الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البنك الدولي والعسكرة والتحكم في مالية العالم

إلهامي الميرغني

2015 / 3 / 6
العولمة وتطورات العالم المعاصر



البنك الدولي هو أحد المنظمات التي ولدت بعد توقيع اتفاقية بريتون وودز في يوليو 1944 وبدأ نشاطه في يونيو عام 1946. الهدف العام من البنك هو تشجيع استثمار رؤوس الأموال بغرض تعمير وتنمية الدول المنضمة إليه والتي تحتاج لمساعدته في إنشاء مشروعات ضخمة وتساعد في الأجل الطويل على تنمية اقتصاد الدولة وبذلك تستطيع أن تواجه العجز الدائم في ميزان مدفوعاتها. ومساعدة البنك تكون إما بإقراضه الدول من أمواله الخاصة، أو بإصدار سندات قروض للاكتتاب الدولي.
وتقدم كل دولة عضو في البنك من اشتراكها المحدد في رأس مال البنك ذهبا أو دولارات أميركية ما يعادل 18% من عملتها الخاصة، والباقي يظل في الدولة نفسها، ولكن البنك يستطيع الحصول عليه في أي وقت لمواجهة التزاماته.
وبشكل عام يقوم البنك بإقراض الحكومات مباشرة أو بتقديم الضمانات التي تحتاجها للاقتراض من دولة أخرى أو من السوق الدولية. لكن ممارسة البنك لأعماله أظهرت أنه كان متحيزا في إقراضه بعض الدول وعدم إقراضه دولا أخرى مثل رفض تمويل مشروع السد العالي في مصر.
ورغم أن البنك ولد مع ميلاد صندوق النقد الدولي وبناء النظام النقدي بعد الحرب العالمية. إلا أن إدارته تتحكم بها الولايات المتحدة والدول الرأسمالية الكبرى التي تستخدمه هو والصندوق في تعميق التبعية الاقتصادية ودعم العولمة الرأسمالية المتوحشة.
ويتبع للبنك عدة منظمات شقيقة هي :
• مؤسسة التنمية الدولية.
• مؤسسة التمويل الدولي.
• هيئة ضمان الاستثمار المتعدد الأطراف.
• المركز الدولي لتسوية نزاعات الاستثمار.
وإذا كان صندوق النقد الدولي يضع الاستراتيجيات الرئيسية للنظام الرأسمالي العالمي . فإن مجموعة البنك الدولي والبنك الأوروبي وغيرها يلعبون دور ضابط الأداء الدولي بتحديد نوعية الاستثمارات والمشروعات التي يتم تمويلها بما يساهم في دمج اقتصاديات الدول في الاقتصاد الرأسمالي العالمي وتعميق تبعيتها واعتمادها علي الخارج لتصب الأرباح في موازنات الدول الكبرى والشركات الدولية.
عرفت مصر في فترات سابقة رفض البنك الدولي تمويل بناء السد العالي،لأنه كمنفذ للإستراتيجية الرأسمالية الأمريكية لا يريد تنمية في العالم الثالث بل يريد تزايد الاعتماد علي الخارج وربط الاقتصاديات الوطنية بآليات العولمة المتوحشة.
رغم ما يردده البنك الدولي عن محاربة الفقر وتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية إلا أن كل ذلك مجرد دخان للتغطية علي العمليات القذرة التي يتم تنفيذها في جميع بلدان العالم.ولعل مذكرات قرصان اقتصادي قد قدمت نماذج لكيفية التعامل مع المسئولين ورؤساء الدول وإجبارهم علي الخضوع للتوجهات الأمريكية.
إن البنك الدولي لا يقوم بدور اقتصادي فقط ، وليس مجرد مؤسسة دولية ولكنه أداة من أدوات صناعة التبعية وتعميق الاستغلال واستنزاف ثروات شعوب العالم.ولو بحثنا عن الرابط بين الاقتصاد والسياسة في البنك الدولي ، لدي مثالين علي ذلك:
الأول روبرت ماكنامارا
من مواليد 9 يونيو 1916 ، كان يترأس شركة فورد موتورز ،ثم شغل منصب وزير الدفاع فترة الرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي عام 1961 ، حتى فترة الرئيس ليندون جونسون عام 1968م ، ويعد المهندس الأول للغزو العسكري لفيتنام ، وكانت خسائر القوات الأمريكية في زمن ماكنامارا مقتل 58 ألف عسكري أمريكي بحسب المصادر الأمريكية ، كما عاش في فترة أزمة الصواريخ السوفيتية والتي انتهت إلى انسحاب الصواريخ النووية بين البلدين .
ترأس روبرت ماكنامارا البنك الدولي لمدة 13 عاماً. وبعد تقاعده من البنك الدولي عام 1981م ، عمل خبيراً استشاريا لعشرات من المنظمات العامة والخاصة وباحثاً في مجال الأسلحة النووية حتى وفاته 6 يوليو 2009 .هذا هو النموذج الأول .
الثاني بول ولفويتس أو بول ولفويتز
ولد في بروكلين نيويورك 22 ديسمبر عام 1943.شغل ولفويتز منصب مساعد وزير الدفاع الأمريكي، ويعتبر ولفويتس المهندس الأول لحرب العراق التي اندلعت عام 2003.بعدها شغل منصب رئيس البنك الدولي منذ 1 يونيو 2005م. قدم استقالته من البنك الدولي 17 مايو 2007 على إثر فضيحة إدارية.
هل هي صدفة أن يتولي مهندس مجازر حرب فيتنام ومهندس حرب العراق مسئولية رئاسة البنك الدولي؟!
وهل البنك الدولي يمول مشروعات أم يمول تبعية وفساد وشراء ذمم ؟!
ولنرجع لمذكرات قرصان اقتصادي لنعرف تفاصيل أكثر.
هل عرفنا لماذا تردد مظاهرات مناهضة العولمة في العالم شعار " لن يحكمنا البنك الدولي".
إلهامي الميرغني
5/3/2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توقيف مساعد نائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصال


.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تهز عددا متزايدا من الجامعات




.. مسلحون يستهدفون قواعد أميركية من داخل العراق وبغداد تصفهم با


.. الجيش الإسرائيلي يعلن حشد لواءين احتياطيين -للقيام بمهام دفا




.. مخاوف من تصعيد كبير في الجنوب اللبناني على وقع ارتفاع حدة ال