الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين نارين، بين وحشين !!

سليمان جبران

2015 / 4 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


سليمان جبران: بين نارين، بين وحشين !!
الإخوة الفلسطينيّون في مخيّم اليرموك بين نارين، بين وحشين أصحّ. قطعان داعش المتوحّشون من ناحية، وقذائف نظام الأسد الوحشي من ناحية ! أو كما كتب اللبنانيّ الشهم إلياس خوري : التكبير الداعشي يعلو، وبراميل الأسد تتساقط على المخيّم، والموت في كلّ مكان...
طبعا الوحوش من داعش يعملون جادّين لإقامة الدولة الإسلاميّة في العراق والشام ! بعد ذلك فقط سيأتي دور إسرائيل وتحرير بيت المقدس. نظام البعث القومي أيضا في حرب مصيريّة، بمساعدة الزعيم القومي جدا نصر الله وجنوده، للقضاء على معارضيه. بعد ذلك فقط سيأتي دور إسرائيل، وتحرير الجولان !
هذا المرض السرطاني الداعشي، هل صحيح أن لا أحد يمكنه القضاء عليه ؟ هل تحتاج أميركا فعلا إلى تحالف دولي، لضربه بالقذائف من الجوّ، ولا يمكنها القضاء عليه وحدها ؟ أين القذائف الحكيمة، التي كانوا يطلقونها على العراق ذات يوم من البحر المتوسّط ؟ هل تقف أرقى دول العالم، علميّا وعسكريّا، عاجزة فعلا في القضاء على عصابة الملتحين المتخلّفين؟ ومن أين يحصل هؤلاء المتخلّفون على الأسلحة المتطوّرة ؟ لا ينقصهم، هؤلاء الوحوش الضواري، سوى الطائرات ليصيروا دولة عصريّة، رغم تخلّفهم خلقا وفكرا، سلاحا ومعدّات !
سؤال آخر: هل أنزلتْ عليهم أرقى وأعظم دولة في عصرنا الذخائر والمؤن عن طريق الخطأ فعلا ؟! كيف أخطأت أرقى الدول، علما وأجهزة، في تحديد الموضع الذي يقصدونه على الأرض؟ ألم تستطع الأقمار الصناعيّة المبثوثة على عرض الفضاء، في رصد المكان المقصود بإنزال المؤن والمعدّات؟ هل يمكن أن تكون غلطة فعلا، أم هي غلطة مقصودة، أرادوها وخطّطوا لها ؟!
لست من يؤمن بالغيبيّات وتفسيرات المؤامرة في كلّ ما يحدث حولنا. لكن، لماذا لا تضرب دولة العراق والشام إسرائيل. لماذا تسرح وتمرح في سورية، ولا تقترب من حدود "العدوّ الصهيوني" ؟ وهل صحيح ما تردّد مؤخّرا من شائعات تقول إنّ جرحى الوحوش الداعشيّة يعالَجون في صفد بالذات !
لماذا تكذيب هذه الشائعة فعلا ؟ هل هناك من يخدم مصالح إسرائيل، ومصالح الولايات المتّحدة مثل الداعشيّين بالذات ؟ بطّيخ يكسّر بعضة. وتبقى حدود إسرائيل ومصالح أميركا في سلام وأمان !
في اليمن حرب بين "الإخوة". وفي العراق حرب، وفي سورية حرب، وفي لبنان حرب. حرب ضارية في كلّ مكان. وأميركا وإسرائيل تنامان ملء جفونهما. فلماذا تكذيب المؤامرة على البلاد العربيّة، كما أسلفنا ؟ هذا هو الوضع المثالي في نظر إسرائيل وحليفها المّ سام وراء البحار.
في الماضي كنّا نصنّف الحروب والصراعات السياسيّة بين الأخيار- الثوّار، والأشرار- الأنظمة الرجعيّة الحاكمة. كان سهلا علينا اختيار من نؤيّد ومن نعارض. أمّا اليوم فاختلط الحايل بالنابل. قوى ظلاميّة متصارعة، والضحايا من الناس الأبرياء. لم تعد الحرب هذه الأيّام بين ثوّار وحكّام أشرار. الحرب اليوم غدت بين الشيعة بزعامة إيران، والسنّة بزعامة السعوديّة. وكلا الأخوين... ألسنا "بحكم الطبع نمشي إلى الورا" ؟
المشهد قاتم؟ قاتم ومزفّت حتّى. لكن علّمنا السلف أنّ ساعات "آخر الليل" هي في العادة أشدّه إظلاما أيضا !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئاسيات موريتانيا: ما هي حظوظ الرئيس في الفوز بولاية ثانية؟


.. ليبيا: خطوة إلى الوراء بعد اجتماع تونس الثلاثي المغاربي؟




.. تونس: ما دواعي قرار منع تغطية قضية أمن الدولة؟


.. بيرام الداه اعبيد: ترشّح الغزواني لرئاسيات موريتانيا -ترشّح




.. بعد هدوء استمر لأيام.. الحوثيون يعودون لاستهداف خطوط الملاحة