الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لن أقول وداعا شعوب

إشبيليا الجبوري

2015 / 3 / 16
الادب والفن


الى أختي الحبيبة شعوب

فقدت بصري شعوب
و صوتك كالبصيرة في روحي
و الكلمات في قصيدتك
أينما تكتبيها سأخبها
بين عيني الكفيفين الدافئتين
و سألقي نظرتي القصيرة لها ولك بلهفة
سأتوجه للمطار أنتظرك حيث موقف الباص و الرصيف
أنتظرك في الموعد يوم الجمعة
أنتظرك عند الحانوتي للشوكلاته
هناك، واثقة بأنك ستأتين، يشاء فنجان قهوتك الساخن وأضحى بأبتسامتك
لأنني قتيلة بغيابك دائمًا
أختلط بأيامك ودمي بالقُبل
و دمي يضحي استقبالك بالأزهار
أنتظرك شعوب، إليكِ من دعائي بقربك كصفحة بيضاء
و أرفع الماء بيدي طالبًا عفوك وسماحتك
انتظاري صرخة وجع في حنجرة الطرقات والمطارات
و الأغنية انت جميلة، تتردد بقلبي متيمة
أنتظر بصوم إليك من الشوق
و أخاف أن أتهسك
و حين أتمسك أنفاس
أعجز أن أتركك في وحدتك
حبيبتي المدلعة أنت
و هفوتي عفوية حين تركتك تختاري المفضلة بهوايتك
قدومك النائي
و لقائي بك القريب
بخطواتك الوئيدتين الحافيتين تتقلب بقرع قلبي المرتج
أهلع زحفا اليك في الرمال الموحشة
أكون الحجر جنبك
و القبر الذي يسيل جسدك به
تجديني قربك أينما وخصتي واستوحشتي من وحدتك
مع قارورة ماء وطاولة للكتابة مع الكرسي والجلباب حين تكتبي ليلة الجمعة و محبرة
في المكتبة و البيت و المطار
في الحديقة و الشارع و مقهى الجامعة
أنمو فيك كالعشق في دفترك المشع بالقصائد
و أتفرس من سقف ذاكرتك كالشمعة في مثواك
بأحضاني الدافئة أحتوي ملامحك النقية
و بأحضاني الدافئة أرفع متاعب انتظارك
بأحضاني الدافئة أعدّ الاغنية مع فجان قهوة الصباح
و بخصلات شعري أسندك جديلة فوق رأسي
إذ توشكين على البكاء لوحشتك
أنا الام والاخت في شوقك الأسود
و الكفن في حفرة مسكنك
يامن تنامين بألم
أندس بين الرمال بين أضلاعك لأرى لوعة أحلامك و لا أنام
أصرخ وأعلل كيف أبكي و أتمزق مطلقة صيحاتي
و أعلن طاب سماعي رغم خطاب أعداءك القاسي
و في الصمت
ألوذ أتدحرج مع الحلم على عينيك
و أجفّف مخاوفك بشفتي وروحي
أنا اختك التي قطفتك السماء مني
و الأرض التي خفت منها يوما، ابتلعتك إليها
أنا كاللوحة التي لاتتلون بها المعنى
وحل أسود أنا يا شعوب
و الدم الذي ينفر بقاءه منكِ
يطلق علي الرصاص
أنهار بانهيارك البطي حين يلتفت اليك الصمت وحيدة
أتبردين أترتعشين أتعطشين، أتشتاقين لأبتسامتي وألعاب طفولتنا
بقلبي أشاهدك أيتها الناعسة البريئة
بصوتك أسمعك بقائي
أما عندما تموتين
من الشوق أو الانتظار وتلال الرمال الحجر والصمت المدقع
فسأحاول حتما أموت معك
ذلك الموت لم يرحل عني ابدا او أتاخر بمفردي
بحاجة اليك جدا حبيبتي لا اريد أتذكرك فقط
و لن أفعل وأحتمل هذا ابدا لك أو لأبي.
فكوني بخير وسلام يااارب

ملاحظة: كتبت هذه القصيدة الاولى بعد فقدانها البصر، أهداء لأختنا الحبيبة شعوب رحمها الله، فطلبت مني (الغزالي) أن أساعدها بخطها ونشرها في الحوار المتمدن.
نيويورك 15. 3 .2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صدمة
أحمد السيد علي ( 2015 / 3 / 16 - 17:53 )

الاستاذة الدكتورة إشبيليا الجبوري

تحية طيبة

بحزن عميق وفاجعة مؤلمة ، قرأت رثاءك الصادق وبأسى شفيف للدكتورة شبعاد شقيقتك ، وأنتما

من عائلة أكاديمية رائعة ، ربّما بسب الترجمة الملتبسة لم أفهم سبب الوفاة وفقدان البصر

كنت قد سمعت لها محاضرة في غرفة الدكتور خيرالله سعيد وكانت محاضرة علمية

رصينة كذلك للسيد الوالد الاستاذ الدكتورآبا ذر، أتمنى لك وللعائلة الكريمة الصبر والسلوان

مع الاحترام والتقدير


2 - تصحيح
أحمد السيد علي ( 2015 / 3 / 16 - 18:44 )

الاستاذة الدكتورة اشبيليا

عذرا كتبت إسم الراحلة الدكتورة خطأ بدل ان أكتب الدكتورة شعوب الجبوري كتبت

شبعاد ، أرجوا الاعتذار لذا قضى التنويه


3 - السيدأحمد السيد علي
الغزّالي الجبوري ( 2015 / 3 / 16 - 20:23 )
واني ألاخ الاكبر لأشبيليا، نظر لتعذر الكتابة لحضرتك بالرد عن تعليقكم الكريم لفقدان بصرها لأسباب الصدمة بفقدان الوالد واختي الكبرى رحمهما الله، اود ان أبعث باسمها واسمي شخصيا (الغزالي) خالص التقدير لحضرتك، ونبل لطفك الكريم بتعليقك المحترم
ولا ضير من السهو بالاسم طالما النوايا الكريمة لها مدلوها الاخلاقي والمعنوي بلطفك أخي الكريم استاذ أحمد السيد علي
مع جزيل الاحترام


4 - تحية طيبة
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 3 / 17 - 09:27 )
الاستاذ ( الغّزالي) المحترم
نشارككم احزانكم في فقد الوالد المحترم و الاخت الفاضلة ...لهما الذكر الطيب و الرحمة و لكم الصبر و السلوان...مع تمنياتنا للاستاذة الدكتورة إشبيليا العافية و ان تزول تلك الغمة التي فيها
...................................................
ارجو ان تسمح لي بالسؤال:
يبدو انتم عائلة مهتمه بالعلوم و الثقافة و المجتمع و الكل يحمل شهادات عالية يفتخر بها
لاحتُ فيما كتبت الدكتورة إشبيليا عن ما نشرة الدكتور خير الله سعيد عن الموال اهتمامك به...و انا اكتب كلمات مموسقة باللغة المحكية العراقية...فهل تفيدني بارسال ما جاد به الدكتور خير الله بهذا الخصوص
......................................................
اثار انتباهي الى ان الدكتور إشبيليا رغم تخصصها النادر و موقعها العلمي و الوظيفي أنها تهتم بالادب و النقد الادبي...فهل هذا بتأثير الجو العائلي
اثار انتباهي ايضاً ان الدكتورة الفاضلة إشبيليا متخصصه اكثر بما جاد به الدكتور خير الله سعيد حيث اكثر ما موجود في موقعها الفرعي بهذا الاتجاه...هل هناك علاقة ثقافية للعائلة الكريمة بما يجود به الدكتور الفاضل
شكر ا


5 - الاستاذ عبدالرضا حمد جاسم
الغزّالي الجبوري ( 2015 / 3 / 17 - 13:39 )
شكرا استاذ على مشاركتكم بكلماتكم اللطيفة وحسن تعبيركم الكريم في مصابنا، وعن تفقدكم بالسؤال عن أختي أ.د أشبيليا، أما بخصوص ماتفضلت به من السءالين الكريمين، الشكر لك عما اصبت به من تحصيليا العلمي لافراد أسرتنا جميعا، دون شك التخصص العلمي لاعلاق له بما ننشره أو تنشره الدكتورة من مجالات معرفية. الأنك أيضا أبت أننا تأثرنا بمسار الوالد رغم تخصصه في الاقتصاد كخبير ومستشار للامين العام سابقا (رحمه الله) الا أن لديه تفاعل مع الثقافة والادب بالاضافة الى علميته في التخصص، وهذا بأختصار البيئة العائلية تأثرنا ومتأثرين بها ، ومن ناحية أهتمام الدكتورة بالباحث المتميز الدكتور خير الله فله الفضل الكبير في أرفاد موسوعية ما نكتبه من أضافات معرفية مخلصة للعلم وأنسانية تجاذبه للمستقبل، وقد نشر عدد من الكتب والمقالات للتراث والادب وفي مجالات متعددة، وهناك ما نشر على موقع الحوار،هنا، بالامكان للمزيد على هذا الرابط ادناه:http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=413763
اكرر تقديري لحضرتك في المرور والتعليق الاكرم الجميل
مع جزيل الاحترام


6 - الرحمة على روحهيما والصبر والسلوان لكم
ام منى ( منمن ) ( 2015 / 12 / 20 - 08:57 )
اختي الكريمة الدكتورة اشبيليا، بحزن عميق و صدمة كبيرة قرأت مرثيتك البليغة على المرحومة المبدعة الدكتورة شعوب، عزائي الكبير لكما انت والدكتور الغزالي و تمنياتي بالشفاء مما ألم بك ببصرك الذي عمّقّ و زاد من حزني عليك ، الكلمات لاتكاد تسعفني للتعبير عن مشاعري...
تمنياتي لكم جميعا بالصحة والسلامة

ام منى ( منمن )
الادارة الفنية للمنتدى الثقافي العراقي / البالتولك

اخر الافلام

.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما


.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا




.. الذكاء الاصطناعي يهدد صناعة السينما


.. الفنانة السودانية هند الطاهر: -قلبي مع كل أم سودانية وطفل في




.. من الكويت بروفسور بالهندسة الكيميائية والبيئية يقف لأول مرة