الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضجر

كاظم الفياض

2015 / 3 / 3
الادب والفن


كيف أعطيك صورتها
الأرض منتجع للهواء الغليظ
وما البحر شرشفها كي تنام
وما ذهب المتعبون إلى الصيد هذا المساء
وما عرفوا أين يضحك بدو حضارتها كي تعاش
وما هي إلّا مسالك غامضة دونها زاد رحلتنا .
كيف أعطيك صورتها
رجل واقف دون أنثى
وأنثى تريد لمكياجها أن يطيل المساء
وهذا المساء الطويل هو البحر
هذا المساء الطويل شراشف باردة .
كيف أعطيك صورتها هي إلّا قليلا من الصيف
بضعة أكواب ماء
صبيا يدير إلى يومه غده ، حيث كنتِ
وكنت أودّ الحديث عن اليوم
عن حدث يتمغنط
عن كلمات تهش الفصول عن الكتف الواهن .
الواهن العالم الآن .
ماذا عرفت سواه؟
سوى أنني واحد كالأصول
وعالمنا زائل
حائط مائل
أو رصيف يعضّ أنامله
الوقت ماذا عرفت سواه
سوى إنني غيمة
الربيع يمرّ بدوني
معي وحذائي قليل من الصبر
قولي ، قليل من الصيف
زعنفة للهواء الطليق معي
ومعي قلب يومي
لكنها جمل تتهشم
أعلم
أعلم
سرب حمام يطير
تعالي نعاود ما يمضغ الآن جوف المكان
تعالي نباشره مرة دون أخرى
نرى ما يرى
ونزول إذا زال
حتى يقل الزحام
ويأتي الحمام
ونذهب دون رجوع إلى لغة تتمغنط
أو حدث يتهشم .
"يا هذه مالنا عابثين ؟ بماذا نفكر
ما هي إلّا أيائل أرواحنا"
واجهات الزجاج تقطر في نبع غربتنا
إنه حرّ آب ، غيوم بلا ألفة
وجوه ملامحها ، أو مراكبها تعب شائع
أو رغيف نناط بصفرته
كي نجرّ خطانا
إلى أين
لا واحة وسط صحراء نائية تجلسين المدى فوقها
كنت أنظر ، ما هذه لغة لم أكنها
وما هذه لغة إن وعى شأنها الآخرون
بلى هو ذاك
إذن ملل أو زحام يقود خطانا
إلى جانب المستطيل الرمادي هيكل سيدة شاهق دون زيف
يردد أغنية لم أقلها
ترى هذه أنت
ماذا عرفت ، بماذا أفكر ، لا لن أصدق ما يقال عن شاطئ قدت
له سفنا أو رجلا وبكيت فوقه كالنساء لا أصدق ما يغور تحت مياه
آخر الليل تبكي امرأة لم تكن توحش البحر يوما إنها هذه ترى
أساور أم شموس قلبي على يديك أم هي ومضة وصادف أن مرت
بها عتمة كانت أنا رفرفي هذا فضاؤك واسع معارجه واسعة والنهار
وهو عينان لي شاخصتان لنا أنت معي رفرفي لا جملة موجة لا
كلمات تشدّ البحر من طرفيه كي تهب الرياح موجة لا صفير
يتعالى صياح البحر أبعد من أحلامنا تجلسين الآن أنت
هنا أم خطأ شائع يتلى بعيدا أمام الكلمات التي تدل لا يركع
الزمان ذلك إننا له
رفرفي
هيا نرفرف
رفرفي معي
رفرفي
هيا نغني جديدا لا يطلّ زمان لا يجيء من التراب من محنة
ترهلت وعلا صياحها آخر الليل غد كيف أفهمك
حرير ناعم أنت ، حرير ناعم .
هل مستطيع أنا ما ليس لي أن أراه ، ليس هذا مقال في الطبيعة
أو حتمية الخلق ، إنه أنا ، إنه مجدي يلوح على مشارف الأمنيات
إنه مجدنا معا ، ترى هل نعود من جديد نظاهر الزمان ، وثم متى
يبدأ الزمان ، أهواؤنا وجمعت في سبيل ، هي أحلامنا ما يفضح
الغيم فيها وجه إنسانه ، ما يتراءى أمام خمرة أو نساء ، ما يشيع
في نبرة هذه الحشود ، ما يعود جديدا ، ما يظلّ قديما ، ما نكون
له ، ما لم يكن أبدا .. وهكذا
هكذا لا ينتهي أي شيء ، أو تعودين لي .
حرير ناعم أنت . حرير ناعم .
كيف أعطيك صورتها
ما أسميه فجرا هو البحر فجرا
ومن لم أسمه كان النهار
وكان قبيل انغماسك في رجل
يستفيء تلكؤ أعشابه في النهوض إليك
وما رجع المتعبون من الصيد هذا الصباح فما ذهبوا
قد تهيمن ليلتنا
كيف أعطيك صورتها
والأراضي القليلة تحت معاولنا فسحة في خيال الغيوم
وما أسقطت مطرا في انشغالك
كنت كما أنت
هذا الضحى
تلك أغنيتي
إنه حرّ آب زحام تفلسف ، أو ملل
قبر أرصفة ، أونهاية مكتبة راقدة تحت أرجلنا
كيف أعطكَ صورتها .
كيف لي أن أحدق فيكِ
بحار من الغيم أنت ، وبضعة أكواب ماء
فادفع عن حلمي
عن سماء عيونك بهجتها .
دون رمل
بلا كلمات نفاجئ أدمعنا بالمساء
بل حينها ستقولين أخرج
بلى إنها الأرض
إن لم تكن دون أرصفة
لم تكن دون أشرعة
لم تكن دون رمل
بلا أمل لم تكن .. هل نفرّ إليها
كذلك كان الربيع هناك
وفي بيتنا
عند قبر
نقايضه ضجرا بضجر .

1986








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج الاردني أمجد الرشيد من مهرجان مالمو فيلم إن شاء الله


.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس




.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في