو الامبريالية الانجلوأميركية وعملاؤها واحتكاراتها ... وقد حال وصول موجات العداء للشيوعية في البحرين وتبنيها من قبل بعض أطراف الحركة الوطنية، حال لمدة طويلة دون وحدة هذه الأطراف، بل عملت على شق صفوفها وبلبلتها وقد أثر ذلك سلبا على نمو الحركة الوطنية البحرانية".
والجبهة كانت متنبهة منذ ذلك الحين إلى خطورة مثل هذا الصراع، وواعية ان المستعمرين والرجعيين والجواسيس هم وحدهم المستفيدين منه، فقد تضمن منشور داخلي وزعته الجبهة على أعضائها حينذاك الاشارة إلى مثل هذه المخاطر، ودعى الرفاق لالتزام جانب الحيطة والحذر تجاه محاولات الاستعمار والسلطة وجهاز المخابرات لتأجيج هذه الخلافات وصب الزيت عليها .. ودعت الجبهة أعضائها باستمرار إلى تحاشي الصدام مع القوى القومية والعمل على خلق أجواء التفاهم والثقة بين مختلف أطراف الحركة الوطنية .. وقد عكس هذا التوجه نهجا مبدئيا صائبا لدى الجبهة في الحفاظ على وحدة الصف الوطني والابتعاد عن كل ما من شأنه حرف المعركة بين الجماهير وأعدائها عن مجراها الصحيح إلى معركة بين الوطنيين أنفسهم.
استشهاد الرفيق حسن نظام
في عام 1958 غادر الرفيق حسن نظام البحرين إلى إيران، وكان ذلك هو "الخروج الأخير" له، إذ وقع هذه المرة في أيدي عملاء السافاك الذين اغتالوه خفية في شقة كان يقيم فيها في طهران.
آخر اتصال بين الشهيد وبين الجبهة كان عبر رسالة كتبها: كما انتصر الشعب العراقي، فنحن أيضا في البحرين سيكون لنا يوما ننتصر فيه.
باغتياله خسرت الجبهة أحد أبرز كوادرها في ذلك العهد المبكر، نظرا للخصال الثورية التي يتصف بها، ونظرا لوعيه السياسي والنظري وخبرته النضالية الطويلة.
ولم تمكن ظروف النضال السري في البحرين، والظروف الصعبة التي عاشتها الحركة الثورية الايرانية، بما فيها حزب توده الشقيق، منذ ذلك الحين حتى انتصار ثورة الشعب الايراني العظيم في عام 1979 ، من التعرف بصورة تفصيلية على ظروف استشهاد الرفيق .. ولا زال الغموض محيطا ببعض هذه التفاصيل، كما انه لم يحن الوقت بعد لذكر كل ما تمتلكه الجبهة من معلومات حول دور وكفاح هذا المناضل.
ولن يكون بعيدا، كما نتمنى، ذلك اليوم الذي يستطيع فيه رفاقنا وجماهير شعبنا من معرفة تفاصيل أخرى جديدة تضيء لنا مرحلة من أكثر مراحل نضال حزبنا غنى وثراءا.
انبثقت في قلب المعركة
ولدت الجبهة في قلب النضال الوطني العارم في حركة 54 ـــ 1956 .
فمناضلوا الجبهة الأوائل شاركوا بفعالية في نضالات هذه الحركة.
في المظاهرات الواسعة التي اجتاحت البحرين احتجاجا على العدوان الثلاثي الآثم على الشعب المصري الشقيق كان دور رفاقنا كبيرا، أخذوا اليافطات التي تحمل شعارات التنديد بالعدوان والتضامن مع الشعب المصري وساروا في مقدمة المظاهرة يرددون الشعارات، ومن الطريف ان تكون المخابرات قد صادرت في بيت رفيقين من أصل ارمني بعض هذه اليافطات في عام 1957 في أول حملة مداهمة لبيوت مناضلي الجبهة.
كانت المنشورات الأولى للجبهة تلصق على الجدران في شوارع رئيسية وبالأخص في المنامة والمحرق، وهذه الطريقة كانت مستفادة من تجربة هيئة الاتحاد الوطني ذاتها التي كانت تلصق بياناتها ونداءاتها على الجدران.
ومن الطرائف التي يمكن ذكرها ان العناصر التي كانت تلصق منشورات الهيئة تتعمد أن تلصق هذه المنشورات على ما كان مناضلوا الجبهة قد ألصقوه من منشورات.
أيام العدوان الثلاثي على مصر، قامت الجبهة بحملة خط الشعارات التي تندد بالعدوان "بريطانيا وفرنسا واسرائيل" وكان من بين الاماكن التي خطت عليها الشعارات حائط القنصلية البريطانية في رأس رمان وبعض حيطان البيوت في منطقة شارع (نمرة 5) بالمنامة بالقرب من مستشفى الارسالية الامريكية.
أوسع حملة لكتابة الشعارات وتوزيع المنشورات
عام 1960 شهد أوسع حملة لكتابة الشعارات على الحيطان، وتوزيع المنشورات في المدن والقرى في ذكرى شهداء ساحة البلدية الذين سقطوا برصاص المستعمرين البريطانيين سنة 1956 .. وقد تعرضت الجبهة نتيجة ذلك لحملة اعتقالات واسعة شملت العديد من المناضلين ومن بينهم المناضل علي مدان.
اسقطت المخابرات الجنسية عن خمسة من المناضلين، ورحلتهم خارج البلاد، واعتقلت شقيق المناضل علي مدان نكاية فيه، وبعد تعذيب شديد حكمت على علي بالسجن مدة خمس سنوات، كما حكمت بالسجن على شقيقه بالسجن لمدة ثلاث سنوات مع الأشغال الشاقة، وأمضيا فترة الحكم وهما مكبلين بالحديد، وكلاهما ابعد من البحرين بعد انتهاء فترة سجنه.
حملة 1960 لم تفلح في القضاء على الجبهة ولا في ايقاف نشاطها أو الحد منه، فالعمل الحزبي رغم الصعوبات التي كانت تعترضه نظرا لحداثة عهده يتطور ويتحسن .. مناضلون جدد يأتون إلى الجبهة، أفكارها وشعاراتها تتغلغل أكثر فأكثر في صفوف العمال والكادحين، في الأحياء الشعبية وفي أماكن العمل .. وأصبح من المحال القضاء على الجبهة، فها هي تتنامى وتكبر، فقد أضحت حقيقة مشرقة في حياة الشعب وعبثا يحاول العدو انهائها.
عام 1961 وزعت الجبهة وعلى نطاق واسع وفي كل مناطق البحرين بما فيها مؤسسات شركة النفط (بابكو) منشورات تحريضية باللغتين العربية والانجليزية، وهكذا يتقن جهاز المخابرات بقيادة "بوب" و "بن" و "أحمد محسن" من فشلهم في شل نشاط الجبهة بحملتهم السابقة، فشنوا حملة اعتقالات عديدة شملت عدد من مناضلي الجبهة، حيث أمضوا في السجون فترة، ونفوا فيما بعد جميعا إلى الخارج بعد أن اسقطت المخابرات الجنسية عن اثنين منهم، ومن بين ضحايا هذه الحملة أحمد الذوادي ويوسف عجاجي.
عام 1962 : إقرار البرنامج
عام 1962 كان عام إقرار برنامج (الحرية والاستقلال الوطني والديمقراطية والتقدم الاجتماعي والسلم) ..
مسودة مشروع البرنامج قدمت من قبل القيادة أواخر عام 1960 ، وطرحت للمناقشة على الأعضاء، ساهمت حملات الاعتقال والنفي والابعاد واسقاط الجنسية في تأخير إقرار البرنامج، غير ان هذه الفترة سمحت بانضاج المسودة وبلورتها وتطويرها.
تضمن البرنامج مقدمة سياسية قصيرة مركزة ولكنها مهمة لجهة تحديدها التوجهات الاساسية للجبهة ومنذ ذلك الحين.
- فقد لاحظت مقدمة البرنامج ان نضال الشعوب دخل مرحلة جديدة في تطورها ونهضت بوصفها مبدعا للحياة الجديدة ومساهما نشطا في السياسة الدولية بوصفها قوة ثورية تدمر الاستعمار.
- ثبتت المقدمة ان مصالح الشعب البحراني تتطلب القضاء على حكم الاستعمارالبريطاني واجنثاث جذور سيطرته وتصفية القواعد العسكرية وازاحة الاحتكارات الأجنبية وإلغاء الأوضاع الاقطاعية واجراء تحويلات زراعية جذرية واقامة صناعة وطنية وممارسة سياسة خارجية سلمية مستقلة معادية للاستعمار واشاعة الديمقراطية في حياة الشعب.
- أكدت المقدمة ان لجميع طبقات الشعب البحراني الوطنية مصلحة في تحقيق الأهداف الواردة في البرنامج، ملاحظة بأن القوى الوطنية تتجمع في معركتها الحالية ضد الاستعمار البريطاني .. فقد عكس هذا القول طبيعة البرنامج كبرنامج وطني ديمقراطي يتمثل بوعي وعمق ظروف المنطقة والبلاد، وتوضح الجبهة ذلك بقولها في المقدمة ذاتها: "ان شعبنا يتمكن من تحقيق انتصاراته على الاستعماروانتزاع مطالبه المشروعة باتحاد واسع من القوى الوطنية الديمقراطية .... لأن تصفية الدعائم الاستعمارية الاقطاعية في البحرين يتطلب حركة ديمقراطية واسعة تضم جميع طبقات الشعب الوطنية.
- شخص البرنامج بصواب: ان الاستعمار هو العدو الرئيسي والعقبة الرئيسية في طريق تحقيق اسقلالنا الوطني واقامة الديمقراطية والتقدم في بلادنا.
- وعند الاشارة للقوى المناضلة لاحظت مقدمة البرنامج ان "طبقتنا العاملة هي المناضل الأكثر ثباتا من أجل السير بنضالنا الوطني إلى أشكال جديدة وذلك من خلال تجربة حركة الشعب البحريني الوطنية" .
وتضمن البرنامج 15 مهمة تكافح الجبهة من أجل تحقيقها شملت كل جوانب الحياة السياسية والادارية والاقتصادية والاجتماعية.
أهمية هذا البرنامج الرئيسية تكمن أولا وقبل كل شيء في كونه أول وثيقة برنامجية في تاريخ العمل الوطني الديمقراطي في البحرين بل لا نغالي إذا قلنا في كل امارات الخليج العربي.
كما ان هذا البرنامج جسد المقدرة الفائقة للجبهة على وضع برنامج واقعي، وثوري، إلى ان جاءت التطورات فيما بعد لتبرهن على صحته وواقعيته، وبقيت بنود هذا البرنامج تحتفظ بأهمية متجددة.
للحديث صلة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هو بنك الأهداف الإيرانية التي قد تستهدفها إسرائيل في ردها


.. السيول تجتاح مطار دبي الدولي




.. قائد القوات البرية الإيرانية: نحن في ذروة الاستعداد وقد فرضن


.. قبل قضية حبيبة الشماع.. تفاصيل تعرض إعلامية مصرية للاختطاف ع




.. -العربية- ترصد شهادات عائلات تحاول التأقلم في ظل النزوح القس