الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لحظة طفو على بحر اليباس

الهادي قادم

2015 / 4 / 1
الادب والفن


أتحرك حول ذاتي ساكنا في حيز وضيع حائرا في أمري
أفكار معقدة تتلبس رأسي , اقرأ شيء من جمهورية ارسطوكليس
أمر بعجلة متلصصا الأروقة السرية لبلاط بيركليس
أتقمص شخصيات الاشراف الأرستقراطين لدقائق
أقارنها بحداثة زيف حياة اللاهوت اليومي في قريتي
التفت يمنى ويسرى لأعود ثانية فارس في صفوف المحاربين
تغريني التمثيلية ودوري المتذبذب فيه بين الحكيم والحاكم والجنرال في عالم وهمي على
صفحات الكتاب
اخرج من غرفتي الطينية التي تتوسط الصحراء كاحدى اهرامات البجراوية العتيقة
أنظر هنا وهناك على مد بصري لأتأكد بأنني لست واحد من الحرفيين أو عبد في بلاط أمير
أعود الى الداخل , أعيد ترتيب أفكاري من أخر سطر توقفت عن القراءة فيه
أسرح بخيالي بعيدا متجاوزا كل البحار والتلال في عالمي الحاضر متجذرا في ادغال كهوف الماضي
أتحسس ذاتي في معمعة طوباوية الايقاع عبر اسطر الكتاب الفلسفي المنفرج الفخذين أمامي
بفجائية الضيف ثقيل الظل يتسلل الفلم 2012 ونهاية العالم وزعل الطبيعة وركوعها وبكائها
علينا نحن البشر ومن شرورنا فيها الى ذاكرتي القلقة
أبتسم ابتسامة فرحزنية يحمل في طياته روائح ياسمين تلك الفتاة التي احببتها دهرا
رغم تقشف الحياة ومؤامراتها الخيفة التي تتفق و نوايا الالهة
أتصورها أميرة مطرفة الحياة تجرجر ثوبها كالطاووس في معيتي
وتارة اخرى أتصورها لم تكن من ركاب السفينة لتنجو من الطوفان النوحي الحديث
أنا ايضا على قمة مرتفعات الافريست أحظى هناك بموجة غاضبة وأغرق باحث عنها
بسرعة الصقر المدرب أقطف الفكرة عن مخيلتي وأرميها بعيدا لتنهشها الذئاب
أعود الى صفحة الكتاب مرة اخرى لعلها اقرب الى واقع بلدي المتخلف الذي يحكم بالتابوهات
أعيد رسم ياسمين على لوحة الواقع بالوان العادات والتقاليد المعتمة الظلام , اجدها تصدت
أعرضها في صالة بطريركية الذوق لأشبع بحبها في فنتازيا الاعماق , اجدها تحطمت ضيقا
يدخل صديقي المتعجرف والمستعلي على روتينية موروث الحياة , يجلس بلا تحية
أرمقه بضجر ولكن أقرب الى الشوق , أسأله ما هي حتمية نتائج الارتباط المحافظ للنوع
عبر التناسل البيولوجي المفضي الى هيمنة مجتمع اقرب الى عصر المماليك ؟
قلع نظارته الطبية بثقة من ضاجع الحياة الاف القرون وقال :
في بلاد الله المشتعلة حربا بمذلة العقل , لا قدسية فيه لشيء سوى أسر الحب في رحم النساء
فلا تأسر حبك حتى ينمو سائرا على ارجل بائسة لتطفو يائسة على بحر اليباس مطاطة الرأس
في ارض يكسوها شجيرات الرثاء شرايينها جافة من قطرة دماء حد الانحناء و البكاء
دعك من رتابة الحب في بلاد وأد طفولتها ووارى جسمانها الاباء
وهيا لنتمشى على الميناء لنرشف شيئا من العرق البلدي لننتعش في هذا المساء
ولننحت على صخور الشعر قصائدا تهمس بنا ولو لمام بعدما يطوينا الفناء
01 Apr 2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا