الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
تونس بين إرهابين
يوسف بوقرة
2015 / 4 / 7الثورات والانتفاضات الجماهيرية
مازالت الأحداث الدّامية التي شهدها متحف باردو بضواحي العاصمة التونسية والتي خلفت عشرات القتلى والجرحى معظمهم من السيّاح الأجانب تلقي بظلالها على المشهد السياسي والأمني في تونس. في تونس اليوم «لا صوت يعلو فوق صوت الإرهاب»، عبارة تذكّرنا بأخرى مشابهة ميّزت الخطاب السياسي في دول شرق المتوسّط طيلة عقود ولم نرَ لها أثرا إلاّ في لبنان واليمن زمني الوحدة والانقسام.
لا حديث في تونس إلاّ عن الإرهاب وأنسب الطرق لمقاومته: ضربات استباقيّة وعمليّات استخباراتية ودعوة المواطنين إلى اليقظة وإبلاغ رجال الأمن الرسميين منهم والمتطوّعين عن كل تحرّك مشبوه في الجبال والسهول وفي الأرياف وفي المدن وفوق الشجر وتحت الحجر. وأصبحت الطرقات المحيطة بالمدن تعجّ بالتشكيلات الأمنيّة لمراقبة الوافدين إليها لا المغادرين لها مع التركيز على ذوي اللّـحيّ المسدلة لأسباب عدّة: اتباعا لسنّة أو إخفاء لجرح غائر في الوجه أو لعدم اكتراث ويأس من مقابلة مسؤول حكوميّ تقتضي بروتوكولات إجرائها حلق اللحية.
وجدت وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب في حادثة باردو الدجاجة التي تبيض مادّة دسمة يسهل ترويجها وعادت بطولات رجال الأمن إلى واجهة الأحداث حيث أصبحت تتصدّر عناوين النّشرات الإخبارية وتحتل الصفحات الأولى للصّحف المستقلة والمتحزّبة ومن لا هويّة لها في مشهد يذكّرنا بالأيام الأولى التي تلت مغادرة الرئيس المخلوع للبلاد في أواسط يناير2011 عندما خرج رجال الأمن للتظاهر في الشوارع. كما دعا «خبراء أمنيّون» إلى التعجيل بإحالة قانون الإرهاب، أم القوانين في تونس ما بعد الثورة، على أنظار نوّاب الشعب والعناية بشهداء المؤسّسة الأمنيّة بينما غاب في الزحام شهداء ثورة 17كانون الأول / ديسمبر 2010 والذين سقطوا بفعل فاعل مازال مبنيّا للمجهول وكل المؤشرات تدلّ على أنّه سيظل كذلك.
ومقابل هذا التركيز المشبوه على محاربة الإرهاب بقيت أمّهات القضايا التي تهمّ التونسيين حبيسة أدراج المكاتب بينما أحيل ما بقي منها إلى هيئات دستوريّة اسمها مشتقّ من مثل وقيم لا مكان لها إلا في كتب الفلاسفة.
ظهرت عبارة «الحرب على الإرهاب» لأوّل مرّة على شاشة قناة «سي ان ان» وغيرها من القنوات التلفزيّة الإخباريّة الأمريكيّة إبّان إعلان الحرب على أفغانستان أوائل هذا القرن وبدأت ذات العبارة تميّز الخطاب السياسي الرّسمي في تونس، وإذا كانت حرب الولايات المتّحدة على الإرهاب قد أدّت إلى تدمير بلدين هما أفغانستان والعراق فإنّ حرب تونس على الإرهاب باتت مطيّة لسلب ما جناه الشعب من فتات هذه الثّورة، كما أصبح شعار الإعلام المرئي التونسي في هذه الأيام «بالروح بالدم نفديك يا وطن»، وطن لم نفده زمن الحراك الثّوريّ المعلوم فما بالك زمن الإرهاب المجهول!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - الارهاب التونسي بابناء بلدي العراق
سهير جابك
(
2015 / 4 / 7 - 21:04
)
اين كنت مما فعله الارهاب التونسي بابناء بلدي العراق فكانوا ولازالوا يفجرون اجسادهم النتنة ويفتكون بالابرياء٠-;- لم نسمع صوتا خجولاً واحداً يندد او يعتذر عن فظاعاتهم واجرامهم٠-;- هل تعلم ان هناك اكثر من الفي مجرم تونسي يدنس ارضي العراقية ويدمر تراثها و حضارتها التي علمتك وغيرك الحرف والكتاب ام لان الحقد العربي البدوي المتخلف يعمي الرؤيا ويصم الافواه٠-;- لم اسمع منك احتجاجاً عندما قتل ابن بلدك التونسي اولاد بلدي الطيبين٠-;- اهٍ منكم ومن ازدواجية معايركم !!٠-;-
.. Read the Socialist issue 1268
.. Socialism the podcast episode 130 The fight for worker’s pol
.. المحكمة الابتدائية في تونس تقضي بإعدام 4 أشخاص أدينوا باغتيا
.. حكم بإعدام 4 مدنيين والمؤبد لشخصين بقضية اغتيال شكري بلعيد ف
.. شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني