الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجتمع يقتل أبنائه (4)

حسين طعمة

2015 / 3 / 26
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


حكاية اخرى في مجتمع فقد أنسانيته وتربى على غرائب وعجائب ما أنزل بها حتى الشيطان نفسه ,فكل شئ مباح هنا ,أولها الغدر والكذب والتسقيط والخيانة والنفاق والخداع والكره ,شعارهم ,الطيب كذبة ,والغدر شيمة ,فهم يتلذذون بقهر الاخر وأيذائه والنيل منه في مناسبة أودونها ,وهو نتاج سيكولوجيا متوارثة عبر تأريخ مشوه .
هذه واقعة حدثت لأحدهم في زمن معين ,يعرفها البعض من أصدقائه وهي بمثابة أدانة لوعي مجتمع غرائبي ,يرسم حقيقة وصورة وهشاشة بنيته الاجتماعية ,كونه فاقد لأبسط شروط الأنسانية وضميرها :
لم يدر بخلد الفتى (س), ما سوف يحدثه ويعد ويخطط له ابن الجيران (ع)الذي كان يضمر حقدا وعداءا لأخيه الاكبر منه سنا (ص) .هذا العداء ألذي كاد ان يكون مزمنا بينهما . أراد(ع) ان يقتص من الشقيق الكبير (ص), ليكون الفتى الصغير(س) هو الضحية ,وبطريقته الخاصة وفي محاولة لأذلال غريمه ونده ,قام وعند اخر شجار بينهما ,لأستمالة والايقاع بالفتى الصغير بدعوته لركوب واحدة من الاراجيح وعلى حسابه الخاص حيث صادف يومها حلول احد الاعياد ,وكانت الأراجيح ايام زمان تتسع لركوب شخصين وحتى ثلاثة أشخاص على مقطع من جذوع النخيل تقتطع لتكون مقعدا للجلوس عليها ,يقوم بعدها صاحبها بتحريكها الى الامام والخلف لفترة قصيرة مقابل ثمن .كان الفتى الصغير قد عرف نية ابن الجيران (ع) وهو يحاول الالتصاق به اثناء جلوسه على الارجوحة لذا رمى بنفسه على الارض معرضا نفسه للخطر وما سيحدث له اثناء سقوطه وولى هاربا .أما (ع)فسوق الحادثة بعدئذ للثأر من غريمه شقيق الفتى الصغير ,وفي اول شجار بينهما ادعى انه اغتصب شقيقه لذا ثارت ثائرة الشقيق الاكبر (ص)بعدما حدث الشجار امام البعض من اصدقائه واضمر له فعلا موازيا لفعلته .....وهكذا كانت تتوالى الثارات بين الجميع ويسقط احدهم الاخر والضحية هم الصغار من الذكور والأناث ,ولا سبيل أو رادع يوقف هذه الممارسات الكارثية الغرائبية التي راح ضحيتها الكثير من الابرياء في مجتمع متوحش لا يعي أو يقيم وزنا لابسط مقومات العفة والشرف ,تجده سرعان ما يرتد للمطالبة به والثأر له وكأنه ليس من أسس وأوجد ومهد لسبل نضوج فشله وسقوطه .
هذه صورة لمجتمع كان يؤطرصورته بزخرف خادع فهو يخاف العار وينتفض ويقدم الاراوح الكثيرة من اجل الخلاص منه ,ولكنه يمارسه بابشع الصور ويتلذذ في اظهاره للاخرين من اجل سحقهم وتدميرهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ابو غسان الورد
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 3 / 26 - 07:51 )
تحية و سلام
انها مأساة...البعض هكذا...ينتقم ...لكنه يختار البريء ليفرغ فيه شحنة انحراف اجتماعي عميق
أين - اصلا؛ط و -فضيلة- اكثر من 1400 عام...اين -لو كنا معكم...- اين -حوبة- الزاد و الملح...أين ...اين
انها ضبابية الدين و تجهيل دعاته
شكراً رغم الالم
لكم السلامة
ماهي اخبار صحة العزيز ابو علي ؟


2 - مرحبا عزيزي ابا علي
حسين طعمة ( 2015 / 3 / 26 - 16:37 )
مجتمع متوحش ,انتقامي لا يعرف الفضيلة او الصدق أو التسامح والمحبة ,يكاد ينفرد بطبائعه وغرائبه عن البشر جميعا .هي سلسلة سأكتب كارثيتها وما ال اليه مجتمعناوما أصبح عليه ,تنخره العدوانية والكراهية والحقد .محبتي ابا علي العزيز اما عن الصديق ابا علي فهو بين بين ينشر احيانا ولكن كتاباته جمرا يتقد ,ليدفأروحه التي انهكها الزمن شكرا لك

اخر الافلام

.. تونس.. زراعة الحبوب القديمة للتكيف مع الجفاف والتغير المناخي


.. احتجاجات متزايدة مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية




.. المسافرون يتنقسون الصعداء.. عدول المراقبين الجويين في فرنسا


.. اجتياح رفح يقترب.. والعمليات العسكرية تعود إلى شمالي قطاع غز




.. الأردن يتعهد بالتصدي لأي محاولات تسعى إلى النيل من أمنه واست