الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استراتيجيات ومهارات فن الحوار والتفاوض الفعال الجزء الثالث

احسان طالب

2015 / 3 / 22
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



امتلاك الأدوات الازمة لتحقيق نتائج ايجابية من خلال الحوار والتفاوض يتطلب مهارات محددة واستراتيجيات واضحة، فلا يمكننا الوصول لأفضل النتائج من خلال البراعة الشخصية فقط أو بإطالة أمد الحوار والتفاوض.
قدمنا في الجزئيين السابقين من بحث فن الحوار والتواصل مهارات إدارة النقاش جملة من النقاط والأفكار الرئيسة
ونستكمل في هذا الجزء الثالث شرح وتفصيل بقية الأدوات و السمات حيث نعتقد بأن مسألة الحوار والتفاوض والنقاش هي أبحاث منضوية تحت ما يطلق عليه علم السمياء وفن التفاوض والحوار ، وبناء منظومة قواعد الجدل. يجد القارئ والمهتم ادناه مجموعة من التوصيات والارشادات التي تعد ركائز لبناء استراتيجية عملية للحوار والتفاوض مع التنويه إلى أهمية توظيف تلك التوجيهات في اطارها العام من خلال سياق البحث الكلي في أجزائه السابقة واللاحقة. فمثلا عندما نقول كيف تستحوذ على إصغاء محاورك أو محدثك أو من تفاوض؛ فهذا يعني بالضرورة أنه ينبغي عليك الاستحواذ على تلك الثقة باعتبارها أحدى أدوات الحوار والتفاوض الفعال، كما أن امتلاكها هو واحد من المهارات الضرورية. وهكذا يدور التعاطي بأسلوب حث القارئ والباحث على التفاعل والاستنتاج بما يساعد على ترسيخ المفاهيم والتدريب على امتلاك المهارات.
اعتمدنا في الجزئيين السابقين على مصدر محدد إضافة للخبرات الذاتية الطويلة في ذلك المجال، وها نحنا هنا نوسع في مصادر موضوعنا، ونضيف عليه مزيدا من الخبرات والاستفادة من التجارب المتواصلة على مدى سنوات.

كيف تستحوذ على إصغاء محدثك؟
1 ـ انظر في عينيه مباشرة
2 ـ وجه الكلام له وابدأ حديثك بعبارات مثل: انت تعلم ، من المهم الحديث مع أشخاص لديهم وعي أمثالك ، يسرني أن تستمع إلي، من دواعي سروري استجابتك ، اعتدت على البوح لشخص يهمني ، لن يكون حديثي معك مجرد اضاعة للوقت، اعتقد بوجود فائدة كبيرة من أيصال رأي اليك.
3 ـ ليكن حديثك مثيرا للاهتمام وغامضا في نفس الوقت.
4 ـ الدخول في الكلام بصيغ توحي بالفهم مثل : سيكون حديثي مختصر ومكثف، لن أطيل الكلام فيما لا طائل منه، سأذكر وجهة نظري مدعومة بالأدلة ، لن يكون حديثي مجرد عبارات عامة.
5 ـ أجلس بطريقة سليمة تؤكد يقظتك وانتباهك.
6 ـ فكر فيما تقول قبل خروج الكلمات من فمك .
7 ـ لا تجبر أحد على فتح حديث بل أعرض رغبتك بود وابتسامة.
8 ـ الأحاديث العامة عادة ما تكون مدخلا لحوار أكثر دقة وعمق.
9 ـ لا تكرر ولا تطل الحديث وإذا شعرت بأي منهما غير مجرى الحديث كي لا ينصرف عنك محدثك.
10ـ أعط الطرف الآخر فرصة للتجاوب معك واستوقفه بلباقة عندما يأخذ من المبادرة في توجيه الحديث.

كيف تتمكن من إيصال فكرتك بوضوح للآخرين؟
1 ـ لا بد لك أن تكون واضحا مع نفسك، ومدرك لما تقوله، ومتفهم لأبعاد فكرتك قبل عرضها لأنك عندما تكون مشوش وغير متأكد من أفكار يستحيل عليك اقناع الآخرين بها.
2 ـ لتكن عباراتك متينة وقوية يوحي للسامع بصلابة موقفك.
3 ـ الصوت الضعيف والخافت يضر بالفكرة ، كذلك الصوت المرتفع ينفر الآخرين.
4 ـ ركز في عرضك على النقاط الرئيسة في بداية عرضك.
5 ـ لا تبدأ بعبارات النفي فهي غالبا ما تضع حاجز بينك وبين المستمع، مثلا : لا تقل لا أجد بين الحاضرين إلا قلة من، غير المهتمين ، لا يسعني عرض أفكاري على أشخاص محدودي الفهم لا يتواجدون بيننا، لا يدرك كثيرون مغزى الكلام الهام، وإن كانت تلك العبارات أحيانا مفيدة في حالات استثنائية حين يكون مستمعك مشتتا أو شديد الغرور، واستعض عنها بعبارات مثل : أجد سمات الوعي والقدرة في وجوه الحاضرين، يسرني عرض أفكاري على حضور كريم واسع الأفق ، الكلام الهام يلقى القبول لدى أشخاص مهمين.
6 ـ اجعل ما تعرضه قضية خاصة لك مستمع.
7 ـ لتحمل ما استطعت تطبيقات واقعيا لما تعرضه من أفكار واضرب أمثلة واضحة.
8 ـ ليكن نقدك لمخالفيك مدخلا لقبول أفكارك؛ أي إذا أردت تخطيء الآخر فبدأ بالقول : اتفهم جيدا وجهة النظر تلك ، قد تبدو الفكرة في مجملها صحيحة لكن بالتدقيق أجد، أستحسن كثيرا أسلوب العرض وأختلف مع المضمون، شدني كثير الطرح المقدم ولي بعض الملاحظات، الكلام هنا يدل على علم ومعرفة ، بيد أنه يحتاج لبعض التمحيص.
9 ـ انتهز الأوقات المناسبة وإن لم تجدها اصنعها.
سيكون مفيدا للجميع أن نسأل أنفسنا بعد كل جلسة حوار : ماذا قدمنا ، وبماذا عدنا ؟
كيف تكسب ثقة من تحاور:
عندما تستمع إلى محدثك أو محاورك وأنت تبحث عن عثرات وأخطاء، ليس إلا ، تأكد أنك في تلك الحالة تخونه، لأنك ببساطة نقضت العهد الضمني الذي بموجبة يتحاور الناس ...... ألا وهو : الثقة وهي العنصر الهام والأولي الذي يفتح لك الباب لنقل ما تريد من أفكار أو طرح وجهات نظر جديد. وتذكر بأن عمليو بناء الثقة تبدأ وتصنع حتى مع أولئك الأشخاص الذين تتعرف عليهم للمرة الأولى، والبداية تكون من طرقة السلام والمصافحة / فمثلا عندما تدخل لمجلس يعرفك البعض فيه فقط فعليك الاهتمام بمن لا تعرفهم أيضا وتوجيه التحية لهم مباشرة، أيضا فإن المبالغة في اظهر الاحترام والمعرفة يورث الشك، كذلك تكون عبارات التحية الطويلة محل تحليل ونقد قد يضعك تحت المراقبة أكثر من الازم، وبالمحصلة فإن للثقة عموما وجهان الأول: هو الجانب المعنوي الأخلاقي ، والثاني : هو الجانب الموضوعي المادي. فعامل الثقة الأول القائم على قدرة على الايحاء لمحاورك بأنك محل ثقة، ويعْتمد عليك يجعله أقرب إليك، ويمنحك فسحة نفسية أكبر ويترك لك مجالا أوسع للوصول إلى مدارك محاورك. ويتأثر ذلك العامل كثيرا بطبيعة الوجه السمح، ونبرة الصوت، والابتسامة الصادقة، أي أنه باختصار يتأثر كثيرا بالعوامل الظاهرية والايحاءات الشخصية.
أما العامل المادي أو الموضوعي فهو حقيقي أكثر مما تتصور ، فتأكد بأنك لن تقنع الآخرين طويلا بثقافتك وسعة اطلاعك ما لم تكن أنت كذلك ، وتذكر جيدا بأن التعلم الدائم والمتابعة الحثيثة للمستجدات ، والاطلاع المستمر على ما ينشر أو يطرح من علوم وأفكار في مجال عملك وتخصصك هي الوسائل الصحيحة لبناء مخزونك المعرفي والعلمي والثقافي وتأكد بأن الثقة العلمية والمكانة الثقافية لا تأتي أبدا من فراغ ولا تبنى نهائيا على المظاهر.
إذن لكي تنال ثقة محاورك الموضوعية لا بد من أن تكون مؤهلا وأهلا لها.
لا يكفي أن تصيغ عباراتك بعناية فائقة وتضمنها مصطلحات تنم عن ثقافة، بل ينبغي لك تقديم إضافة أو فهم جديد أو إحياء لأفكار قديمة قيمة . لكن تذكر في كل الأحول البعد عن التعالي على القارئ. وثق بأن مجمل القراء هم أكثر فهما وثقافة ومعرفة من مجمل الكّتاب.
وفي تلك الحالات ستتمكن من كسب ثقة الآخرين حتى ضمن تلك المواضيع المختلف عليها، وما إن تحصل على الثقة بجدارة حتى تصبح مرجعا وموئلا لمحاوريك ولا تستبد كثير وصولك لسدة التحاور، لكن تأكد بأن عملية الثقة دائما وتحتاج لتجديد مستمر وبناء متواصل.

عندما تشعر بأن الحوار يدور في جلقة مفرغة ولا يصل لنتيجة، فتأكد بأن المتحاورين يحتاجون لأمرين اثنين ، الأول استراحة قصيرة أو رفع الجلسة لموعد آخر . الثاني : ضرورة إعطاء فرصة للمراجعات الذاتية وتغذية المخزون المعرفي. سيكون من الصعب عليك اقناع الآخرين بوجهة نظرك طالما أنك تعتقد بتفوقك على من تحاورهم
أفضل وسيلة للفوز بالجدل هو تجنبه:
عبارة شائعة كثيرا ما تسمعها أو تقرئها وتجدها متداولة عندما يتعرض الموضوع للحوار أو الجدل، وهي في الظاهر متناقضة، فكيف تستطيع تجنب الجدل أو التحاور وهو جزء رئيس من العمل والمعرفة، بيد أن المقصود هنا مختلف عما يبدو ظاهرا، البعض مولع بالجدل بمفهومه اللغوي وبعيد كل البعد عن مفهوم الجدل الفلسفي، فتراه يجاهد ليفوز بالسجال الفكري بأي ثمن كان، ولا يستريح حتى يقر خصمه أو محاوره بالهزيمة ، فأفضل وسيلة للفوز عليه تجنب جداله بالتوجه له بالقول مثلا: أنت ترى الموضوع من زاوية متميزة، ما تريد الوصول إلية يتفق معه من يتماشى فكره وما تطرحه، قد لا يرتقي الجميع للمستوى الثقافي الذي تنطلق منه إذن المسألة هنا تدول حول سؤال ،لماذا نتجادل أو نتحاور، فإذا كان الهدف سفسطائيا يرمي فقط إلى إثارة الريبة والشك وانتاج مواضيع جديدة بات المجال مختلفا وذا طبيعة متباينة عن مواضيع الحوار التقليدية أو المرتبطة بالعمل أو الحوار المفضي إلى اتفاق أو نتيجة، في تلك الحالة بالذات يكون تجنب الجدل وسيلة للفوز بة، لأنك بذلك تسحب من الشخص الجدلي أو التنافسي مبررات الاستمرار وربما تمنحه عبر حيلة نفسية الشعور ببلوغ مراده.
مثلا عندما يدور حوار حول ما هي أنجح السبل لتفادي إضاعة أوقات التلاميذ الصغار أو الطلاب الكبار المتأتية من خلال وجود عناصر مضرة بالعملية التعليمية ، كتوفر الفصل على أشخاص لا يرغبون إطلاقا بالتعلم، أو قرب الفصل من صالة رياضية يملؤها الضجيج أو عدم توفر وسائل التدفئة والتبريد، هنا سيحاول الموجه المسؤول إنكار المشكلة لأن حلها سيترتب علية تكاليف إضافية أو أفعال استثنائية كفصل الطالب المشاغب ، وهو ما لا يغب به إطلاقا ، فسيمل للجدل الدائر حول حلقة مفرغة ، ومن المفيد هنا إيصال المجادل لنقطة لا رد عليها كقولنا : حسنا أعتقد بأن قرب الفصل من الضوضاء سيوسع لآذان الطلاب ، تلك العبارة التهكمية لا تناقش لكنها تترك أثر بالغا، ويمكنننا مثلا إنهاء الجدل بعبارة تهكمية مشابهة لـ : حقا إن وجود عنصر مشاغب أخر همه التعلم سيساعد في راحة الطلاب بحيث يستهلكون الوقت بالتفرج على المدرس وهو يحاول ضبط الصف دونما قدرة على إلقاء الدرس.
.

وسع آفاقك:
نصيحة نسمعها كثيرا ، لكنها تبقى في رواق السمع، وتغيب عن رواق التفكير . وعندما تركز في حديث محاورك وتفكر فقط كيف سترد عليه، وتفتش عن عيوب وثغرات في كلامه: تأكد أنك لن تصل لتفاهم ، لأنك ببساطة لا تبحث عنه، أنت تحاول إثبات وجدوك المفقود داخلك، ابحث هناك !
تمرسنا في الثقافة العربية على مدرسة التلقين، فاعتادت عقولنا انتهاج دوائر البحث المغلق، وجاءت نتائج علومنا تقليدية رجعية، تصب في سياق الاستحسان والتبجيل والتعليل. التلقين أداة مدرسية تقليدية تحول الدارس إلى متلقى، تضعف حوافز الابداع والبحث عن هنا يبدأ توسيع الأفق ؛ من توسيع مصادر المعرفة والانفتاح على لأدوات جديدة للعليم ، واقتحام عالم الحداثة المعرفية دون وجل أو خوف ، ولا يتأتى ذلك إلا بتنحية القناعات والمسلمات المسبقة بالتفوق والتعالي على الحضارات الثقافات العالمية . الهام السؤال هنا كيف أوسع أنا ـ الفرد ـ آفاقي ؟
إن القناعة الدائمة بل والمطلقة بضرورة ولزوم دوام فكرة الحاجة إلى التعلم والاطلاع هي المفتاح الأول لتوسيع الأفق ، فعندما تصل لقناعة ببلوغ درجة العارف أو الملهم أو المهيمن تأكد بأنك في حالة توهان وضياع وبأنك بدأت بسد منافذ التعلم وإغلاق أبواب الانفتاح، فالتعالي صفة فردية من أشد العقبات أمام التطور والتقدم.
الاحكام المسبقة والتقييمات النمطية عادة ما تساهم في بناء أسوار وعوائق بين العقل وبين ما يمكن دخوله من معلوم ومعارف جيدة ، فمثلا عندما تعتقد ـ مخطئا ـ بأن الهنود شعب متخلف لن تتمكن أبدا من الاستفادة من الثقافات الشرقية ولن تسطيع تقبل ما يمكن للفلسفة والمعرفة الهندية من إضافته بالفعل لمخزونك العلمي والثقافي.
قد يبدو غريبا ارتباط سعة الأفق بسعة الصدر ، لكن ذلك حقيقة ، أولا لنعرف ما نقصده بسعة الصدر : إنها القدرة والامكانية المتوفرة تلقائيا لتقبل الآخر ، وتفهم المواقف ، والصبر على تصرفات الآخرين، لنلاحظ بعد ذلك التعريف إلى وجود الصلة الوثيقة بين سعة الصدر وسعة لأفق ، فأنت عندما تكون مستعدا لتقبل الآخر ولديك الراحة النفسية لسماع وجهة نظر ، تكون تلقائيا جاهزا لما يطرحه عليك من أفكار أو مستجدات حتى ولو كانت مغايرة لما تعرفه مسبقا أو ما اعتدت سماعة أو قراءته، هكذا ستكون مستعدا ميكانيكيا لتوسعة أفقك.
التطلع المستمر نحو الجديد والفضول الدائم للسؤال والتعطش للمزيد من المعارف والعلوم وحدا من الأسرار الحقيقة لتوسيع الأفق وسعة الصدر
ولنتذكر دائما : العبارات الجميلة ليست تلك التي تعجبك فور قراءتها أو سماعها بل هي العبارات التي تجعلك تفكر وتعيد التفكير. وأن من يمتدحك على الدوام لا يعني بالضرورة كونه مقدرا أو حتى مقتنا بما تقول وتطرح؛ بل ربما هناك مرامي أخرى تتعلق بالمصالح والرتب الوظيفية والاستفادة المادية، فلا تدع المديح يوقعك في فخ الجمود أو الاستغراق في الانغلاق والخطأ.
تلقي القراءات الذاتية للمحاور بظلالها القاتمة على نتاجه الفكري، وما يطرحه على طاولة الحوار أو التفاوض؛ ما يعني أنك بحاجة لمعرفة الخلفية الثقافية والتاريخية لمحاورك ، فهذا يسهل عليك الفهم ويساعد في تحديد مرامي الآخر من الكلام ، ولكن تذكر بأن لا تجعل الانتماءات أو التقويمات المؤطرة سببا في الانغلاق او مدعاة بناء اسوار بينك وبين من تحاوره ، فأنت في الحقيقة تحاول وتفاوض لحلحة الاشتباك وتهديم العوائق والحواجز تاريخية كانت أو نفسية.
لا تكن انتهازيا:
البدء بالكلام عن خبراتنا أو خبرات الآخرين المفيدة في مجال النقاش، وبإبداء الجزء المخفي الإنساني في شخصيتنا فيتشجع محاورك أو محدثك على أن يحدثك حديثا أعمق وأصرح عن خبراته المشابهة، ويساعد في ذلك تحديد نقاط الحوار بوضوح ودقة والبعد عن العمومية والتوجيه. إن توجيه الأسئلة ضروري من أجل السير نحو نتائج مرضية في الحوار. بهذا يكون طرفا أو أطراف الحوار بعيدين عن الانتهازية باعتبار كل طرف مهتم بالآخر وحريص على استخراج أفضل ما عنده .
تحري السقطات اللغوية العابرة ، والتمسك بمراقبة الآخرين واستغلال المؤثرات العاطفية في الحوار قد يساعد في التفوق أو تحقيق مكاسب على حساب الطرف الآخر ، لكنه في النهاية تصرف انتهازي سيساهم بدرجة ما بإفساد الحوار وخلق ضغائن ومشاعر سلبية ضارة، ربما يكون التعامل بالمثل في حالا مشابهة لازما ، إلا أنه من الخطأ الفادح اعتماد تلك الخطة كأسس في طاول الحوار أو التفاوض، فالهدف ليس قطع العلاقات أو تدمير الوشائج بل توثيقها وتمتينها وبناء جسور تواصل وثقة.
إن التعامل بلطف وكرم مع الآخرين يعكس شخصية قوية خلافا لما يعتقده كثيرون باعتبار اللؤم والتعالي مفذ للسيطرة والتحكم ، ربما تنجح تلك الصفات مرحليا مع أصناف محددة من الناس التي تميل نحو الخنوع والخضوع ، إلا أنها واحدة من أبرز وسائل كتم الإبداع وخسارة ما يمكن للآخرين طرحة من خبرات ذاتيه وامكانات مخبؤة.
يحق لك استخدام نقاط القوة لديك كما يصح استغلال نقاط الضعف لدى الآخرين، في حدود الوصول لهدف معين أو نتيجة بذاتها، لكن التركيز على نقاط الضعف دون محاولة الاستنهاض انتهازية مرفوضة وعيب يفضي إلى تفجير الحوار وتعقيد التفاوض.
املأ بصورة دائمة رصيدك ـ الثقافي والمعرفي ـ ولا تصدر شيكات بحق الآخرين بدون رصيد .الكلام بدون علم، استهلاك للوقت يعيق اكتساب المعرفة. دع الحقيقية تفرض وجودها على الجميع فهي ليست ملكك وحدك بل قد تكون أنت أبعد كثيرا من الآخرين عنها، بهذه العقلية ستتمكن بصورة مستمرة من لارتقاء وتحقيق الإضافة الذاتية بعد كل حوار
وتذكر : التواصل مع الآخرين وعرض ما يختزنه العقل من أفكار وآراء يتيح فرصة ذهبية لتمحيص تلك الأفكار وبلورتها، ولن يكون المبدع مستحقا لصفته ما لم يتبن مدرسة أو منهجا وليس شخصا ، ما لم يكن ذلك الشخص بحد ذاته مدرسة أو منهجا ، أو ينشئ مدرسته الخاصة، ذلك في غاية الصعوبة ، لكنه السبيل الوحيد للإبداع والابتكار.
نهاية الجزء الثالث ويليه الجزء الرابع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحقيق مستقل يبرئ الأنروا، وإسرائيل تتمسك باتهامها


.. بتكلفة تصل إلى 70 ألف يورو .. الاتحاد الفرنسي لتنمية الإبل ي




.. مقتل شخص في قصف إسرائيلي استهدف سيارة جنوبي لبنان


.. اجتماع لوكسمبورغ يقرر توسيع العقوبات الأوروبية على إيران| #م




.. استخراج طفلة من رحم فلسطينية قتلت بغارة في غزة