الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحبيب الذي غادرني لا يحمل مظلة

بولين جبران

2005 / 9 / 17
الادب والفن


مهداة إلى عام 1968
تحت المطر فتح الباب عنوة وخرج من دون أن يرفع أصابعه.
تركني مستلقية.
والغطاء الآن الأبيض ملقى على حافة السرير يقول انني طبعا بعد قضاء الليل كله يتنفس في جوفي يقول انني... ويكفهر، ويتغير صوته لو انني اعرف... هناك في زاوية الغرفة اغنية تخرج على حياء فيها رومانسية خرساء.
أسمع طبق الباب.
أغمض عيني وأعود إلى نومي في السرير.
تتساقط القطرات دموعا على ألواح الزجاج. ويهتز قلبي حين أسمع خطواته تبتعد نحو الرصيف الإنكليزي يمشي بقهر في أعماقي أريد أن أتمسك به كما تفعل البنات عادة لكنني لا أفعل اذهب إذن وأخرج ولا تريني وجهك في المرة القادمة فقلبي بعد ذلك يتقطع ويصبح شاشا أبيض ألفه ضمادا على الجرح الذي لا دم فيه بل فيه أشياء من وجهي وروحي تركتها حرة مسترسلة في حانات ليلية أبحث في دخانها كل مرة ولا أتعلم.
يأخذني معه. عيناه السابحتان في صدري. فيشدني في قاعة الرقص ويضع يديه تحت وأشعر بالمرجحة التي تولع النار فيه.
لماذا أنت كل مرة؟
فيضحك ويبعث دخان الجيتان فوق رأسي كي أدوخ كي يحملني كي يضعني كي يشغلني في ساعة الليل. تك تك تك.
وأقول لعينيه فوق صدري أريدكما أن تبقيا هنا. لا تنزلا. أقيس بالمبضع وقت آهاته وهي مرة تخف ومرة تصعد مثل قنديل يلون شعره الذي بعثره على هيئة الهيبز في عام 1968 حين وقفنا سويا في الساحة في باريس يا حبيبي وقلت لي تعالي وتأخذني من يدي فنحن بعد اليوم سنغير العالم تعالي يا بولين وسأعلمك كيف ستكون الثورة الأولى في العالم.
تعالي، وسأدرك أنني بين يدين أخرجتهما من قلبي كي تسند بهما حبيبتك.
ثم قلت لي مرة أخرى بعد سنوات ان الخسارة ليست نهائية فعلينا أن نعزم الأمر. فأقول لك أعزم. ونركب الموتوسيكل تضعني وراءك ولا تنتبه حين أصير برشوت وأطير وأهبط وأهبط كما كان الهبوط على النورماندي، قاتل ومقتول وأنت لا تدري.
فا
صوتك على التلفون المجروح الغامض وتقول حين تخلص الكلمات "فا" وأعرف عندها انها فاء النهاية فأغلق السماعة وأغلق دموعي التي أحرقتها بمناديلك المرسلة على مدى الخمسين سنة الماضية. هو حب كان على مراجعته من أول خطوة ذلك قبل أن تطأ قدماك الرصيف الآن ويسمعها قلبي الآن الذي ينبض على وقع خطواتك فبالله عليك لا تقف لا تقف.
بولين جبران
الولايات المتحدة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه


.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما




.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة


.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير




.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع