الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق إلى أين؟

خليل كلفت

2015 / 3 / 17
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



يدور الاشتباك الحربى الكبير مع الإسلام السياسى الآن فى شكل حرب أهلية دينية طائفية فى العراق والشام فيما تستعد بلدان أخرى لحروب حدودية محتملة مع بلدان منها ليبيا مع تطور الحرب الأهلية الدينية الحالية هناك، ومنها اليمن حيث تتجه إلى التطور بسرعة حرب أهلية دينية طائفية حوثية، وتتجمع فى كل مكان آخر بوادر حروب أهلية، أو حروب أهلية دينية طائفية، أو حروب حدودية، وكلها حروب بالوكالة.
لقد دخلنا فى زمن حرب حاسمة مع الإسلام السياسى. فسرعان ما انقلبت ثورات "الربيع العربى" الشعبية إلى حرب أهلية دينية (فى ليبيا) وحروب أهلية دينية طائفية (فى العراق وسوريا واليمن).
وعندما قفزت فى وجهنا ووجه العالم شرقه وغربه منظمة الدولة الإسلامية فى العراق والشام (داعش) وهددت شعوب المنطقة والعالم ودولهما، أصبح يحاربها العالم؛ مَنْ ساعدوا على تأسيسها ومَنْ كانوا ضدها.
وتتقدم الآن قوات عراقية مدعومة عربيا وإيرانيا وعالميا، نحو اشتباك حاسم ليس بسرعة خاطفة بل بالبطء المتوقع لحرب مع عصابات إرهابية تحمى نفسها بدروع من ملايين العراقيين فى تلك المنطقة.
والمرجَّح إلحاق الهزيمة العسكرية بمشروع الدولة الإسلامية. وعندئذ سنكون قد تخلصنا من كابوس رهيب. غير أن لمنظمات الأصولية الإسلامية امتدادات تحارب فى أماكن متعددة منها ليبيا وما حولها، وفى المحل الأول مصر وتونس والجزائر وهناك أيضا بوكو حرام والقاعدة وامتداداتها فى پاكستان وشمال أفريقيا والشباب الصومالى. ويمكن الانتصار إنْ لم يتفكك التحالف الحالى.
وإذا ركزنا على العراق، فسنجد اختلافا كبيرا عن ليبيا وسوريا وأماكن أخرى. هناك دولة فى العراق وإنْ كانت قد صارت مطبوعة بالطابع الطائفى الشيعى. ومع دولة العراق بجيشها غير الضعيف على كل حال، ومع التحالف الحربى العالمى معها، يمكن تحقيق الانتصار على الدولة الإسلامية.
ومع أن مصر تحارب وحدها فإن جيشها القوى وشعبها الثائر على الإسلام الإخوانى قادران على هزيمة الدولة الإسلامية.
ومع أن مصير الدولة الإسلامية فى العراق مرتبط بمصيرها فى الشام فإن الوضع مختلف للغاية. ففى سوريا نجد نظاما ما يزال قادرا على الصمود لفترة وبالأخص بفضل تحالفه مع روسيا وإيران قائدة الأصولية الشيعية وحزب الله اللبنانى الأصولى الشيعى.
والنظام العراقى الحالى قادر على البقاء معتمدا على ما سيسمِّيه انتصاره هو على الأصولية السنية الداعشية، على حين أن النظام السورى لن يصمد طويلا رغم تحالفاته العربية والإقليمية والعالمية. فكيف سيستقر فى سوريا فى الحكم نظام ذبح الشعب وشرَّده داخل وخارج سوريا وأدت وحشيته بصورة مباشرة إلى تغلغُل وتغوُّل الأصولية الاسلامية ضد ما اعتبرته حكما علويا تعززه أنظمة شيعية. وسيكون سقوط نظام الأسد زلزالا على حزب الله الموالى لإيران.
وحتى فى ليبيا حيث تجرى محاولة بناء دولة، انطلاقا من جيوب ليبرالية ضعيفة تلتف حول الفريق خليفة حفتر، يمكن الانتصار على الأصولية الإسلامية بفضل دور عسكرى مصرى مباشر وتحالف عربى ودولى؛ ولكن ماذا بعد ذلك؟
غير أن الانتصار على الأصولية الإسلامية بالوسائل العسكرية لن يكون انتصارا نهائيا لا فى العراق ولا فى غير العراق. حيث لا يمكن تحقيق القضاء المنشود عليها إلا بتجفيف منابعها. ولا يعنى هذا التعبير الذى صار مبتذلا مجرد الضربات الأمنية ومصادرة ممتلكات الإسلاميين ووقف مصادر تمويلهم.
ذلك أن التربة الصالحة للتجدُّد المتواصل لحركات الأصولية الإسلامية لا يمكن تغييرها إلا بإطلاق الحريات السياسية والنقابية، وفتح كل أبواب الصراع الفكرى ضد هذا الفكر، وتحقيق مستويات من العدالة الاجتماعية. غير أن كل هذا مستحيل دون القضاء على التبعية الاقتصادية أمِّ كل التبعيات الأخرى. ولهذا فإن الاستقلال السياسى الحقيقى والخروج من التبعية الاستعمارية الاقتصادية والحريات والحقوق ليست كلمات وتعابير وشعارات نتشدق بها.
بل هناك قبل كل شيء ضرورة أن نتحول إلى بلدان صناعية من الطراز الأول كشرط للحرية والعدالة الاجتماعية. وتقف دون هذا التحول جبال من التحديات الكبرى يمكن إيجاز أهمها فى أننا إزاء أنظمة استغلالية واستبدادية وفاسدة تفكر دائما فى النهب السريع ولا تفكر مطلقا فى مستقبل الشعوب والبلدان.
وكان وما يزال التحدى الأكبر أمام الثورة وامتداداتها يتمثل فى بناء بلد صناعى متقدم. وكان وما يزال هذا هو الهدف الجوهرى ولكنْ الضمنى للثورة كشرط لمجرد البقاء وليس للتقدم. وبالمناسبة لا يوجد بلد زراعى دون أن يكون قبل كل شيء بلدا صناعيا.
ومشكلة العراق معقدة فهو مهدد بحرب أهلية دينية طائفية. وكان النظام الحاكم فى العراق أثناء وقبل نظام صدام حسين طائفيًّا سُنيًّا، وتحوَّل مع الديمقراطية الأمريكية إلى نظام طائفى شيعى، انتقامىّ إزاء السنة. وكان المالكى وغيره حكاما طائفيين بعيدين عن أىّ سياسة تقود إلى اندماج شيعى-سُنِّى. وبحكم الجوار الإيرانى الرامى إلى تحقيق الحلم الشيعى من العراق والشام شمالا إلى الحوثيين واليمن جنوبا، يبدو أنه لا مناص من انزلاق العراق إلى حرب أهلية شيعية سنية، بالوكالة أيضا، ما لم تدرك إيران وتوابعها أن الوحدة التى تقوم على المواطنة والعلمانية بين العراقيين هى المنقذ الوحيد للعراق وغير العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بشكل طريف فهد يفشل في معرفة مثل مصري ????


.. إسرائيل وإيران.. الضربات كشفت حقيقة قدرات الجيشين




.. سيناريو يوم القيامة النووي.. بين إيران وإسرائيل | #ملف_اليوم


.. المدفعية الإسرائيلية تطلق قذائف من الجليل الأعلى على محيط بل




.. كتائب القسام تستهدف جرافة عسكرية بقذيفة -الياسين 105- وسط قط