الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا التباكي على الآثار؟

فاتن نور

2015 / 3 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


ربما الجواب الموجز والمفيد هو.. حيلة العاجز دموعه..
وقبل القفز لرفع السبابة أو توجيه أصبع الإتهام بوجه الآخر أياً كانت صفته، ربما من المجدي أيها المتباكون الأفاضل على تدمير الأثار وطمس المعالم الحضارية؛ أن نتهجى سوية الجملة المفيدة أدناه محاولين قراءتها بروية:
…إذا تفرقت الأبل قادتها العنز الجرباء…
هل ما زلتم مصرين أيها الأفاضل على توجيه أصبع الإتهام الى العنز الجرباء؟
إنما السؤال المؤلم حقاً هو لماذا هنالك ثروات بشرية سادو- ماسوشية كبيرة على كوكب الأرض، وجاهزة كعجينة طيعة للتشكيل والتقطيع حسب الرغبة. أو كـ روبوتات بشرية أكثر كفاءة من نظيرتها الاصطناعية وأقل تكلفة منها، لمن يريد استثمارها أو توظيفها لتحقيق ما يصبو إليه وأينما تقوده المصالح والمطامع؟
هل ترون ثمة سبب وجيه يمنع الآخر من استثمارٍ مجدٍ كهذا؟..
أو حتى استثمار هذه الثروات ذاتها لذاتها أو التفرد بذاتها وهي المتسلحة بقدرات سادية هائلة وطاقات مازوخية نفاثة تؤهلها للإنعتاق وممارسة فنتازيات أحلامها واضطراباتها النفسية والعقلية.
ربما هنالك الكثير من الأسباب الوجيهة، ولكن لا أظنها تخرج عن الطابع الفنتازي أيضا! وعلى مستوى الكلام المجرد، الفكر المجرد، والعقيدة المجردة أو الفلسفة، وهي مجردات تتحرك في واقع مثالي متخيل، ولا تريد أن تصدق بأن واقع الحال مسيس بشريعة الغاب ونواميس الطبيعة التي تحكمنا أولاً وقبل أي قانون أو خلق أو شيء مؤنسن بالقوة. وكما تحكي العقائد المجردة، بدأ التاريخ بقتل الأخ لأخيه. وهذا لربما يلفت النظر الى حقيقة “المجردات الكلامية” وأزدواجياتها، فرغم تصوفات أهلها في واقع متخيل سواء كانوا أهل عقائد أو فلسفات أو أحزاب، فهم يمارسون شريعة الغاب نزولاً لمصلحة أو رغبة!
والسؤال الأكثر إيلاماً هو لماذا اغلب هذه الثروات السادو- ماسوشية من بيئة الضاد العربي والظاد الآخر الإسلامي أو من أصولهما؟
أختم بتعليق بسيط على أحد المثقفين الكرام الذي قال بأنه سمع الثور المجنح يبكي وهو يسقط ركاماً على الأرض. قالها بوجع المصدوم المذهول على أحدى شاشات التلفزة، وبعينين كاد ينزل منهما بعض بلل.
في تصوري كان الثور المجنح يبكي وينتحب متوجعاً على مدى أزمنة طويلة. فهو في الحقيقة ليس ثوراً، بمكوناته الأربعة المتجسدة فيه، وهي الأسد ويمثل الشجاعة، الثور تعبيراً عن القوة، النسر للرفعة والسمو، ورأس إنسان يمثل الحكمة. وهذه مكونات جعلته يشعر بوحدة موحشة واغتراب وهو شاخص بيننا حيث لا قوة أو شجاعة يتبارك بها ولو بين الحين والحين، ولا رفعة أو حكمة يخصف منها رغبة البقاء والحلم. بل وسمعته يضحك ساخراً ساعة السقوط ـ وربما هذا من فرط الجهل أو الخبل- لأنه لم يفقد رأس حكمته فقد تنبأ بريح الدبابير وعصف الرحيل قبل جهابذة القوم المتنبئين دونما استعدادٍ أو تدابير.
لماذا الصدمة والذهول وكأن ريح الدبابير قد عصفت بالتراث على حين غرة، بعد أن عصفت بنا الى حضيض ذواتنا وحضارتنا بين ليلة وضحاها وفي غفلة من الزمن!..

فاتن نور
March 11, 2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتساع رقعة الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية للمطالبة بوقف فو


.. فريق تطوعي يذكر بأسماء الأطفال الذين استشهدوا في حرب غزة




.. المرصد الأورومتوسطي يُحذّر من اتساع رقعة الأمراض المعدية في


.. رغم إغلاق بوابات جامعة كولومبيا بالأقفال.. لليوم السابع على




.. أخبار الصباح | مجلس الشيوخ الأميركي يقر إرسال مساعدات لإسرائ