الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمة في الإلحاد

محمد حسين عبدالعزيز

2015 / 2 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كلمةُ في الإلحاد
حين تتحدث عن الإلحاد يجب عليك أن تعي ثلاث مناظيم أساسية ، أو ثلاتة مباحث أساسية
ولأننا في بلد ووسط أقوام لا يُقدرون علماً ، ولا يفقهون تأصيل المصطلحات ، ولا يعتنون بنسق إلا كما يعتني الببغاء بترديد ما يقوله صاحبه سوءاً بسوء وحُسناً بٍحُسن.
أولا : المنظومة القٍيًمٍية.
ثانيا: المنظومة المعرفية.
ثالثا : المنظومة الأخلاقية.
--------------------------------
أولأ من حيث القيمة
يٌعلي الإلحاد من قيم العقل في مواجهة النقل هوا لا يري قداسة في أشخاص ولا في كيانات تحتي أي مُسمي ووفق أي معتقد ، ولا يُشكل له جموع البشر ولا عادتهم ، ولا أعرافهم دوغما أو فزاعة تضغط علي رؤيته ، فهو يُخِضع كل الأمور للبحث، الفحص، والتدقيق والأهم هو إسقاطها علي الواقع ودورها في التحفيز الفردي ، الجمعي أو في التثبيط .
يُعلي الإلحاد أو يكرس لخاصية منهجية تُعتبر الركن الركين وهي النقد وإزالة تابوهات المُحرمات الثلاث ، كما يٌقيم أساس أو يُفند وفق ما يبرزه العصر من معلومات ومعارف شتي ، طالت كل الفروع والإتجاهات سياسية ، دينية، إنسانية
فالعُمده عنده - أي الإلحاد- ليست حدثنا ولأ أخبرنا ولا سمعنا ولا ما إتفق عليه أهل العلم ، ولكن العُمدة عنده هو الدليل وما يُقدمه الواقع من براهين هي وحدها الكفيلة بتعزيز العزيز وترذيل الذليل ، حتي وإن كان الذليل عندهم عزيزا أو العزيز عندهم ذليلا.
فليس هناك ما يصلُح لكل زمان ومكان ، بل هناك فقط من يصمد أمام التجريح ، التشريح وفق مقتضيات وبراهين العصر الحالي وهو بهذا يُعتبر عقبة كئودا أما أى أصولية أو دوغمائية أو بمعني آخر ضد قطعنة البشر كالخراف ، أو حشدهم في وعي جمعي لا يقدم ولا يؤخر سوي أهداف وسياسات تغيبية.
فلا مجال عنده لمعجزات ولا أحداث خوارق ولا تقيد بثقافة هذا ما وجدنا عليه آبائنا
------------
ثانيا : المنظومة المعرفية

المعرفة ككلمة تقع في هرم السُلًم النظري فوق المعلومات وفوق البيانات المٌجمعة ، فالمعرفة هي وعي في النهاية أو توظيف لما يُتاح لك من علوم ،فنون، معارف، أصبحت تتداخل فيما بينها أكثر مما تفترق ، وتتعاون أكثر مما تتنافر ، تقف بمجهر البحث المتناهي الدقة من أول عٍظم الأفلاك حتي مٍجهرية الذرة ، مقدمة المعلومات ، الأدلة ، النماذج ، التفاسير ، محطمة أو مؤكدة علي ما أنتجه الماضي.
يأتي الإلحاد مُتبنياً أو مُستخدما المعرفة كمصباح كاشف مقتحما دياجير الظلام ، فتتطاير الخفافيش ، وتنزعج العناكب ، وتُقًد مضاجع النيام ، يًمُد يده علي ما إكتسبت قداسته مكانتها وفق كم التراب المٌهال عليه ، فاتحا له ، مُسلطا ضوء العلم الحديث والمعارف المتجدده علي ما يقول أو ما يٌقال علي لسان مٌعارضيه، مؤيديه ، تاركل لك ولعقلك الحق في الإتباع أو الترك
فيًثبُت من يًثبٌت - وما أقله- ، ويترنح الكثير والكثير - وما أكثره - حتي يتهاوي
ويحضُرُني هنا القول " سراب بقيعةٍ يًحسًبُه الظمئآنُ ماءاً حتي إذا جاءه لم يًجدهُ شيئاٍ " فتنبه .

ولأن الناس بطبعهم أعداء ما جهلو ، ولأن المعرفه تتطلب جهدا ومثابرة ورغبة - قلت أن تتواجد جينيا في مجتماعتنا العربية- تجد الجموع المُقطعنة تخرج في أسراب كالخفافيش ، لا تهتم بالدليل ، ولا تتعاطي مع الرؤية الجديدة ، ولا تستمع للحجة ، ويُسيطر علي الوضع ثقافة الأكليشيهات وموضوعات التعبير
مثل
#يعني_هتفهم_أكتر_من_كل_دوول
#إنت_يعني_اللي_هتجيب_التايه
#تفتكر_يعني_كل_اللي_سبقوا_معداش_عليهم_الكلام_ده
#هتيجي_إنت_إيه_في_علم_الشيخ_فلان
وهلُم جرا ... مما يعرفه الجميع بل وعايشه الكثير منا في مناقشة أو محاورة.

ومن ناحية أخري تهتز الأرض من تحت عروش من تربعوا علي الأتربة سلاطينا ، يُكدسون الأموال ، يكرسون للجهالة ، أيادي في أيدي النظام، لتحقيق مكاسب شخصية أولا ، أو تمهيد الطريق للدعارة السياسية ثانيا.
ومن هنا تكمن الخطورة من وجهة نظرهم في الإلحاد ومتبعيه لا من حيث الوجهه الدينية إطلاقا ولكن من حيث تكريسة وتأسيسة لفكرة النقد ، البحث، وأنه لا صوت يعلو فوق صوت المنطق والحجه.
-------
أخيرا : المنظومة الأخلاقية

وأٌحيل القاريء العزيز في هذه النقطة تحديدا لكتاب علي صغر حجمه إلا إنه في منتهي الإحكام للأستاذ #محمد_العزب_موسي ، تحت عنوان #أول_ثورة_علي_الإقطاع ، وإلم تخني الذاكرة فتحديدا الفصل الثاني
ويمكنه أيضا الرجوع إلي السفر الرائع لأرسطو طاليس تحت عنوان "منبعا الأخلاق والدين"
حيث يقول مُفندا وجهة النظر المٌتبناه من قبل أرباب القطيع من أن الإلحاد ما هو إلا إنحلال من كل فضيلة ، وأن الدين هو الأساس في الاخلاق وأن بدونه ستتحول البشر أو الحياة إلي حقلا لدياثة ومرتعا للعٌهر.
فيقول إن الأخلاق وجدت في حياتنا من قبل الشرائع أو التنزيلات ، وتطورها وبقائها حتي يومنا هذا لا بسبب قال الله ولا قال الرسول وأرجو من القاريء العزيز التنبه لما هو قادم
ولكن بسب أن البشر تعارفوا علي كونها إطار مُنظم ، أو ضامن وحدود جيده تكفل لهم حقوقهم وتُسهل عليهم أمور دُنياهم ، وأن كلمة أو مفهوم الأخلاق في حد ذاته لم يٌعرف قديما كذلك ولكنه نشأ بعد جٌهد جهيد ، وتطور ، وممارسات عبر التاريخ البشري كله ( وراعي جيدا ما تحته خط ) ، في حقبه المتتابعه ، وبين أناسه علي إختلاف مشاربهم ، طوائفهم ، اجناسهم ، وأن المنبع الأساسي في الأخلاق ليس إلهيا أو فوقيا ولكن ، كونها تٌعزز من الروابط الإنسانية بين البشر وبعضهم إنطلاقا من فكرة إنك لست وحدك تحيا ، ولست وحدك دوما صاحب الحق ، وأن هناك حق جمعي أمام الحق الفردي أو المُكتسب الشخصي ، وأن الأخلاق كانت هي اللبنة الأولي في فكرة سن القوانين وروح نافخه في التشريعات إستُقت منها كل اللوائح أصولها ، جذورها كلٌ يضيف عليها ، يرتقي بها ، حتي وصلت لما هو معروف عندنا الآن بحجد بشري صرف ، وما وثيقة #المجناكارتا إلا أكبر دليل علي ذلك.

أما بخصوص الأديان فهي أتت علي ما هو موجود بالفعل ولم تُوجد شيئا من العدم ، مجرد أنها زادت من حدة القيد الأخلاقي مما زاد من تأثير ردة فعله علي الناس ، فارتبط ذهنيا عبر التاريخ بكون الاديان هي أساس الاخلاق.
ولكون معظم أمتنا كالببغاء عقله في أذنيه ، يستقي معلومته من مشايخ ، وأرباب لحي وجلابيب ، لا نقرأ ، لا ننقد ، تغلب علينا ثقافة الإستهلاك .. فرددنا ما يقال بل وتبنيناه في ضرب للحقيقة وللوقائع بمنتهي الصلف والغباء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صفحة كهنة الإلحاد
الصميم ( 2015 / 2 / 18 - 12:05 )
ننصحك بمتابعة صفحة (كهنة الإلحاد) على هذا الرابط:
https://www.facebook.com/kahnat.elhad?fref=ts

كما ننصحك بشراء كتاب (كهنة الإلحاد: كيف تحولت دعاوى اللادينيين إلى -ديانة- كهنوتية), لمؤلفه (هيثم طلعت), للتواصل مع الناشر: 01015577460 - 01271031218


2 - السقوط قادم
نصر ( 2015 / 2 / 19 - 03:09 )
تحية للكاتب..
طال الزمن أو قصر فالمسقبل كله للإحاد و اللاأدرية..
سيكون سقوط الدين عظيما ونهائيا..
عقل وفكر الإنسان يتقدم كتقدم العلوم..
ما يفعله مجانين الإرهاب هو محاولة إثبات الوجود و البقاء في مرحلة ما قبل الإندثار..
وشكرا لك.


3 - تعليق الى محمد حسين
ايدن حسين ( 2015 / 2 / 19 - 05:56 )

تحية طيبة
هل هبط الانسان على القمر .. هل تستطيع ان تثبت لي ان الانسان فعلا هبط على القمر
هل ارسطو فعلا قال ما ذكرته .. من ان الاخلاق قبل الدين موجودة
هل فعلا داعش حرقوا معاذ الكساسبة
ان حدثا وقع في خلال هذا الشهر لا نستطيع ان نتاكد من انه وقع فعلا
كيف سنستطيع ان نثبت صدق الاديان .. و اخرها جاءنا قبل 1500 سنة
هل فعلا قال ارخميدس وجدتها
لاحظ ان كل ما وقع من احداث .. سواء كانت حديثة او قديمة .. نحن غير قادرين ان نثبت انها وقعت بالفعل
العلم و الايمان بل و حتى الالحاد يستند على القناعات التي تنقصها الادلة
و سلامي
..

اخر الافلام

.. المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهدافها هدفا حيويا بإيلا


.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز




.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب


.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل




.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت