الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هرطقات إيمانية // يكفي الإنسان أن يلقى ربه وهو نزيها، ولو كان كافرا..!!

ارنست وليم شاكر

2015 / 2 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هرطقات إيمانية // يكفي الإنسان أن يلقى ربه وهو نزيها، ولو كان كافرا..!!
....
كيف يستقيم القول ويعتدل السلوك دون أن يكون الإنسان متصالحا مع نفسه اولا؟ .. وهل يمكن لشخص متصالحا مع نفسه، متوافقا مع ذاته ، متوائما مع كينونته ، ولا يكون منطقيا؟ .. مستحيل!! ..
المنطق السليم الواضح يعني توافق الإنسان مع جوهره الكامن في العقل ، العقل الذي هو لُب الوجود الإنساني وسره المقدس ،، سره المقدس المتجلي في وضوح الرؤيا وانقشاع الضبابية عن البصيرة ،، البصيرة الخالقة والموجدة للانسجام الداخلي .. الانسجام الذي في فلكه يشدو ويُسبح عندليب الوجدان الرائق ، وسندس العواطف المعتدلة، ورياحين الشعور الطيب في التعامل مع الآخرين..

ومنطقية الإنسان العاقل لا تعني بأي حال كمال المعرفة والإدراك اللا-متناهي للقضايا.. ولكنها بالضرورة تعني فيما تعني:
عدم الجزم بيقينية ما لا دليل عليه .. عدم الاعتقاد باحتكار الحق لنفسه أو لرأيه.. عدم التحذلق فيما لا يفهمه حق فهمه..
رفض الإتباع الأعمى لأشخاص أيا كان موقعهم ومقامهم..
رفض، ومقاومة، وتحدي التعامي (الإرادي أو اللا-واعي) عن فضائل المخالفين كأفراد وإن رُفض فكرهم ومنهجهم كمنظومة عقدية-ايدلوجيا.. وعلى نفس القدر يكون عدم التغاضي عن مساوئ مَن يتبعون طائفته ويصطفون خلف ملته، أو يدينون بدينه، و"يتقومون" بقوميته أو يُنسبون لقبيلته تبطيناً وأفخاذا .... ..... .......

هذه هي بعضا من الأوجه السلبية لما لا يجب أن يكون عليه الإنسان المتحقق الإنسانية - العاقل - عندما يكون منطقيا متصالحا متوافقا في كلاً منسجما....
ولكن وفي المقابل، ومن الوجهة الايجابية لابد وأن يكون العاقل قادرا على التقصي وإعمال العقل والبحث دائما وأبدا ، وفي كل حين وفي كل القضايا، وفي كل التوجهات أو الصمت فيما لا يدركه حق إدراكه .. معترفا فقط بما يقتنع به ، وبما هو مقتنعا به وفقط ، بلا زيادة أو نقصان.. فكل زيادة او نقصان يمكنها أن تنقد وتهدم و"تبرجل" كل ما كان قبلا في انسجام.. فكل زيادة أو نقصان على ما يمكن للإنسان ان يؤمن به دون أن يعقله تنزع عنه صفة النزاهة .. النزاهة عندنا هي القيمة الأسمى ، فالنزاهة نحسبها أعلى قدرا من الإيمان..

كالبصلة التي تعمل بمنطق وقانون واحد لا تحتمل العاطفة والشعور ولا تقيم وزنا للتفضيل والمزاج .. وإلا ما صات بصلة بل صارت فقه ولاهوت، علم كلام وأضغاث احلام .. ..

فالرجل النزيه – المنسجم مع ذاته - يعترف فقط بما قام عليه الدليل لا بما سمعه، وكم هو السمع خبيث كأود، لا يركن إليه إلا كل جاهل قعيد الهمة، جبان الفؤاد .. فيستحسنه لأنه وافق هواه أو فقط لأنه يحسبه منه ويشعر بحكم المولد والجغرافيا والتاريخ أنه ملزم بداعي الشرف وغريزة البقاء بالتبرير له والقبول به والتعصب الأعمى لمنطقه الجهول .....

فالعاقل مَن عرف متى يصمت عن قضية لا يدركها تماما .. قادرا بشجاعة على الاعتراف بجهله بقضية لم يدرسها جيدا ، فالاعتراف بالجهل هو طريق العلم والعلماء... مستعد دائما لتغير قناعته متى وجد ما هو أكثر وضوحا وجلاء........ ...... ........
فيمكن أن نختصر القول في العبارة التالية : منطقية الإنسان العاقل تكمن في نزاهته المطلقة... بل دعونا نقول: يكفي الإنسان أن يلقى ربه وهو نزيها ولو كان كافرا...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حكاية -المسجد الأم- الذي بناه مسلمون ومسيحيون عرب


.. مأزق العقل العربي الراهن




.. #shorts - 80- Al-baqarah


.. #shorts -72- Al-baqarah




.. #shorts - 74- Al-baqarah