الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تغييب الحقائق

بلقيس حميد حسن

2015 / 3 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


تركز قناة العربية على أقوال مسؤولي الولايات المتحدة كأول الأخبار في حين لا تهتم كثيرا لأخبار الانتصارات ضد داعش في العراق. فالولايات المتحدة مثل بعض العرب الخونة الذين يحالفونها، قد اغتاظت كثيرا من نصر أهل العراق وتوحدهم ضد داعش، لذا سارعت لتستنكر أية مساعدة يطلبها العراقيون من ايران بعد أن تخلت هي عن العراق ودعمت داعش، وصارت تحذر العراق من احتلال ايران وتدبج الأقوال الكاذبة في هذا المجال، يعني حلال على الولايات المتحدة أن تتلاعب بمقدرات العراقيين وتحتل بلدهم لسنوات طويلة وتدمر بنيته التحتية والفوقية وتتركه بلداً مضعضعا، وحينما ينهض ويطلب مساعدة بعض الدول القادرة على المساعدة للخلاص من الذباحين وعتاة المجرمين الذين جاءوا من كل حدب وصوب بقدرة قادر، ويتم تحرير بعض المناطق بجهود ودماء أبناء العراق بكل انتماءاتهم، تتوعد الولايات المتحدة بغداد وتعتبر النصر لايران وليس للعراق، رغم كل التضحيات والشهداء من ابنائه.
لا أدري هل شراء السلاح من بلد معين وطلب الاستشارة العسكرية احتلالاً؟ فان كان هذا هو الاحتلال فماذا نسمي الاحتلال الامريكي والاحتلال الاسرائيلي اذن؟
في كل تأريخ الحروب والصراعات البشرية هناك مايسمى التحالف وهو اصطفاف بين الدول من أجل الخلاص من عدو شرس قوي همجي، فمتى أصبحت التحالفات احتلالاً؟ ولماذا التحالف مع الولايات المتحدة جائز ولايجوز التحالف مع سواها؟ ويفسر تفسيرا طائفيا؟
يتكشف اليوم- كما يعرف غالبيتنا- وبكل وضوح حتى لأغبى البشر، من هو الذي صنع داعش، إنها الولايات المتحدة واسرائيل، وهم فقط أصحاب المصلحة في كل مايجري من خراب وموت في المنطقة.
إنهم صنعوها لتخرب سوريا والعراق ولبنان والقضاء على تراثها ووجودها التأريخي وهو عقدتهم الكبيرة، ومفتاح الحفاظ على أمن اسرائيل واطماعها، وحينما تستغيث هذه الدول بسبب من موبقات داعش وتحاول بمساعدة دول أخرى القضاء عليهم يتحقق للولايات المتحدة حجة مواجهة ايران وعلى أراضي تلك البلدان التي يوجد فيها من تدعمه ايران، أي أن داعش كانت مرحلة من مراحل تخطيط بدء الحرب على ايران، وساحة الصراع تكون العراق وسوريا ولبنان، وذلك للقضاء على كل عدو لاسرائيل، فأمن اسرائيل واستقرارها أهم وأول شرط يقسم عليه أي رئيس للولايات المتحدة الأمريكية.
لا أحب أي غريب يحتل العراق وطني الذي أحب، فكما أكره الاحتلال الامريكي الطامع وأرفضه كما رفضته من قبل، كذلك لا أحب الجمهورية الايرانية أبدا بكل مابها من فكر سلفي طائفي مقيت وطامع، وأرفضها أكثر من رفضي للولايات المتحدة، لكنني أحب أهلي العراقيين بكل مكوناتهم والذين يذبحون ويغتصبون ويسحقون تحت زمرة مجرمة سلطوها علينا بمؤامرة كبرى حققت الكثير من أطماعها عن طريق جهل وتخلف شعوبنا البائسة والمغلوبة على أمرها والموهومة بالدين الذي لاتفقه حتى تعاليمه الصحيحة..
من هنا يجب على كل عربي معرفة من هو عدونا الحقيقي، عدونا الخارجي الذي استغل جهلنا أي عدونا الداخلي الذي تحكم بنا قرونا، ومنذ اليوم أتهم كل من يسخر بنظرية المؤامرة ويبريء العدو الخارجي من دوره الحقير وهدفه في القضاء علينا وعلى حضارتنا الى الأبد..
12-3-2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملف الهجرة وأمن الحدود .. بين اهتمام الناخبين وفشل السياسيين


.. قائد كتيبة في لواء -ناحل- يعلن انتهاء العملية في أطرف مخيم ا




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش تداعيات الرد الإيراني والهجوم ال


.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟




.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على