الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة وحدها ترعبهم!

عديد نصار

2015 / 3 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


من المفيد، لا بل من الضروري ليسار الثورة أن يتذكر ويذكر أن شعوب المنطقة العربية قد أعلنت ثورتها منذ أكثر من أربع سنوات حين رفعت شعارها السياسي الأبرز: الشعب يريد إسقاط النظام.
ومن المهم أن نتذكر ردة الفعل المذعورة لركان النظامين الاقليمي والدولي على احتشاد الملايين في ميادين وشوارع تونس ومصر واليمن والبحرين وسوريا .. وبالأخص بعد سقوط الأنظمة الأمنية بشكل كامل في كل من تونس ومصر امام الحشود الشعبية، وكيف حاول النظام المصري الاستعانة بالبلطجية والنظام السوري اللجوء الى الشبيحة، وكيف عاد العاهل السعودي مذعورا الى بلاده بعد غياب طويل للقوطبة على الانتفاضات والثورات المتدحرجة التي عمت بلاد العرب.
أما النظام الايراني فوجد في سقوط النظام الأسدي مقدمة لوصول الثورات الشعبية الى عقر داره، فالتقت مصالح الأطراف الإقليمية والدولية جميعا على تطويق الثورات وإجهاضها وتلقين الشعوب درسا في الخضوع والطاعة. فكان السكوت عن مجازر الأسد في سوريا وعن تدخل حزب الله الى جانب النظام من جانب والتأييد المطلق والدعم اللا محدود لنظام الأسد من قبل النظام الايراني الذي حشد له المليشيات من كل حدب وصوب ليمنع سقوطه، في حين أن عصابات الخليج وقوى النظام العالمي شرعت الحدود للقوى الظلامية من كل أنحاء العالم لتدخل سوريا ومنحوها دعما غير محدود للقوطبة على الثورة ووضع الشعب السوري بين فكي كماشة القوى المضادة للثورة: النظام الدموي وحلفائه من جهة والقوى الظلامية الدموية من جهة ثانية.
أما في اليمن، وفي ظل ما يحدث اليوم، ينبغي أن نتذكر أن الشعب اليمني وقواه الشبابية الحية كان قد أطلق ثورته العظيمة منذ أكثر من اربع سنوات في وجه نظام علي عبدالله صالح والفساد والنهب والتخلف الذي أرساها في اليمن، ثورة من اجمل الثورات لم تلجأ قط الى السلاح رغم أن اليمنيين يحرصون على اقتناء السلاح أكثر من اي شيء آخر. مئات الشهداء سقطوا في مواجهة أجهزة نظام عفاش (علي صالح) وعصابته العائلية، واستمرت الثورة.
وفي خطوة للالتفاف على ثورة الشعب اليمني، جاءت المبادرة الخليجية لتنقذ صالح من المحاكمة عم اقترفت يداه، ولتنصب قوى الفساد السياسي بديلا لراس النظام.
وفي ذروة النشوة الثورية لم يتمكن الخليجيون من فرض إرادتهم فكان مؤتمر الحوار، وكان لا بد من التنصل منه بأي شكل من الأشكال.
هنا جاء دور الحوثيين. الحوثيون الذين نكل بهم نظام علي صالح وحشرهم في جبال صعدة باتوا اليوم حلفاءه. تخلوا عن الثورة شانهم شأن الاخوان المسلمين في مصر وسواها، وتحالفوا مع من نكل بهم، على وعد الدعم الايراني اللامحدود كما يحدث في سوريا. كانت الواجهة حوثية، والصلب علي ناصر محمد وابنه احمد الذي يرى له حقا (وراثيا) في السلطة كما بشار الأسد (!).
أما النظام الايراني فوجد في الحوثيين وفي حليفهم علي عبدالله صالح الذي يسيطر على قطاع واسع من الجيش، مفتاحا للهيمنة على اليمن واستخدامه ورقة للتفاوض على الهيمنة في الشرق، في ظل المفاوضات على الملف النووي مع الغرب. هذا الملف النووي الذي لم يكن الا ورقة ابتزاز للحصول على مفاتيح العراق وسوريا ولبنان.
تركت عصابات الخليج الحوثيين، ومن ورائهم علي عبدالله صالح، يتمددون في اليمن. يستولون على المدن والمؤسسات وينهبون المراكز الادارية والعسكرية والأمنية.. ويختطفون المسؤولين الحكوميين والاداريين... كان حكام الخليج يدركون تماما أن الحوثيين أغبياء وأن ايران لن تتمكن من إنقاذهم حين تحين الساعة، وأن اليمن لن يتحمل سلوكهم الأرعن الفارغ. وأن اليمن الذي يرزح تحت أوضاع اقتصادية وشعبه الذي يعاني الفقر لن يجد من الحوثيين وممن وراءهم أي حلول لمشاكله. اي ان الحوثيين لن يستطيعوا حكم اليمن، بينما علي عبدالله صالح وابنه أحمد ومن حولهما هم من يحاول استعادة السيطرة بواسطة الحوثيين.
هكذا ترك الحكام الخليجيون الشعب اليمني يعاني أشهرا طوال كي يأتي تدخلهم "منقذين" من الغول الحوثي، مرحّبا به، وبالتالي يمكنهم فرض أجندتهم كما يتمنون.
وبهذا ينجحون في طي صفحة الثورة. الثورة التي وحدها ترعبهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خطأ مادي واعتذار
عديد نصار ( 2015 / 3 / 30 - 19:00 )
بعد مراجعتي لمنشوري أعلاه تنبهت لخطأ مادي في هذه الفقرة من النص:
هنا جاء دور الحوثيين. الحوثيون الذين نكل بهم نظام علي صالح وحشرهم في جبال صعدة باتوا اليوم حلفاءه. تخلوا عن الثورة شانهم شأن الاخوان المسلمين في مصر وسواها، وتحالفوا مع من نكل بهم، على وعد الدعم الايراني اللامحدود كما يحدث في سوريا. كانت الواجهة حوثية، والصلب علي ناصر محمد وابنه احمد الذي يرى له حقا (وراثيا) في السلطة كما بشار الأسد (!). --
الخطأ كان في تسمية الرئيس اليمني المخلوع بـ-علي ناصر محمد- والصحيح هو علي عبدالله صالح.
فاقتضى التوضيح والاعتذار.

اخر الافلام

.. ما التصريحات الجديدة في إسرائيل على الانفجارات في إيران؟


.. رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني.. لحفظ ماء الوجه فقط؟




.. ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت فيه إسرائيل


.. بوتين يتحدى الناتو فوق سقف العالم | #وثائقيات_سكاي




.. بلينكن يؤكد أن الولايات المتحدة لم تشارك في أي عملية هجومية