الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طائفة انجيلية ضائعة

يوسف شوقى مجدى

2015 / 3 / 14
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


فى الاوان الاخيرة انتشرت اخبار عن تصريحات اصدرتها الكنيسة الانجيلية فى مصر و منها (و كان ذلك قبل مجىء رئيس الطائفة الجديد أندرية زكى أى فى عهد صفوت البياضى) سَحب الكنائس المصرية بطوائفها الثلاث لأقتراح التبنى أرضاءاً للأزهر مع العلم ان التبنى فى المسيحية أمرا مقبولا تماما و انا لن أخوض فى شرح ذلك يكفى أن أقول أن فكرة "تبنى الله الاب للبشر" هى فكرة أساسية فى العقيدة المسيحية و أنا لا أتعجب من فعل ذلك من ناحية الكنيسة الاورثوذكسية لانها كنيسة معروفة بمواقفها المليئة بالنفاق للسلطة الحاكمة أو للسلطة الدينية المُهيمنة مثل الازهر و لكن لماذا فعلت الكنيسة الانجيلية مثل تلك الفعلة اظن الاجابة واضحة .. فالكنيسة الانجيلية أصبحت منافقة للكنيسة الاورثوذكسية و تابعة لها و التى بدورها تنافق الاعلى منها قدرة .. تصريح أخر أدلت به الكنيسة الانجيلية على لسان رئيسها الجديد أندرية ذكى يقول فيه أنه يرفض الزواج المدنى .. و هنا دعونى ان أقول شيئا ، فالزواج فى العقيدة الانجيلية ليس سرا كما فى الكنيسة الاورثوذكسية فهو لا يحتاج الى كاهن ليتمم الزيجة و يستحضر الروح القدس فالزواج فى تلك العقيدة زواج مدنى و عندما يقوم القس الانجيلي بعقد الزواج فى الكنيسة هذا ليس الا للتنظيم فأى فرد من شعب الكنيسة يستطيع القيام بذلك و هكذا ايضا فى موضوع المائدة او المناولة أو كما يسمونه الاورثوذكس "سر الافخاريستيا " .. مرة أخري تنقاد الكنيسة الانجيلية و تتبع و تنافق كنيسة رجعية و مُتخلفة بدون أى أدنى سبب الا لأنها تمتلك العدد الاكبر و لديها علاقات وثيقة بالدولة و السؤال هنا هل تمتعت الكنيسة الانجيلية بالراحة و الامان كنتيجة لنفاقها للكنيسة الاورثوذكسية و اتباعها؟! .. الاجابة بالطبع لا فنجد الانبا بيشوي و هو رجل ذا مركز كبير فى الكنيسة الاورثوذكسية يقول أن الانجيليين لن يدخلوا ملكوت السموات و يقول أيضا فى برنامج توك شو مع الاعلامى عمر أديب أن لديه سى دى يكشف تفاصيل المؤامرة التى يقوم بها الانجيليون ليُبعدوا الاورثوذكس الطيبين البسيطين عن كنيستهم الام و نجد رابطة حماة الايمان الالكترونية و التى نعرف جيدا من يُحركها و يقودها تشتم ليلا نهارا فى الانجيليين و الكاثوليك و هم يتبعون ذلك الاسلوب الذى انعته بأنه قذر فهم يبدأون بقولهم "أحبائنا البروتستنت" ثم يبدأ السب و الشتم و حادثة دير سمعان الخراز التى طُرد فيها المرنمين أبشع طرد نهيك عن أقوال عامة الناس التى يتداولونها ..أن الكنيسة الانجيلية تبيح الرقص فى الكنائس .. الخ ، لماذا اذا تصر الكنيسة الانجيلية على النفاق ثم تُضرب بالحذاء على رأسها ؟! .. و هل الامر محصور فى بعد التصريحات أم أنه مُتجذ ر حتى فى التعليم ؟! .. لنرى مثلا القس سامح موريس و هو يعتذر لأنه (كما قال) ارتكب خطأ لاهوتيا عندما قال ان اللاهوت و الناسوت انفصلا عند لحظة موت المسيح و بعد ذلك قال ان افضل حديث قيل فى ذلك الموضوع هو حديث البابا شنودة فى كتابه "طبيعة المسيح" الذى قال فيه ان لاهوته لم يفارق ناسوته ولا لحظة و لا طرفة عين و بالطبع ذلك الكلام غير منطقى فهل اللاهوت مات مع الناسوت ؟! هل الله يموت ؟! كفى لنا ان نذكر ان المسيح قال و هو على الصليب "ايلى ايلى لماذا شبقتنى(أى تركتنى) " فالناسوت يقول مخاطبا اللاهوت و يسأله لماذا تركه و فارقه ..ألم يكفى ايجاد صعوبة فى تصديق المعجزات المنافية للعلم فتثقلوا كاهل العقلاء باللغو الفارغ الغير منطقى !! .. كلامى هذا لا يعنى ان جميع الموظفين فى الكنيسة الانجيلية ( من قساوسة و شيوخ .. ) ان لديهم نفس الفكر الرجعى فهناك بالتأكيد متفتحين كُثر و لكن ينقصهم الشجاعة لاحداث التغيير و الفرق فهم خائفون أما بسبب القطيع (و انا هنا يجب ان اقول ان الناس تمثل خطرا حقيقيا على اى مسئول فى الكنيسة الانجيلية لان الكنيسة الانجيلية كنيسة ديموقراطية ) و هنا يبرز لنا ابشع عيوب الديموقراطية عندما يكون الشعب جاهلا و غبيا و متعصبا يصبح التخلف ارادة شعب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المسألة ليست مسألة نفاق
بشارة ( 2015 / 3 / 15 - 11:31 )
كل ما في الامر هو صنع سلام وعدم استثارة نعرة طائفية لا لزوم لها اطلاقا
فعلى الاقلية التماشي مع الثقافة العامة للاغلبية: مثلا في الدول الغربية لا يستطيع المسلم الزواج من اكثر من امرأة
اما الرائع القس سامح موريس فقد اخطأ فعلا من ناحية لاهوتية وكان عنده شجاعة جديرة بالاحترام , بالاعتراف بخطأه وهذا كل ما في الامر

وطوبى لصانعي السلام


2 - لماذا القلق
محمد البدري ( 2015 / 3 / 15 - 23:53 )
اعتقد ان هذا الموقف للكنيسة الانجيلية - كمؤسسة - طبيعي ويمكن تفسيره. فرغم ان القرار يبدوا تزلفا ونفاقا للمؤسسة الاسلامية الاضخم والاشد فتكا بالمصريين (كعادتها دائما) الا ان هناك اتجاها عاما لدي شريحة واسعة من الشعب المصري تغطي مساحات من المسيحين بكافة طوائفهم ومن المسلمين بما هو اكثر اتساعا، هذه الشريحة بدات في نبذ الدين عامة والالحاد والكفر بما جاءت به الاسرائيليات للمصرين من عقائد، وهو ما استشعرته كلا المؤسستين فاسرعت المؤسسة الاسلامية بدعم داعش ضمنيا وكذلك السلفيين والاخوان مخالفين بذلك الموقف الوطني الذي جاءت علي اساسه مؤسسة الحكم بعد 30 يونيو. المؤسستين لا يمكنهما البقاء احياء الا علي جثث المصريين الروحية والفكرية والمعرفية. القرار يحافظ علي مؤسسة اقدم من مؤسسة الازهر وعاني منها المصريون بما هو اكثر من الاستعمار الفاطمي ومخلفاته الدينية كالازهر. فحرية التبني والزواج المدني ليسا خطا علي الاطلاق لكن عمر المؤسستين الذي اصبح منهي الصلاحية له استحقاقاته لدي الكهنة ودورهما في اخضاع البشر.

اخر الافلام

.. تفكيك حماس واستعادة المحتجزين ومنع التهديد.. 3 أهداف لإسرائي


.. صور أقمار صناعية تظهر مجمعا جديدا من الخيام يتم إنشاؤه بالقر




.. إعلام إسرائيلي: نتنياهو يرغب في تأخير اجتياح رفح لأسباب حزبي


.. بعد إلقاء القبض على 4 جواسيس.. السفارة الصينية في برلين تدخل




.. الاستخبارات البريطانية: روسيا فقدت قدرتها على التجسس في أورو