الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيكولوجية الاعتقاد(1)..دور اللاوعى

يوسف شوقى مجدى

2015 / 2 / 6
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ان الفكرة المثالية للاعتقاد ان المرء عندما يسمع بفكرة جديدة يقوم اولا بفحصها فحصا دقيقا بالمنطق و يبحث عن أى مُغالطات منطقية و عندما يجد ان الفكرة مقبولة بالنسبة للمنطق يأخذ هذه الفكرة الجديدة ليقارنها مع فكرته القديمة التى يعتنقها بالفعل و عندما يرى ان الفكرة الجديدة افضل من الفكرة القديمة من حيثُ مبادىء المنطق ، يترك الفكرة القديمة و يعتنق الجديدة ، وعندما يسمع بأفكار جديدة أخرى يُطبق نفس العملية مرة أخرى و هكذا .. و لكن كما قلنا فى بداية المقال ان هذا هو المنهج المثالى الذى يجب ان يستخدمه الناس للاعتقاد بالافكار الجديدة و لكن لو فَكرنا بشكل واقعى ، سنرى ان الامر يختلف تماما فالاعتقاد لا يتم "عند الاغلبية العُظمى للناس " بهذا الشكل بل يتداخل الهوى و الارادة و اللاوعى فى العوامل التى تجعلهم يعتقدون و يصدقون و لنبدأ بقضية مهمة نجد ان لها قدرًا كبيرا على الساحة الثقافية .. و هى قضية الالحاد و وجود الله ، و انا اريد ان اوضح شيئًا قبل ان أُكمل كلامى اننى هنا لا أريد ان ابرهن على وجود الله او انفى وجوده بل الهدف الاساسى من المقال هو توضيح الدوافع النفسية لدى اى انسان لاعتقاد بوجود الله او الالحاد .. فى البداية سأبين حالة من الممكن ان يمر بها اى انسان .. الحالة هى وجود أب قاسى فى التعامل مع أبنه ، يُعاقب بشدة و حزم و عنف .. ومن الممكن ان تكون هى تلك الطريقة نفسها التى يتعامل بها الاب مع الام و هذا سيولد مشاعر كره و بغضه و تمرد ناحية الاب و لكن تلك المشاعر ستُخزن فى اللاوعى و ستكون فى حالة كَبت و كمون و من الممكن "الانا" لا أراديا ينتج صورًا تُصارع و تُحارب هذه مشاعر الكراهية الموجودة فى اللاوعى فمثلا سيرى الابن المغلوب على أمره قسوة ابيه و عنفه ، حماية و عناية له .. سيخلق الابن مُبررات لتك القسوة ليحارب مشاعر الكراهية كما تقول لنا "أنا فرويد" ، و لكن عبثا يفعل الابن فتلك المشاعر ستخرج خارجا و تنفجر بعد سنين و لكنها لن تنفجر فى الاب و ان طالت كما سنوضح ، و عندما يَكبُر الابن و يبدأ مرحلة تفكيره سنجد أنه ألحد و رفض الله و ذلك ليس لاسبابا منطقية أو عقلية فمشاعر الكراهية و التمرد التى تحدثنا عنها قد انفجرت فى صورة الله فعلاقة الانسان بالله هى انعكاس لعلاقته بأبيه و عُقدة التَخلص من الاب تصبح عُقدة التخلص من الله .. وننظر لحالة أخرى و هى حالة التَعلق الشديد لدى الاطفال نحو أبائهم فهذه مرحلة حتمية و لكن قد تستمر عند البعض لفترة من الزمان ، فيها يشعر الطفل نحو ابيه بمشاعر التعلق الشديد و الحاجة الكبيرة للأب الذى يُعطى الاطمئنان و هذه المشاعر تُخزن ايضا فى اللاوعى و عندما يَكبر الانسان تتجه تلك المشاعر نحو الله فيعتقد الانسان بوجود الله لا من أجل اسباب منطقية ولكن لأسبب نفسية و لمرة أخرى يحدث أنعكاس العلاقة الذى تحدثنا عنه و هذا سماه فرويد مرحلة الطفولة عند بعض الناس و التى تجعلهم يعتقدوا بوجود اله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يوقع حزم المساعدات الخارجية.. فهل ستمثل دفعة سياسية له


.. شهيد برصاص الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحامها مدينة رام الله ف




.. بايدن يسخر من ترمب ومن -صبغ شعره- خلال حفل انتخابي


.. أب يبكي بحرقة في وداع طفلته التي قتلها القصف الإسرائيلي




.. -الأسوأ في العالم-.. مرض مهاجم أتليتيكو مدريد ألفارو موراتا