الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
رسالة من فوق الركام – في تداعيات رسالة اوجلان الأخيرة
علي مسلم
2015 / 3 / 10مواضيع وابحاث سياسية
وسط تدافع النوايا السياسية المتأرجحة التي تسبق الفعل - الحدث , في الساحة السياسية التركية , وانغماس الجميع حكومة ومعارضة في حراك جامح قل نظيره , والتي توحي بقرب الاستحقاقات الانتخابية البرلمانية التي ستجري في السابع من حزيران القادم , حيث يسعى الجميع للاستحواذ ما أمكن على المزيد من المقاعد في البرلمان القادم عبر التجاوز المؤقت والشكلي لبعض القضايا الخلافية الجوهرية والتي باتت تؤرق كاهل المجتمع التركي المتعدد التكوين على مدى عشرات السنين , ولعل أبرز تلك القضايا ما يعانيه الجزء الكردستاني في الجنوب الشرقي من تركيا والذي يختزل حقاً كردستانياً لأكثر من 30 مليون كردستاني حرموا منها عنوة بقوة الحديد والنار عبر عهود خلت .
واللافت في الموضوع ما تضمنته تلك الرسالة (المشروع) التي ارسلها زعيم حزب العمال الكردستاني PKK عبدالله اوجلان من سجنه في امرالي حيث يدعو فيها كل أعضاء حزبه قيادة وقواعد للانخراط في مشروع السلام الديموقراطي الذي وصفها بالاستراتيجية والتاريخية عبر ترك السلاح والاستعداد لمغادرة الاراضي التركية . يأتي هذا التدافع الذي يسير وفق متوازية سياسية غير متوازنة , حكومية تركية تستحوذ على كل مفاصل القوة والقرار من جهة , وكردية ضعيفة ومبهمة لا تمتلك من مفاصل القوة والقرار سوى قهرها وتبعيتها من جهة أخرى .
فالطرفان ربما يتسابقان وفق آلية ماراثونية نحو السلام المنشود والذي يخفي ما يخفيه من توافقات تجري بطريقة غير مباشرة وفي السر ولا يجوز الافصاح عنها كما ينبغي وقد تكون الاستحقاقات الانتخابية فرصة مناسبة لتمريرها ودفعها نحو الامام ما أمكن , فالطرف التركي الرسمي المتمثل بحزب العدالة والتنمية بقيادة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يسعى للظفر ب ال400 مقعد والذي سيؤهله لاحقاً لإجراء المزيد من التعديلات المناسبة على الدستور التركي دون اللجوء الى المعارضة , بينما الجانب الكردي المتمثل سياسياً بحزب الشعوب الديموقراطية سيحاول جاهداً للحصول على النسبة الانتخابية المطلوبة للدخول الى البرلمان وهي 10% من مجموع أصوات الناخبين على مستوى عموم تركيا ( حسب التعديلات الاخيرة على القانون الانتخابي التركي ) حيث لم يتجاوز مجموع نسب أصواته في الانتخابات السابقة ( 9.5 % فقط ) .
يجري كل ذلك وسط قلق انتاب الشارع السياسي الكردي بعد تلاوة رسالة أوجلان في المؤتمر الصحفي الذي جمع أطراف سيادية في الحكومة التركية وبعض أعضاء البرلمان التركي عن حزب الشعوب الديموقراطية مؤخراً حيث اعتبرها البعض بمثابة اعلان الاتفاقية , فالاتفاقية المنشودة تنتزع كل الاوراق السياسية من حزب العمال الكردستاني وجناحه السياسي حزب الشعوب الديموقراطية دون أن تتضمن أي حق سياسي واضح للشعب الكردي في كردستان تركيا بالمقابل , بالإضافة الى السعي الدؤوب لحكومة العدالة والتنمية باتجاه تمريق قانون الحزمة الامنية عبر البرلمان ( الذي ما زال يعيش جدلاً واسعاً بسببها ) وسط معارضة كل أقطاب المعارضة هذا القانون الذي يطلق يد الامن والشرطة ويبيح لهم القيام بكل ما كان ممنوعاً في السابق وتوقيف أياً كان دون اذن قضائي رسمي وفق اذن شفهي من الضابطة القضائية .
يعتقد بعض المحللين المهتمين بالشأن الكردي أن هذا المشروع الذي عمل له عبد الله اوجلان طوال سنين سجنه سواء وصل المشروع الى مستوى التوافق والتطبيق او لم يصل , سوف يشكل نقطة انعطاف وتحول نحو الاتجاه غير المرغوب به كردياً وكردستانياً , كون ذلك جاء على خلفية حرب طويلة دامية دفع الطرف الكردي ثمنها باهظاً من دم أبنائه , ناهيك عن تبعات الدمار الهائل الذي طال الجغرافيا الكردستانية ونتج عنها حرق وتدمير أكثر من 4000 قرية يضاف إلى ذلك خلخلة التركيب الديموغرافي في أغلب المناطق الكردية في العمق الكردستاني جراء سياسة الارض المدمرة التي مارستها الحكومات التركية المتعاقبة خلال تلك الفترة , حيث لا يحمل المشروع ( الرسالة ) ما يوحي الى أية صورة واضحة للحق الكردي في كردستان تركيا سوى بعض الطروحات النظرية الفضفاضة حول السلام والديموقراطية , خصوصاً والحزب المذكور انطلق في مشروعه المسلح مع بداية ثمانينيات القرن الماضي نحو بناء دولة كردستان الحرة المستقلة عبر حرب تحرير شاملة , فهل سينجح أوجلان في هذا المسعى , أم ستسير السفن بعكس ما يشتهيه الملاح ....؟؟؟
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. لماذا لا تريد روسيا تصديق أن تنظيم داعش يقف وراء هجوم موسكو؟
.. هيئة البث الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي سيدخل لبنان بعد الان
.. المسؤولة الأممية فرانشيسكا ألبانيزي ترد على تشكيك صحفي في تق
.. الإعلام الحكومي بغزة: الاحتلال اعتقل جميع الأطباء والممرضين
.. متظاهرون يتجمعون خارج حفل لجميع التبرعات لحملة بايدن للمطالب