الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجتمع يقتل ابنائه (3)

حسين طعمة

2015 / 3 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ماذا تفعل حيال اوباش يسمون انفسهم بشرا ,يضلون عثرة في دروب الانسانية الرحب ,سادرون في غيهم ,ليضحون وباءا يتتفشى, فيلوث النقاء والحب الانساني .حقيقتهم ووجودهم كارثة ,لأنهم بلا حقيقة!! ,يتناسلون في عالم يسارع الى نهاية حتفه ,يسترقون السمع لوهم حوافر خيل ,لبرابرة لن يأتون ابدا !!.يضلون تهويمة بلا دلالات , او غيمة عاطلة عن الاداء والعطاء ,مروقهم لا سكك فيه ,موصلة لدروب النجاة , بداياتها بلا ملامح , ونهاياتها أستحالة عصية على السبر في عالم غرائبي مستباح .,يتجسد فيه القبح ليكون علامتها وصورتها الناصعة الوحيدة .
دلالة تعكسها مراة الخطيئة منذ عصور موغلة بالحقد والكراهية ,لتؤكد بعدها الشاسع ومقتها لمسمى لن يمر في خلدها يوما ,مسمى يدعى السلام /الوئام /المحبة وجامعتها الانسانية !!!.لستم سوى كارثة الوجود وعثرته وخطيئته ,لكم الف وجه بألف قناع ,غرائبيون ,حاقدون ,مدمرون ,عدائيون ,جمعتم خصالا مشوهة ,فأضحيتم وباءا أشد خطرا من أي وباء مدمر وعنيف ...... .
الحكاية الاخرى عن شخصية يسارية واعية ومثقفة عرفناها منذ زمن طويل .كان لها دور بارز ومؤثر أيام السبعينيات ,وحتى بعد أشتداد الهجمة الفاشية على الشيوعيين والوطنيين في العام 1979 .
التقيته مرة وهو يحذر من الظهور العلني ,للرفاق ,لما فيه من مخاطر على حياتهم وعلى الحزب وخلاياه السرية ,فكان أمثولة للمواضبة والتحدي والصدق ,فكان بحق جديرا بأحترام كل من عرفه انذاك .غاب فترة طويلة وضاعت أخباره حتى ايام الحرب مع ايران وتداعياتها وما تمخض عنها من خسارات ,أكثرها تلك التي طالت الكثير من الاصدقاء والمعارف ,أضافة الى خسارات روحية ,كانت بمثابة موت بطيء أحرق سني حياتنا بلا نهاية او معنى .
في تسعينيات القرن المنصرم وبعد فراق طويل معه قابلته صدفة مع أحد أقاربه الصديق (س),كان مختلفا عما عهدته , يلبس العقال واليشماغ وكان سلامه فاترا ليس كما توقعته وعهدته ,ولما استوضحت من صديقي المرافق له عما حصل له ,قال لي انه الان مشغولا بأمور القبيلة ,وهو طرف فاعل وعنصر مؤثر في حلحلة الكثير من المشاكل التي تحصل هنا وهناك ,لأفراد قبيلته ,يعتمد عليه الكثير منهم بسبب لباقته وبديهيته وحججه ,فصدمت بسبب هذا التحول الكبير في وعيه وقدرته على التبدل والتغير في سلوكه الاجتماعي ,أوعزت الامر لحاجة مؤقتة وملحة كانت تستدعي هذا التصرف .
بعد عدة اشهر كنت في زيارة لصديقي (س) ,كان هو قد دخل البيت مسرعا وقلقا يطلب من صديقي مساعدته في أسر أي شخص ينتمي الى قبيلة ال......... وبقوة السلاح ,لأن هناك نزاع نشب بينهم وبين هذه العشيرة .كانت كلماته الصادمة تطرق فوق رأسي بقوة ,لا أستطيع تحمل وقعها وغرابتها .......هل يعقل انه هوى الى هذه الدرجة من التفكير والوعي !!!!.نظر الي صاحبي وهو غارق في الضحك وكان يعرف أنتمائي لهذه القبيلة ,فوجه اليه سؤالا عن كيفية أسر اي شخص حتى لو كان بريئا ورافضا للقبائلية ومتطلعا لوطن خال من التعصب بكل أشكاله .ولكن أجابته كانت واضحة لا لبس فيها :
انا لم أطلب قتل الاسير ولكنه سيكون قوة لنا في فرض شروطنا !!!!!!
هذا ما حصل ويحصل في مجتمعنا الذي فقد اتزانه ومعاييره وسلوكه واخلاقه ورمى من خلفه بكل ما تعلم وعرف من علوم وقوانين ونظريات أجتماعية وأخلاقية وسلوكيه كان همها الانسان وتهذيبه ورقيه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ابو غسان الورد
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 3 / 25 - 12:17 )
تحية الربيع الفواحة لكم اخي
نأسف لما وصل حال البعض او لنَقُلْ الغالبية التي تتبع غوغاء العصر من مشايخ دين و عشيرة
هذه حالة و صفتها اخي بصدق و هي ملموسة اينما توجهت
لكن الايام ستقول شيء مهماطال الوقت
اكرر التحية لكم اخي الكريم


2 - محبتي لك ابا علي
حسين طعمة ( 2015 / 3 / 25 - 20:31 )
الف تحية لصديقي العزيز ابا علي
اقول في مجتمع كارثي كمجتمعنا الذي أضاع القيم والمبادئ والمحبة والخصال الحميدة وأكبر من
ذلك ,الضمير والانسانية ,فلنقرأعليه السلام الى يوم يبعثون .......شكري وأمتناني لحضورك الرائع

اخر الافلام

.. من هي نعمت شفيق؟ ولماذا اتهمت بتأجيج الأوضاع في الجامعات الأ


.. لماذا تحارب الدول التطبيق الأكثر فرفشة وشبابًا؟ | ببساطة مع




.. سهرات ومعارض ثقافية.. المدينة القديمة في طرابلس الليبية تعود


.. لبنان وإسرائيل.. نقطة اللاعودة؟ | #الظهيرة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف بنى تحتية لحزب الله جنوبي لبنا