الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سفراء قضية فلسطين 2

فاتح الخطيب

2005 / 9 / 22
القضية الفلسطينية


لقد تابعنا استدعاء كل سفراءنا خلال ايار المنصرم للاجتماع في رام الله, فتنفسنا الصعداء وقلنا ان تاريخا من فوضى المهام سوف يجلي عن واحدة من هذه الدوائر المهمة في دولتنا الحديثة.
لست هنا بصدد عرض ما جرى في ذلك الاستدعاء, فالمناوشات لا تزال قائمة بين الدائرة السياسية متمثلة برئيسها السيد فاروق القدومي وبين مكتب الرئيس محمود عباس, والتي نامل بان تسفر عن نتائج تليق بهذا الشعب العظيم وان تكون المقاييس الجديدة لاختيار موظفي هذه السفارات مبنية على اسس علمية اكاديمية, وكفى للمحسوبية ودور العشيرة في تحديد مصيرنا .

في مستهل الحديث عن سفاراتنا ودورها في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ دولتنا, اود عرض هذا المشهد الذي لا تزال صوره تثير كثيرا من التساؤلات لدي حول الدور الذي وجدت من اجله السفارات ولا سيما سفارات دولة فسطين. ففي واحدة من زياراتي ل ( مالي ) علمت بان لنا هناك سفارة في العاصمة ( باماكو ). ذهبت الى تلك السفارة فاذا هي عبارة عن بناية تضم سفيرا مع افراد اسرته, يشغل منصب سفير لاكثر من عشرين عاما هناك. وقنصلا وسكريتيرا وطبيبا لعيادات السفارة. وعندما استفسرت عن عدد الفلسطينيين في ذلك البلد, لم اجد غيري, مع العلم انني لم اكن امكث هناك وقتا طويلا, فما هي الا زيارات متقطعة اقوم بها من وقت لاخر, وعندما قمت بزيارة دول افريقية اخرى غير العربية لم يكن الحال مختلفا كثيرا, حيث ان الرعايا الفلسطينيين لا يتجاوز عددهم العشرات في الدول الاكثر حظا.

في بحثي هذا اود تسليط الضوء على غرفة مفترضة في مبنى سفارتنا والتي هي للاسف غير موجودة اصلا. فنحن نعلم بان مصاريف هذه السفارات وكادرها عالية جدا بحيث تشكل عبأ ثقيلا, ولا فرق هنا ان كانت هذه المصاريف ممنوحة من الدول المضيفة ام كانت مصروفة من خزينة الدولة, فهي بالتالي مقطوعة من قوت شعبنا. هذه الغرفة التي افترضها يمكن ان نطلق عليها اسم " الغرفة التجارية " وهي ليست ملحقا بل غرفة اساسية لها دورها المهم ان وظفت بشكل جيد سوف تقوم بتغطية نفقات هذه السفارات بل ربما تتجاوز ذلك بان تشكل موردا لخزينة الدولة. وعندما يتم اختيار موظفي هذه الغرفة التجارية على اسس علمية من ذوي الكفاءات الاكاديمية واصحاب الخبرة, سوف تكون الخطوة الاولى الصحيحة لتجاوز حالة من الشلل التي تصيب سفاراتنا .

فقد علمت بان بان لسفارتنا في ( غينيا ) مزرعة دجاج مجهزة بكل ما يلزم لتشغيلها, تتسع لمائة الف طير, لكنها معطلة , وعندما استعلم عن سبب ذلك العطل يقال لي بان مهام السفير كثيرة ولا يستطيع حمل كرتين في كف واحدة !
في مثل هذه الحالة سوف تقوم الغرفة التجارية المقترحة لتلك السفارة بعمل اللازم من تجهيز فريق من مجموعة من الفلاحين وطبيب بيطري من العاطلين عن العمل في فلسطين وهم كثر , واستثمارهم بتشغيل تلك المزرعة .
ولو علمنا بان هناك 520 دونما من الاراضي الممنوحة من حكومة ( مالي ) لابناء شهداء فلسطين الجاهزة للزراعة بابارها الارتوازية , مهيئة للعمل مباشرة , لكنها غير مستغلة, لنعلم فيما بعد ان السبب نفسه يتكرر هنا, فوقت السفير ضيق للغاية ولا تزال يده صغيرة لحمل كرتين في يد واحدة ( والذي دفعني للتفكير بانه في معرض اختيار السفراء الجدد بان تكون كفاتهم واسعة او نختار لهم كرات صغيرة !).
وهنا يأتي دور الغرفة التجارية باستثمار مجموعة من مهندسي الزراعة في تلك الارض .
وفي اكثر من دولة افريقية تتعطل عيادات سفاراتنا لاسباب واهية تستطيع هذه الغرفة حلها باقل جهد يذكر , فمثلا تعطلت الاجهزة الطبية واعطبت لعدم توفر مولد كهربائي خاص لتلك العيادات لا يصل سعره الى 5% من سعر هذه الاجهزة , وبالتالي حرمان فريق كبير من الاطباء الفلسطينيين من ممارسة العمل في كثير من هذه العيادات التي اصبحت مهجورة في انحاء الارض.
لو اخذنا بذكر ما يجري من فساد وتجاوزات في هذه السفارات فلن يكفينا جلسة واحدة لعرض ذلك ففي اسطول من السفارات الفلسطينية والتي يصل عددها الى ست وتسعون سفارة منتشرة حول هذا العالم , لو فسحنا المجال لكل غيور على مصلحة هذا الوطن للحديث عن هذه السفارات لتكشف لنا الكثير من الممارسات القاتلة في كثير من الاحيان .

نعود لغرفتنا المقترحة والتي سوف تقع على عاتق من يشغلها مهام كثيرة وسوف اترك الحديث عن هذه التفصيلات لذوي الاختصاص في هذا المجال من الاكاديميين الاكفاء , وانا على ثقة بانهم سوف يشبعون هذا البحث دراسة وتمحيصا وافكارا نيرة تعود على وطننا بالخير الوفير.
ومن خلال تجربتي في مجال التجارة سوف اذكر بعض التوصيات ربما كانت مفيدة , كأن تقوم الغرفة بالاعمال التالية :
• دراسة الموارد الطبيعية للبلد المضيف وتبويبها بشكل يسهل تناولها .
• جمع المعلومات عن الصناعات المهمة في ذلك البلد .
• حصر كل العناوين المهمة للشركات والمصانع .
• ربط هذه الغرف التجارية ببعضها من خلال برنامج متطور بحيث يسهل تبادل المعلومات بينها .
• تخزين كل هذه المعولمات لدى الخارجية واصدار نشرات تعني بفرص الاستثمار ضمن المعطيات لهذه الغرف .
وهناك نقطة مهمة اود التركيز عليها هنا وهي ان الكثير من هذه الدول تقدم التسهيلات لسفاراتنا تعاطفا مع قضيتنا , فلو وظفت هذه التسهيلات بشكل جيد سوف توفر فرصا لعمل الكثير من العاطلين عن العمل من شبابنا .

فاتح الخطيب /هولندا
21-09-2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة شرقي نابلس وتحاصر أحياء في مدينة را


.. قيادي في حماس: الوساطة القطرية نجحت بالإفراج عن 115 أسير من




.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام