الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اكتشافات لا اختراعات

هاشم عبد الرحمن تكروري

2015 / 2 / 13
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


"اكتشافات وليست اختراعات"
إنّ القرآن الكريم ليس بكتاب علم، ولكن العلم يكمُنُ فيه، فإشارة الخالق في كتابه العزيز:"... مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ..."(سورة الأنعام، آية38) يدل على أن القرآن الكريم يحتوي العلم سواء صراحةً أو بالدلالة أو بالإشارة إليه، ويترك ما تبقى لفهم الإنسان وقدرته على تحصيل المُراد والعمل على الوصول إلى الشيء المطلوب، كذلك نرى وفي موضع آخر إشارة أخرى في سورة النحل:"وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ"آية:89.، ففي شرح كلمة تبيان في تفسير بن عاشور جاءت تبياناً مفعول لأجله، والتّبيان مصدر دالّ على المبالغة في المصدرية ، ثم أريد به اسم الفاعل فحصلت مبالغتان، وهو بكسر التاء، ، وكلّ شيء: تفيد العموم؛ ، ويؤول ذلك العموم العرفي بصريحه إلى عموم حقيقي بضمنه ولوازمه، وفي تفسير هذه الآية ورد في الطبري عن بن مسعود قوله:" أنـزل في هذا القرآن كل علم وكلّ شيء قد بُيِن لنا في القرآن"، ونرى هنا وبمطالعة بسيطة لِما ورد آنفاً من تفاسير أن رب العزة لم يغفل شيئا في كتابه إلا وذكره سواء بالتصريح أو بالتضمين أو بالإشارة، وسنتطرق هنا لإحدى الإشارات الواردة في القرآن الكريم وهي أن العلم والمعرفة موجودة في الكون منذ خُلق، وهي بحاجة فقط لمن يكشف عنها ، لا لمن يخترعها أو يبتكرها، وسنوضح ذلك لاحقاً فقد ورد في الآية الكريمة"وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم"سورة الحجر، الآية 21. وفي هذه الآية الكريمة يخُبر الله عزوجل أن كل شيء هو موجود عنده في خزائنه، والخزانة المكان الذي يتم الاحتفاظ بالشيء فيها، مما يدل على وجوده مُسبقا ، والله عزوجل ينزل كل شيء بقدرٍ وبوقت معلوم وقد يُجلّي هذا الشيء المُنزل على يد أحد البشر عندما يريد الله ذلك وعندما يرى أن الحاجة البشرية تستوجب ذلك، كذلك نرى في كثير من مواضع القرآن دعوات صريحة من الله عزوجل للبشر بالتفكر والاستقصاء والمتابعة، فالتفكر يؤدي إلى التدبر، والتدبر يؤدي إلى العمل، والعمل أداة وصول للشيء المطلوب، وحين نحتاج إلى أي شيء مخزون في خزائن الكون؛ فنحن نُعمل عقولنا الممنوحة لنا من الله لنكتشف هذا الشيء، وفي موضع آخر من القرآن يذكر الله عزوجل" وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء"سورة البقرة، الآية:255. ونرى هنا أن معنى الإحاطة قد تقدم ، والعلم هنا بمعنى المعلوم، فعلم الله موجود والدال على ذلك قوله من علمه، فعلم الله مُطلق الوجود، والإحاطة بالشيء لا تكون إلاّ للشيء الموجود ، فلا ندّعي احاطتتنا بما لا نعلم
ولذا نقول هنا أن العلم والاكتشافات والابتكارات موجودة، ولكنها تتجلى للناظرين حين يريد الله عزوجل ذلك، ولا نخترعها كبشر من غير وجود مُسبق بل يقتصر دورنا على التعرف عليها من خلال البحث والتفكر في هذا الكون الواسع عمّا يُعيننا على الحياة فيه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الإكتشافات الموضوعة في خزائن الله
زاغروس آمدي ( 2015 / 2 / 15 - 19:03 )
الغريب في الأمر هو كيف أن الغربيين الذين لايعرفون لغة القرآن قاموا بكل هذه الإكتشافات الموضوعة في خزائن الله، والتي ضمنها او اشار إليها القرآن او صرح بها كما تقول خضرتك، وأن العرب الذين يتقنون لغة القرآن تغافلوا عن هذه الإكتشافات؟

اخر الافلام

.. شولتز: المساعدات الأميركية لا تعفي الدول الأوروبية من الاستم


.. رغم التهديدات.. حراك طلابي متصاعد في جامعات أمريكية رفضا للح




.. لدفاعه عن إسرائيل.. ناشطة مؤيدة لفلسطين توبّخ عمدة نيويورك ع


.. فايز الدويري: كتيبة بيت حانون مازالت قادرة على القتال شمال ق




.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة