الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


والصمت العربي الثقيل الى متى

شكري شيخاني

2005 / 9 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


الأمة العربية كحضارة ,دين ومجتمع ..الأمة العربية التي كانت خير أمة أخرجت للناس, فرض عليها القهر والتبعية, ومع الزمن و خلال العقود الأخيرة من القرن الماضي أصبح بإرادتها الميل لإتباع نهج الاستكانة وأقرب إلى المذلة منها إلى النهوض والقيام بواجباتها بعد خروج الاستعمار بأطيافه الفرنسي والانكليزي والاسباني والايطالي ولم تكن الأمة العربية كبقية خلق الله عندما يغادرها المستعمر فتلتفت إلى الداخل وتبني بخطى مدروسة و سريعة كبقية الأمم الأخرى مثل الهند وغيرها الكثير من الدول وللموضوع شواهد عدة بدأت مع مطلع العام 1920 مرورا بالكوارث والنكبات فكثيراً ما خابت وقلة نادرة ما أصابت ووصلنا إلى الخامس من حزيران 1967ولم تنتهي بعد ولا نعرف أين ستنتهي؟؟ مع العلم أننا كأمة عربية محيطة ببؤرة الصراع وفقنا في السادس من تشرين الأول 1973وحاولنا الوقوف على أقدامنا ولكن الذين كانوا يتربصون بهذه الأمة والطامعون في كنوزها ما ظهر منها وما خفي لم يرق لهم هذا النهوض اليتيم فعملوا على تقطيع أرجلنا حتى الكساح والشلل.
بضع كلمات قصيرة مما تقدم وقد تكون مبتور قصدت فيها توضيح صورة ما كنا عليه كأمة عربية ليلة 19/3/2003 والعرب هنا.. أقصد نحن في سورية والمحيطين ببؤرة التوتر المفتعلة التي صنعها نظام الدكتاتور صدام حسين باتفاق كامل وواضح مع الامبريالية الأمريكية البغيضة وبعد أن تبين كذب الإدارة الأمريكية في مسألة السلاح النووي والشامل والكيماوي وصواريخ القاهر والظاهر والظافر إلى ما هنالك من أسماء بات يلفها القرف وهذا ما كان يوحي به صدام حسين لإخافة جيرانه العرب الضعفاء أصلاً., وللتاريخ كان وحده الراحل حافظ الأسد يبصر أبعد بكثير مما كان يرى ثلاثة أرباع القادة العرب من ملوك ورؤساء وأمراء لأن الربع الباقي كان أصلاً لا يرى شيئاً؟؟
أكتب هذا والغصة كما هي في حلقي أرى الدموع الوطنية الداخلية في القلب عندما عرضت إحدى القنوات الفضائية العربية وعلى مدى يومين متتاليين فيلم وثائقي عن أكاذيب الإدارة الأمريكية وتورط بل وتأمر الكم الهائل من العرب على العراق أرضا وشعبا أما النظام فلا أسف عليه كان اسمه فهر نايت 11-9
مايكل مور مخرج الفيلم وهو أمريكي الجنسية قام بعمل سياسي بقالب فني وثائقي ما عجز عن فعله العديد من السياسيون العرب من حكام ووزراء للخارجية وسفراء للأمة العربية؟ قام هذا المخرج الأمريكي بما عجز عن القيام به الفنانون العرب والتي تضج بهم الفضائيات العربية ليل نهار لما لا وقد سخرنا كامل طاقاتنا الفنية في سبيل هز الوسط وسوبر ستار العرب الذي كان يغطي على مناظر أشلاء الأطفال في بغداد وبعقوبة وجنين ورفح
لقد فضح المخرج الأمريكي في هذا الفيلم أكاذيب الإدارة الأمريكية حول كل ما قيل عن امتلاك العراق لصنوف الأسلحة وهمجية القوات المتحالفة وما خلفته من ضحايا خراب للبشر والحجر.
كما فضح عجز العرب في الفعل والقول..نعم لقد كان الصمت العربي الثقيل قمة الهمجية بل وفاق الهمجية العدوانية... بالصوت والصورة عرض هذا المخرج حديث المواطنين الأمريكيين الرافضين إرسال أبنائهم إلى العراق ليس حباً فينا... بل خوفاً على أبنائهم من مستنقع العراق الدامي, لقد وقف البعض منهم ضد الحرب كما وقف الكثيرون ضد الحرب في قارات الدنيا بأكملها ولكن المتغطرس بوش أبى إلا أن يسرق بترول العراق وبترول المنطقة برمتها.
بالصوت والصورة تم عرض وثائق فيه مصالح حقيقة لشركات أمريكية وهي تدين القادة السياسيين والعسكريين الأمريكيين ومن والاهم من الدول التي ساندت حربهم الدموية النتنة.. وكيف التقت المصالح لبعض الدول العربية بالمصالح الأمريكية على حساب أرض وشعب وثروات العراق السليب... بالمقابل كان الصمت العربي لا يزال ثقيلاً مقيتاً مقرفاً مررنا به على مدى أربعة أعوام عشناها.. كما نعيش هذه الأيام ونسمع ونرى الضغوط الأمريكية الإسرائيلية بغطائها الدولي... والتهديدات المتتالية مع افتراءات وأكاذيب مضللة لما يجري هناك وتغطية لما يجري هناك..هناك في المستنقع العراقي حيث النعوش الأمريكية تتوالى في الوصول إلى أرض الحرية والديمقراطية. نعم في ظل صمت عربي همجي سمح للسفير الأمريكي في بغداد زلماي خليل زادة بالقول بأن صبر الأميركيين إزاء دمشق قد نفذ وأن جميع الخيارات مطروحةٌ أمام الأميركيين للتعامل مع سوريا بما في ذلك الخيار العسكري.
وترادف مع تلك التصريحات وفي خطوة متوقعة تهديدات حكام العراق الجدد عندما ردد المسؤولين العراقيون التهديدات الأمريكية ضد سورية خدمة لمصالح الأمريكان لضرب وحدة الصف العربي وتفتيت الكلمة وزرع الخلافات بين الأمة العربية التي تواجه العديد من التحديات الراهنة نعم في ظل الصمت العربي المخيف تأتي التصريحات الأمريكية بضرب سوريا إثباتا في تعدي سافر على دولة ذات سيادة واستقلال واستمرار للضغوط الأمريكية ضد سوريا للهيمنة على دول المنطقة وخدمة مصالح إسرائيل مشيرا إلى التناغم بين مسلسل الضغط الأمريكي المتواصل من جهة والتهديد الإسرائيلي المستمر على سوريا من جهة أخرى.
معتقدين أن التصريحات تمثل ورقة ضغط أمريكية جديدة على سوريا لتقديم اكبر قدر ممكن من التنازلات حول مواقفها الشجاعة في كافة القضايا التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط والخاصة المتعلقة بمفاوضات السلام لتحقيق رغبة إسرائيل في إجراء مفاوضات بأي ثمن في ظل الضغوط الأمريكية المتتالية ابتداء من قانون محاسبة سوريا وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559. ووفي ظل الخنوع الأوروبي المطبق ومن خلال الخداع الأمريكي إنما تريد الولايات المتحدة الأمريكية بإطلاق مثل هذه التصريحات في هذا الوقت بالذات تحويل أنظار العالم عن القضايا الأساسية والمصيرية في المنطقة وخاصة المتمثلة في الأوضاع المؤسفة والمؤلمة التي يعيشها الشعب العراقي وجرائم القتل التي ترتكبها في المدن العراقية واحدة تلو الأخرى كما هو الحال في مدينة تلعفر وفشلها في معالجة المأساة التي تعيشها حاليا جراء إعصار كاترينا المدمر.
هذا هو الحال الذي صوره المخرج الأمريكي بكل هذه التفاصيل الفيلمية الوثائقية فماذا نحن فاعلون وكم يلزم من إشارات الاستفهام والتعجب لكي نضعها في نهاية هذه الكلمات.
من دمشق شكري شيخاني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن


.. الشرطة الفرنسية تعتقل شخصا اقتحم قنصلية إيران بباريس




.. جيش الاحتلال يقصف مربعا سكنيا في منطقة الدعوة شمال مخيم النص


.. مسعف يفاجأ باستشهاد طفله برصاص الاحتلال في طولكرم




.. قوات الاحتلال تعتقل شبانا من مخيم نور شمس شرق طولكرم