الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجزء الخامس : اللوبى الاسرائيلى على أفريقيا ... والحروب الباردة للجيل الثالث

عربى عيسى

2015 / 4 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


التسويق الاعلامى وأظهار السلبيات فقط وترسيخه فى ذهن الذاكرة الأفريقية .... مع غياب الاعلامى العربمصرى ... حيث وأنت فى وسط أثيوبيا واحراش أفريقيا ... وتشاهد الفضائيات تجد قنوات الجزيرة والقنوات الاسرائيلية والامريكية متصدرة المشاهدة عن باقى القنوات الاعلامية.
1-الخبرات السلبية
يشكل الإدراك الإفريقى التاريخى بالعرب كتجار للرقيق معوق مهم للتفاعل الإيجابى بين الطرفين خصوصا وأن الإسترايجيات الإسرائيلية تحافظ على وجوده حيا فى الذاكرة الإفريقية ، وتسعى الى تجسيد نماذج معاصرة له مثل أزمة دارفور التى طرحت عالميا بإعتبارها صراعا بين العرب والأفارقة وتم تدعيم هذه الصورة بتدشن جناح لدارفور بمتحف الهولوكست بواشنطن . وربما تكون توجهات قمة سرت العربية الإفريقية 2010بالإعتذار عن هذه الفترة خطوة مهمة لابد من إستكمالها بدراسة هذه الفترة وتحديد الدور العربى فى هذه التجارة مقارنة بالدور الغربى مثلا وإتخاذ الإجراءات المناسبة لقبر الإدراك الإفريقى السلبى إزاء العرب .
ويقع فى إطار الخبرات السلبية الإفريقية أيضا إرتباط العلاقات العربية الإفريقية بمتطلبات وظيفية دون إرتفاعها لمستوى الإستراتيجيات الشاملة ومن ذلك متطلبات الصراع العربى الإسرائيلى أو متطلبات النظام الليبى على فترة القذافى من مكايدة العرب وبناء مكانة بديلة للقذافى عن مكانته فى ليبيا كمدخل لتوريث الحكم الى نجله سيف الإسلام.
2- التنافس العربى العربى فى إفريقيا
عانت العلاقات الإفريقية العربية من ظاهرة المنافسة المضرة فى أحيان كثيرة ولم يكن لهذه العلاقات إطار فعال شامل، وقد أستطاع الأفارقة الإستفادة من هذه الظاهرة ولكن بشكل جزئى محدود فبينما كان التنافس العربى مضر للأطراف العربية حقق منافع إفريقية جزئية وربما تكون المعالجات العربية لأزمة دارفور نموذجاً ممثلاً لهذه الحالة حيث حرصت ليبيا فى وقت القذافى أن تقلص مساحة القاهرة فى التعاطى مع هذه الأزمة بمقايضات حول إستبدال سرت بالقاهرة أحيانا فى الفترة 2005- 2006 ، كما مارس القذافى شخصياً نوعا من الوشاية بمبارك لدى السودان لانعلم على وجه الدقة مدى مصداقيتها ولكن يبدو أنها مؤثرة فى الموقف السودانى من مبارك بعد رحيله عن الحكم . وفى هذا السياق أيضا يمكن أن نشير إلى التفاعل العربى مع الإحتياجات الإنمائية لإقليم دارفور حيث جرى تنافس بين القاهرة والدوحة فبينما سعت الأولى إلى الدعوة لمؤتمر للمانحين تحت مظلة جامعة الدول العربية ، تمويلا منفردا لإقليم دارفور ويبدو أن كلا المجهودين غير مقنع للحكومة السودانية ، ولم يحرز نتائج على الأرض بدليل أن الخرطوم تطلب حاليا دعماً من الأمم المتحدة فى عملية بناء آبار المياه فى الإقليم والدعم فى عودة النازحين من المعسكرات إلى قراهم .
وفى أوغندا أيضا جرى تنافس مصرى ليبى طبقا لشهادات بعض الدبلوماسيين المصريين . وإجمالاً نرى أنه بالتأكيد لايمكن منع التفاعل القطرى العربى تجاه أى دولة إفريقية لكن من المطلوب أن يكون على قاعدة التنسيق وعدم الإضرار من جانب دولة عربية لأخرى لإن المحصلة ستكون خسارة عربية منفردة أو مجتمعة .
3- تراجع الدين الإسلامى كرابط موحد
أسفر التوظيف السلبى للدين الإسلامى يد حركات التطرف وسوء إستخدامه في خلافات محلية قبَلية أو حتى عائلية، داخل أفريقيا “وخارجها” عن حالة من القلق عطّلت دوره التاريخي في وقت أحوج ما تكون فيه أفريقيا إلى هذا الدور.
وفى هذا السياق إستطاع الإسرائيليون إختراق حتى المجتمعات الإسلامية- الإفريقية التي كانت تنظر إلى إسرائيل نظرة رفض وإستعداء. ومن مؤشرات ذلك أن إسرائيل حيث حصلت على موافقة بلدية مدينة” توبا” معقل الحركة الصوفية بالسنغال وبغرب إفريقيا كلها لإقامة شبكة لتوزيع مياه الشرب ولمعالجة مياه الصرف الصحي. كما أقدمت نيجيريا، أكبر دولة من حيث عدد السكان في أفريقيا وبأكثرية إسلامية، على إستيراد معظم حاجتها من الأسلحة الإسرائيلية .
وقد كانت أهم العوامل المستجدة لنجاح التغلغل الإسرائيلي في أفريقيا هو القلق الأفريقي من العمليات التى تقوم بها حركات التطرف الإسلامي من جهة أولى، وفي لجوء العديد من الدول الأفريقية إلى جهاز المخابرات الإسرائيلي “الموساد” للحصول على المعلومات التى تساعدها على مواجهة هذه العمليات من جهة ثانية، ومن هذه الدول إثيوبيا وكينيا وأوغندا وحتى نيجيريا.
ومن خلال ذلك، تمكّنت إسرائيل ليس فقط من إختراق الأجهزة الأمنية في هذه الدول، ولكنها أصبحت قادرة على توجيه هذه الأجهزة لضرب الحركات الإسلامية سواء كانت حركات متطرفة أو حركات دعوية معتدلة.
كما تمكّنت من أن تطرح نفسها عاملا أساسيا للمحافظة على الأمن والإستقرار في أفريقيا.. وعلى تشويه صورة الإسلام على أنه عامل إرهاب وتخريب.
4- ضعف الإطار المؤسسى
تشكل آلية القمة العربية الإفريقية آلية مناسبة لتفعيل العلاقات العربية الإفريقية شرط تفعيلها وأن تؤسس لمبدأ الشراكة الإستراتيجية بين العرب والأفارقة التى من المطلوب أن يتوافر لها شروط الندية والتكافؤ والمنافع المتبادلة لصيانة السلم الإقليمى فى إفريقيا والتقدم فى عملية التنمية الإقتصادية .
وفى هذا السياق يمكن البناء على ماتوصلت إليه قمة سرت من تفعيل التعاون المؤسسي الإقليمي وإعطاءه أولوية متقدمة، حيث تم الإتفاق على حضور كل من الإتحاد الأفريقي والجامعة العربية في الجلسات العلنية والمغلقة للإجتماعات التي تعقدها كلتا المنظمتين، ومن شأن هذه الخطوة أن تعزز مستوى التفاهمات المشتركة والإدراك المتبادل إزاء التحديات التي يواجهها كل من العرب والأفارقة على جميع الجبهات فى حالة من الشفافية والوضوح .
كما أكتسب ملف التطبيق الأفريقي لمبادرة دول الجوار العربي التي تبنتها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، والتي تقوم فكرتها الأساسية على تكوين رابطة إقليمية لدول المحيط العربي على الجانبين الشرق أوسطى والأفريقي تكون مهمتها الأسياسية تعظيم المصالح المشتركة وتوفير الأمن لأعضاء الرابطة والعمل على تبنى سياسية تنمية شاملة فيها.وفى هذا السياق تم عرض إقتراح بإنضمام ” تشاد” لرابطة الجوار العربي على إعتبار أن المكون العربي في هويتها واضح، كما أنها من الدول المؤثرة على الإستقرار في منطقة وسط أفريقيا عموما والسودان خصوصا ، ويبدو أن هذه الإقتراحات خطو من طريق طويل لابد أن يقطعه كل من العرب والأفارقة وصولاً إلى تحقيق مصالح شعوبهم فى الرفاه والتقدم .
10- كيف يتدارك العرب الموقف الإسرائيلي ؟
أمام العرب فرصة تاريخية لتدارك التغلغل الإسرائيلي في أفريقيا وتحجيمه وذلك من خلال تحرك سياسي ودعم اقتصادي و التحرك السياسي ينطوي على تفعيل دور البعثات الدبلوماسية العربية في الدول الإفريقية فلم يعد كافياً أن يظل السفراء وأعضاء البعثات داخل القصور والمنتجعات دون أن يشاركوا في الحياة العامة من خلال التعاطي مع منظمات المجتمع المدني وتوسيع دوائر الحوار معها ومن خلال المنتديات والمناسبات القومية بمعنى أن يتحرك العرب إيجابياً لكسب ثقة وود الأفارقة وأن يكون للعرب دور في حل النزاعات العرقية والطائفية من خلال وساطات بين القوى المتنازعة وهذا لن يكون بدون الشق الآخر وهو الدعم والمساندة الاقتصادية أخذاً في الإعتبار المصالح المشتركة بين العرب الأفارقة والتي تتغذى في جانب كبير منها على وحدة العقيدة خاصة في البلدان التي يمثل المسلمون فيها غالبية السكان … وأرى في هذا السياق ما يلي:
1-زيادة حجم المعونات والهبات والمنح إلى الدول الإفريقية كمساهمة عربية في إقامة البنية التحتية في هذه الدول (كشق الطرق وخطوط المواصلات والإتصالات ) فضلاً عن المساهمة في مكافحة الأمراض المتوطنة وإنشاء المستشفيات والمدارس .
2-تخصيص مبالغ لأقراض هذه الدول بسعر فائدة مميز ضئيل ويسدد على آجال طويلة .
3-العمل على إقامة إستثمارات مشتركة في مجالات الزراعة والتصنيع وهذا يعمل على تحقيق فائدة للجانبين .
4- فتح أبواب الجامعات والمعاهد أمام الأفارقة وهذا التوجه بالذات يخلق ترابطاً عضوياً وثقافياً بين الخريجين والعرب يمثلون مخزوناً من رجالات المستقبل المرتبطين بالدول الذين درسوا وعاشوا فيها (كانت فرنسا رائدة في هذا التوجه أبان استعمارها لبعض الدول الأفريقية .
5- زيادة حجم التبادل التجاري بين الدول العربية والإفريقية وتعظيم التواجد العربي فيها من خلال إقامة المعارض الدولية والبعثات الترويجية .
فإن السلوك العربي تجاه التمدد الإسرائيلي في أفريقيا ينبغي أن يكون محكوماً بخطورة البحر الأحمر، الذي تتقاسم حدوده عدد من الدول العربية مجتمعة، كونه لا يزال ماثلاً في ذهن القيادات الإسرائيلية المتعاقبة.
ونظراً لغياب قواعد عربية واضحة تحكم أمن البحر الأحمر، ومع استقلال إريتريا عام 1993، وابتعادها عن النظام العربي، فإن إسرائيل في ظل العلاقات المتجددة مع أفريقيا، ستضمن تلبية مطالبها الأمنية الخاصة بالبحر الأحمر، وانطلاقاً من ذلك ستحاول جاهدة الإستفادة لأقصى درجة من أجل تدعيم احتياجاتها الخاصة بالهيمنة والتوسع.
كما أن طبيعة الموقف العربي من إستدراج إسرائيل للدول الأفريقية المجاورة لها، لا بد أن يأخذ بعين الاعتبار رغبة تل أبيب بإعادة ترتيب التوازن الإقليمي في المنطقة، المرتبط حتماً بالأمن القومي العربي عموماً، والمصري تحديداً، على ضوء العلاقات الصومالية الإثيوبية الإريترية، لا سيما أن الوجود الإسرائيلي في المنطقة يساعد على تحقيق متطلباتها الأمنية.
في هذا السياق، لا بد لدول الجوار العربي مع نظيراتها الأفريقية، أن تكون على دراية واسعة بالموقف الإسرائيلي منها، وسعي إسرائيل لتحقيق أكثر من هدف واحد، إذ إنها تقدم نفسها للعالم الغربي بوصفها المدافع الأول عن القيم الديمقراطية العلمانية في مواجهة الحركات الإسلامية، ومن جهة أخرى تحاول مساعدة الدول الأفريقية في ميادين الاستخبارات والتدريبات العسكرية
ولهذا نحن أمام إختبار جديد في القارة السمراء في مواجهة الطموح الإسرائيلي بعيد المدى المتمثل في تدعيم موقفها في الدول الإفريقية فبعد أن كانت أهداف إسرائيل في بداية قيام الدولة فك الحصار العربي المضروب حولها أصبحت أهدافها أكثر خطورة وأهم من حيث النتائج على الموقف العربي عامة ومصر على وجه الخصوص . وفي كل الأحوال فان هناك تراجعاً غير مسبوق في الموقف العربي تجاه أفريقيا يقابله إهتماماً متصاعداً من قبل اسرائيل .
ونظرة على التواجد الإسرائيلي في أفريقيا نلاحظ أن البدايات كانت من مدخل اقتصادي بحت تمثل في الخبرات الإسرائيلية المتمثلة في المجالات الزراعية التي يمثل العمود الفقري لاقتصادات العديد من الدول حيث قامت إسرائيل بتطوير شبكات الري والصرف وإستنباط المحاصيل وتوفير الأدوية البيطرية وهي المجالات التي كانت تفتقر إليها هذه الدول … وتطورت هذه العلاقة إلى تقديم إسرائيل خبراتها في التدريب العسكري للجيوش الوليدة التي كانت تفتقر إلى الخبرة فضلاً عن توفير السلاح وتقديم منح تدريبية في المؤسسات العسكرية الإسرائيلية ـ مع إقامة مشروعات مشتركة لإستخراج المعادن وعلى الرغم من كل هذه الترتيبات فقد ظلت إسرائيل محدودة التأثير في القارة حيث كانت مصر آنذاك تتمتع بتأثير طاغ في أفريقيا من خلال دورها الرائد في إحتضان حركات التحرر الوطني في القارة ومساندة العديد من دولها في الحصول على إستقلالها ( إحتضنت مصر بعض الوقت عدد من الثوار الأفارقة الذين قادوا فيما بعد حركة النضال ضد الإحتلال فى بلادهم أمثال سامى انجوما و بانريس لومومبا وغيرهم كثر ) فضلاً عن العلاقات المتميزة التي كانت تربط مصر بالقادة التاريخيين في القارة كالرئيس نكروما والرئيس سيكوتوري … ولكن من الملاحظ أن الوضع تغير تماماً فبعد معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية … بدأت أصابع إسرائيل تعبث بشدة داخل العمق الأفريقي إستغلالاً لعلاقاتها مع مصر والتي خلقت مبرراً كبيراً لبعض الدول الإفريقية لإعادة علاقاتها المقطوعة مع إسرائيل منذ حرب 1967 فضلاً عن إفساح المجال لدول أخرى لإقامة علاقات مع إسرائيل ذلك في ظل غياب دور عربي فاعل على كافة الصعد فبإستثناء بعض المعونات الاقتصادية الضعيفة التي تقدمها بعض الدول الخليجية وصندوق مساعدات هزيل من جانب مصر فإن السمة الغالبة على مجمل العلاقات العربية الإفريقية تشير إلى هشاشة وتدني هذه العلاقات … أما على الصعيد السياسي فإن العرب غائبون تماماً إلا من محاولات يقوم بها الرئيس الليبي وهي محاولات إعلامية إعلانية قبل أن تكون بمثابة محاولة جادة يمكن أن يكون لها دورا مؤثرا في تحجيم التمدد الاسرائيلي في القارة الافريقية.
وخلال شهر سبتمبر الماضى قام وزير الخارجية الاسرائيلي السابق بجولة الي عدد من دول أفريقيا وتعكس هذه الجوله إهتماماً إسرائيلياً كبيراً بأفريقيا الهدف من وراءه تحقيق ما يلي:
- ضمان الدعم السياسي للسياسات الإسرائيلية في المحافل والمنظمات الدولية.
- التأثير ومحاصرة الدور الإيراني المتنامي في القارة وإظهار إسرائيل في صورة البديل الكفء لدور عربي ودورا إيراني متصاعد .
- فتح أسواق هذه الدول للتقنيات الإسرائيلية خاصة في مجالات الزراعة والري ومشروعات البنية الإساسية والصناعة الإستخراجيه فضلاًعن تقديم الخبرت الإسرائيلية فيما يتعلق بتسويق منتجات هذه الدول في الخارج.
- توفير مستلزمات إسرائيل من السلع الوسيطة ومدخلات الإنتاج خاصة فيما يتعلق بالمعادن على وجه الخصوص الماس الذي تعتبر إسرائيل أحد أهم الدول التي نجحت في تشغيله إضافة إلى اليورانيوم الذي تحتاج إليه إسرائيل لتشغيل مفاعلاتها التووية أو كعنصر احتياط لتوفير الطاقة مستقبلاً .
- الحصول على عقود إستخراج النفط والغاز خاصة وأن الشواهد تشير إلى أفريقيا تقوم على مخزون ضخم من هذه الخامات خاصة وأن إسرائيل دوله مستوردة للطاقة وتأمل تأمين إحتياجاتها المستقبلية … هذا بخلاف تشغيل معامل التكرير وصناعة البتروكيماويات والتي تمثل جزءاً هاماً في الصناعة الإسرائيلية.
- تنمية صادرات السلاح إلى هذه الدول خاصة وأن بعضها يعاني من إرتفاع وتيرة الحروب الأهلية وتزايد ظاهرة النزعات العرقية .
- محاصرة التيارات السلفية المتشددة والتي قد يكون وصولها للسلطة في غير صالح إسرائيل دلخل بلداتها باعتبار أن هذه التيارات ترى في إسرائيل دولة غاصبة عنصرية يتعين مقاطعتها وهي في هذا الصدد توحي للحكومات إمكانية تقديم الدعم بالسلاح والخبراء كي تتمكن من القضاء على هذه الحركات
- إيجاد غطاء قانوني لأجهزة المخابرات (الموساد) وغيرها للتواجد في أفريقيا من خلال السفارات والتي يمكن لهذه الأجهزة من خلالها الوقوف على كافة المتغيرات التي تحدث على الطبيعة وتعني ذلك إمكانية التدخل والتحسب لأي تطورات تحمل تغييراً في الموقف ضد إسرائيل وفي هذا السياق كما هو معروض تعمل أجهزة المخابرات الاسرائيلية على خلق حاله من التوتر بين الطوائف والعرقيات ضماناً لتمييع المواقف تجاهها فضلاً عن أن حالات الإنفعال داخل الدول الإفريقية تعد تعنفاً لتجارة السلاح الاسرائيلي وتأكيداً لهذا نجحت اسرائيل في إستقطاب بعض زعماء الحركات الإنفصالية كما حدث مع إحدى الفصائل بدارفور التي إفتتحت لها إسرائيل مكتباً في تل ابيب ولا يمكن يحال إستبعاد اليد الإسرائيلية في دلتا نهر النيجر بنجيريا أو في تغذية الخلافات بين إثيوبيا وإريتريا خاصة بعد إبتعاد إريتريا بعض الشيء عن اسرائيل
- تنمية تجارة الخدمات الإسرائيلية متمثلة في إقامة المصارف والمدارس والمشروعات الخدمية المشتركة فضلاً عن تشجيع السياحة إلى إسرائيل وكل هذه تصب في صالح الاقتصاد الإسرائيلي
تم يأتي دور الطموح الاسرائيلي في الحصول على نصيب من مياه النيل وهي في ذلك تملك من المغريات التي يمكن أن تنخدع بها دول حوض النيل والتي تتمثل كما ذكرنا فيما تقدمه من خدمات لهذه الدول حتى أن خبراء إسرائيلين يشاركون في حماية بعض المسئولين الأفارقة وها هي إسرائيل من وراء ستار تحرض دول الحوض على إعادة النظر في إتفاقيات مياه النيل ثم بعدها تكون طلباتها من دول الحوض مجابة
أخيراً.. فإن التغلغل الإسرائيلي نحو القارة الأفريقية يحمل في طياته الكثير الكثير من الدلالات الخطيرة، لا سيما مع تغير تحالفاتها القديمة مع الأنظمة المتساقطة، وتحولها من “دول جوار” إلى “دول سوار”، تضيّق الخناق عليها، مما يحتم على صناع القرار الإسرائيلي البحث عن حلفاء جدد، هم في أمس الحاجة لها في المجالات الاقتصادية والأمنية والعسكرية، وفي المقابل يضع أسئلة كبيرة مكلفة على الجوار العربي للأفارقة، بضرورة التنبه والتيقظ لما قد تخبئه المرحلة القادمة التي قد تحمل في طياتها نفوذاً إسرائيلياً غير مسبوق على حدودهم الجنوبية والشرقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟


.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على




.. شهداء جراء قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة الجزار في مدينة غز


.. قوات الاحتلال تقتحم طولكرم ومخيم نور شمس بالضفة الغربية




.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية