الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحمد عبد الله: شخصية من مصر

محفوظ أبوكيلة

2015 / 4 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


د. أحمد عبد الله أحمد رزة (١-;-يناير١-;-٩-;-٥-;-٠-;- - 6يونيو ٢-;-٠-;-٠-;-٦-;-). ولد وعاش وتوفى فى حى عين الصيرة بمنطقة مصر القديمة جنوب القاهرة، له إبنة واحدة هى الفنانة بشرى. حاصل على بكالوريوس العلوم السياسية من جامعة القاهرة عام 1973.وعلى دكتوراه العلوم السياسية من جامعة كمبردج عام 1984.. معروف كخبير في مجال العلوم السياسية على المستوى الدولي زار معظم مناطق العالم ويتحدث العديد من اللغات، عمل أستاذ زائر بجامعات الهند وفرنسا وإيطاليا واليابان. وعمل كخبير متعاون مع عدد من الجمعيات والمراكز العلمية فى مصر والخارج. أسس مركز الجيل للدراسات الشبابية والإجتماعية بعين الصيرة. كما أسس مركزى الرعاية الجزئية للطفولة العاملة ونادى الطفل بمركز الجيل.
فى عام 1972، كان أحمد فى السنة الرابعة بكلية الإقتصاد والعلوم السياسية. وكان الرئيس السادات قد أعلن أن موعد الحرب، وتحرير سيناء سيكون قبل بداية عام 1972 وسمى عام 1971 عام الحسم، إلا أنه تراجع فى خطاب له فى يناير1972مبرراً ذلك بأن الضباب حال دون شن الحرب فى الموعد المحدد. فاشتعلت انتفاضة طلاب الجامعات فى مظاهرات وإعتصامات شملت جميع جامعات الجمهورية لمدة أسبوع قبل أن ينتقل عدد كبير منهم للإعتصام فى قاعة الإحتفالات الكبرى بجامعة القاهره فى19يناير، وشكلوا اللجنة الوطنية الطلابية العليا برئاسة أحمد عبد الله كقيادة للإنتفاظة. إلا أن قوات الأمن أقتحمت القاعة فجر يوم 24،وتم إلقاء القبض على كل من بها بما فيهم أحمد عبد الله. وأغلقت الجامعات وعطلت الدراسة وخرج الطلبة فى مظاهرات صاخبة وأقاموا إعتصاما بميدان التحرير، مطالبين بالإفراج عن الطلبة المعتقلين، وإعلان حد زمنى لشن الحرب. بعد مفاوضات مع اللجنة العليا للطلاب أدارها بعض الصحفيين والبرلمانيين وأساتذة الجامعات. كان الرئيس السادات يخطب فى المواطنين بطريقه عصبية مهاجما الطلاب مشير إلى أحمد بكلمة رزة ويصفه بذا الوشاح الأحمر ، من قبيل التهكم حيث لم يكن أحمد معروفا بإسمه الثلاثى، وكان يرتدى كوفية حمراء اللون فى برد يناير. أسفرت هذه المفاوضات عن الإفراج عن الطلاب بعد إعتقال دام ثلاث أسابيع، وأعلن أن نهاية عام 1972 هو الحد النهائى لشن الحرب. وقد وصف الدكتور أحمد كمال أبو المجد المشارك فى المفاوضات أحمد عبد الله بأنه: " بركان من الثورة, لا يعرف السكون.. طوفان من التمرد، يجمع بين مواهب الزعماء وإخلاص الصوفيه وخلق الثوار الذين يسعون إلي تحريك الزمن وتغيير الواقع وإستعجال ساعة النصر والخلاص..". وقدم احمد لمجلس تأديب وقع عليه عقوبة الإنذار. وظل مع رفاقه يقودون النشاط الطلابى مطالبين بتحرير الأرض ممارسين كافة أشكال الضغوط السياسية على قيادة الدولة طوال ماتبقى من العام الدراسى وفى العام الدراسى التالى 1972/1973. منتقدين تقصير الدولة فى مجال الإعداد للحرب فى النواحى العسكرية والإقتصادية والإعلامية والثقافية، وأبتكرت القيادات الطلابية فى جميع الجامعات المصرية أداة سهلة تمكنهم من التواصل مع جموع الطلاب عبارة عن مجلات حائط بسيطة يمكن تنفيذها فى دقائق وتعليقها على الحوائط أو فرشها على الأرض، متضمنة رأى أو مجموعة آراء. وأصبحت الكليات الجامعية تعج بالحوارات والمناقشات والمناظرات والخطب السياسية وإلقاء الشعر والغناء بأغانى الشيخ إمام التهكمية، طوال اليوم الدراسى فى أماكن تجمع الطلاب وداخل قاعات الدراسة قبيل أو بعد المحاضرات. وغالبا ماكانت تنتهى هذه التجمعات بمظاهرات ومسيرات وإعتصامات. فى هذه الأوقات أصدر احمد مجلة حائط شبه يومية إختار لها إسم المسودة، تعبيرا عن أنها تتضمن أفكاره دون مراجعة أو تنقيح وإعادة صياغة. وكلما قرب موعد إنتهاء المهلة التى أعطاها السادات لبدء الحرب نهاية عام 1972، كانت الحركة الطلابية تزداد إشتعالا وتماسكاً ومن ناحية أخرى تزداد أساليب جهات الأمن شراسة وعنفا، إلى أن قامت فى الأسبوع الأخير من ديسمبر بإعتقال 50 طالبا ممن أعتبرتهم قيادات الحركة فى الجامعات المصرية و11 مواطنا ممن أعتبرتهم محرضين، وحبستهم النيابة على ذمة قضية تتهمهم فيها بالقيام بنشاط معادى ضد نظام الحكم. وكان أحمد عبدالله المتهم رقم واحد فى هذه القضية. وكلما إعتقلت الأجهزة الأمنية عدد من القيادات التى امتلأت بهم سجون القاهرة والأسكندرية والمحافظات، أفرزت الحركة قيادات جديدة.
يرى كثير من المراقبين والباحثين أن تلك الشهور الإثنين والعشرون قد كان لها تأثير بالغ العمق على مصر من حينها وحتى الآن، فمن جهة أدى تمكن الإنتفاضة الطلابية من خلق رأى عام قوى مطالب بالحرب أحدث تأثيراً قوياً ضاغطا للتعجيل بإتخاذ قرار الحرب، مما اضطر السادات إلى أن يقررشن حرب محدودة يكون الهدف منها تحرك المجتمع الدولى من أجل عقد مفاوضات سلام جادة، فكان نصر أكتوبر والمفاوضات. ولو لم يحدث هذا الضغط لأستمرت استراتيجية الحرب تستهدف شن حرب شاملة لطرد اسرائيل من كامل سيناء "وهو هدف كان يستحيل تحقيقه"، ولظلت سيناء صامدة على حالها حتى الآن مع الجولان والضفة والقطاع..... ومن جهة أخرى فقد أطلق الرئيس السادات سراح قوى الإسلام السياسى من السجون لتساعده فى التصدى لقوى اليسار الماركسى والناصرى المؤثر فى الرأى العام آنذاك، وأعطى الضوء الأخضر لسلطات الدولة لمساعدتها وتمكينها ، حتى تمكنت من إغتياله وإختطاف مخ وإرادة المجتمع... من جهة ثالثة أعطت الحركة الطلابية للمجتمع جيلا مستنيرأ مهموم بقضايا وطنه، تمثل فى الجانب المضيئ من وجه مصر طوال فترة حكم مبارك الضامرة. كما كان بمثابة الأب لشباب ثورتى 25 يناير و30 يونيو.
كان أحمد كرمز من رموز هذا الجيل قد أدى إمتحاناته في سجن طرة حيث حصل على بكالوريوس العلوم السياسية. وتم الإفراج عنه مع من أفرج عنهم تباعا على ذمة القضية، حتى4 أكتوبر 1973قبل الحرب بيومين. عام1974 راح يبحث عن النور في عاصمة الضباب لندن..فسافر إليها فى منحة طلابية مقدمة من الأمم المتحدة للحصول على الدكتوراة، أمضى فى لندن عشر سنوات تولى فيها رئيس الرابطة الطلابية المصرية بإنجلترا خلال عامى 78/1979. عاد عام1984 مسلحا بالدكتوراة، وفوجئ بأن تغييرات جذرية رسمت ملامح جديدة علي المجتمع. بحث عن طاقة نور سياسية فانضم لحزب التجمع عام 1985. إلا أن شخصيته التى تجمع بين ثورية المتمرد.. وموضوعية الباحث الجاد لم تلتق مع أفكار وعقول الحرس القديم بالحزب.. وبعد4 أشهر فقط وجد نفسه يقدم إستقالته.. إنضم بعدها لعدد من الجمعيات العلمية والحقوقية. تفاعل مع هموم أبناء حيه الشعبى الذى ولد وعاش فيه، حلم بالقضاء علي الأمية التى تنتشر بين أهله من مختلف الأعمار وفي مقدمتهم الشباب، كما حلم بالقضاء على عمالة الاطفال ، فشارك فى تأسيس مركز الجيل للدراسات الشبابية والإجتماعية الذى قام بدورة بإنشاء مركز الجيل للتأهيل، ومركزى الرعاية الجزئية للطفولة العاملة، ونادى الطفل.
رحل أحمد يوم 6 يونيو 2006 إثرأزمة قلبية لم تمهله ليمارس عمله الجديد كأستاذ للعلوم السياسية بالجامعة البريطانية فى مصر. عاش أحمد حياة لم ينفصل فيها يوماً عن هموم مجتمعه ولم يتوقف يوماً عن قول كلمة حق في وجه سلطة مستبدة. تاركا لنا ثروة حقيقية من عشرات الكتب والأبحاث والدراسات الميدانية وتجارب العمل الإجتماعى، ضمنها كتابين من أبرز ما أنتجت مدرسة العلوم السياسية المصرية هما:"الطلبة والسياسة في مصر"، "الجيش والديمقراطية في مصر"، ومازالت المراكز التى شارك فى إنشائها تشع نورا وثقافة وتلعب دورا إجتماعيا رائدا فى حى مصر القديمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن


.. الشرطة الفرنسية تعتقل شخصا اقتحم قنصلية إيران بباريس




.. جيش الاحتلال يقصف مربعا سكنيا في منطقة الدعوة شمال مخيم النص


.. مسعف يفاجأ باستشهاد طفله برصاص الاحتلال في طولكرم




.. قوات الاحتلال تعتقل شبانا من مخيم نور شمس شرق طولكرم