الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سماء بلا نجوم قصة قصيرة

محمد عبد الله دالي

2015 / 4 / 3
الادب والفن


سماء بلا نجوم
في طريقنا الى العمل ،كان محدثي يشرح لي ظروف العمل وصعوباته والمجازفة أحينا للوصول لهُ .تحسر والعبرة تخنقه ، قائلاً من اين أبدأ بالحديث ؟ كنا يوما مجتمعين ننتظر المخرج للقيام بالتمرين على مسرحية كتبها احد المبدعين ،وطال انتظارنا ، وبعد فترة جاءنا خبر إن زميلكم يرقد في المستشفى ، نتيجة لتعرضه لانفجار قام به إرهابي وهو في الطريق ، هرعنا جميعاً له أملا أن نقدم له المساعدة ، وعلى أثرها تأجل العمل .
ـــ حسناً وعملكم في مجال التشكيل والفنون الجميلة الأخرى ؟ قال: ــ
ـــ إنها في أردأ حال ، قبل أيام داهمتنا جماعة ملثمة تدعي إنها تحافظ على ذائقة الناس ،وإن عملنا منافٍ للذوق العام ،وإننا ننشر الفاحشة ، فعليه توقفنا عن العمل لفترة ،، وأرسلوا لنا تعليمات ، يجب إتباعها أثناء العمل .
وأما في قسم آخر من العمل ، كان احد النحاتين الشباب يضع اللمسات الأخيرة على عمله ، ليقدمه إلى لجنة التحكيم ، تفاجئنا إن الاحتفال قد تاجل لفترة من الزمن لتزامنه مع مناسبة دينية ، شرحنا للمسؤولين عن الاحتفال انه جزء من الدراسة ، وان العمل مناقشة رسالة الماجستير فلم نفلح .سادنا صمت لبرهة من الزمن ، استأنف محدثي قائلاً : ــ
ـــ منذ يومين غادرنا الى مكان بعيد زميل لنا ، ولم نتمكن من توديعه .
ـــ قلت له ،ان ساحتنا الادبيه والفنية ,ستفرغ من المبدعين .وقبل ان نفترق وقفنا قليلا ليودع احدنا الأخر بنظراته ، والألم بات واضحا على وجهينا ,سنتحدث في وقت لاحق ,افترقنا كل منا اتجه إلى عمله ,هو الى كلية الفنون الجميلة وإنا اعمل محررا في إحدى الصحف المحلية .
تبادر إلى ذهني سوف انشر ما يجول في فكري وأبث همي لكل الناس ، لكن من أين أبدأ ؟ من الكاتب الذي أصابه المرض وانزوى في بيته ولم يسال عليه احد ؟أو أبدأ من فنان سقط على خشبة المسرح ولم يلتفت إليه أحد ؟ أو ذلك الفنان الذي غادرنا وهو في أوج عطائه ،إلى إحدى الدول الغربية ثم ترك فنه وطموحه ؟ أو ارجع بذاكرتي إلى فنان ملأ الساحة الأدبية بفنه و إبداعاته ، والآن نسمع عنه في الخارج إنه قدم أجمل الأعمال وحاز على جوائز عديدة ومن دول عرضت عليه جنسياتها فرفض . رنً هاتفي وقطع تفكيري .
ــ صباح الخير أستاذ .
ـــ أهلا وسهلا آخي العزيز .
ـــ نرجو حضورك لتأبين احد أفراد كتابنا الراحلين في مقر الاتحاد .
كان الخبر قد وقع على سمعي مثل الصاعقة ،فقلت إنا لله وإنا إليه راجعون .إن الأمور تبدو تسير باتجاه مغاير ، بما يقال بأننا ندعم الأدب والفن ،حدثت نفسي قائلاً :ــ
ـــ إن كل الدول أو الأنظمة ،تعتمد على الثقافة والمثقفين لتنوير شعوبها ،وإيصال الحقيقة عن طريق المسرح او بقلم الصحفي او الأديب ونقل الصورة والحدث في آن واحد لما لهما من دور مهم في الحياة . والرد على الأفكار الصفراء التي تعجز البندقية بالرد عليها .وتفاعل المثقف مع محيطه له اثر واضح من خلال ما رأيناه ،عندما وضفة الأنظمة السابقة الفن والقصة والرواية والمسرح لخدمة مصالحها الخاصة ،وخاصة الأنظمة الشمولية ، توقف عن التفكير، ثم دلف إلى دائرته ، وهو شارد الذهن من تزاحم الأحداث والأفكار .نسيَ وهو يتجه إلى مكتبه أن يلقي التحية على زملاءه .
ــ قال زميل له ( اليوم الدنيا غيم )
ــ انتبه ! آسف إخوان عن الحوادث التي تجري على الساحة تدعوا إلى الآسف ، لما يحصل لنجومنا ،إنهم يتساقطون واحداً بعد الآخر، وكلما نسمع إنا فقدنا كاتباً أو فناناً ومسرحياً ،أظن إن دورنا قادم .
ـ رد عليه أحد زملاءه .. لا تكن متشائماً ؟!إن الغيوم لا يمكنها حب النجوم والشمس ستشرق .
ـ شاركهم زميل آخر بعد القي قلمه على الطاولة .أم سمعت ماذا قال الشاعر الشعبي الكبير ؟( يا ربات الشمس غطى الشمس غربيل)
( هلبت مات جيفارا وهلبت هوشي منه انقطعت أخباره )
ــــ رد عليه آخر قائلاً : ــ
ـــ اكتب ...اكتب ولا يهمك ،رفع قلمه ..انظر لهذا القلم سيزلزل عروش ؟
،ضحك الجميع رغم المهم .أجابهم .
ـــ ستستمر الحياة بالرغم من غياب النجوم ، ستلد السماء نجوم جديدة !!
الكاتب والقاص
محمد عبد الله دالي الرفاعي
في 3/4 /2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا