الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جريمة قتل ...... ام ماساة ثقافة وفكر

الحلاج الحكيم

2005 / 9 / 25
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


هدى ابو عسلي

جريمة قتل ......... أم مأساة ثقافة وفكر

من يتابع حملة التضامن التي أطلقها موقع نساء سوريا تحت عنوان.
(أوقفوا جرائم قتل النساء أوقفوا جرائم الشرف في سوريا ) .
يلاحظ بشكل جلي تضامن المثقفين والمفكرين مع هذه الحملة .ودعمهم وتأييدهم لها والوقوف مع المرأة السورية ضد التقاليد والأعراف الاجتماعية السائدة التي يدعمها القانون السوري بمواده التي تخفف من عقوبة جرائم الشرف .

ما يلفت النظر ويثير الاستغراب بعض الآراء التي نشرها الموقع المذكور وهي لشخصيات دينية معروفة ولها وزنها وحضورها وتأثيرها في المجتمع .

سأنقل عن الموقع المذكور أربعة اراء لها أهميتها الخاصة . كونها قدمت رأيا دينيا في هذه الحادثة .
وسأناقش كل رأي بشكل منفصل .

ليس الهدف من المناقشة الإساءة إلى احد .وإنما نافذة حوار أرجو أن يتفهمها أصحاب الآراء .
وأكون سعيدا إذا تفضلوا بالرد على هذه المناقشة .

الرأي الأول :

الشيخ أحمد سلمان الهجري، شيخ العقل الأول لطائفة المسلمين الموحدين الدروز في سوريا: تعاليم المذهب ونصوصه ورجال دينه براء من ذلك.

النص الديني في مذهبنا حرّم القتل، وما يبرر ما تم التعارف عليه، (بفورة الدم) ليس المذهب، بل العرف والعادة الاجتماعية، أي لا يوجد ما يشير في تعاليم المذهب إلى شر عنة القتل، أو متى يمكن قبوله، فهو محرّم أبداً، لكن لا يستطيع الدين أن يمنع شخصاً من الدفاع عن نفسه وإن اضطر به الأمر إلى القتل..

( انتهى رأي فضيلة الشيخ احمد سلمان الهجري )

مناقشة الرأي :
العرف والتقاليد الاجتماعية هي انعكاس للتعاليم . دينية وثقافية داخل التجمعات البشرية .
فمن غير المنطق أن نرى تجمعات بشرية تمارس عادات وتقاليد غريبة عن تعاليمها الدينية .
وان وجدت في بعض الحالات .تكون نتيجة لخلافات فقهية لم تحسم من قبل رجال الدين .

باستثناء الحالة .( التي تفصل الدين عن الدولة وهذه الحالة غير معاشة عندنا .)

هل يوجد نص ديني في المذهب التوحيدي (الدرزي) يوضح كيفية التعامل مع المرأة البالغة العاقلة إذا اختارت زوجا من غير طائفتها ... أو من غير ديانتها ؟

هل توجد تعاليم واضحة من عقلاء الطائفة التوحيدية الكرام .توجه أبناء الطائفة وتوضح بشكل جلي حرية المرأة التوحيدية باختيار زوج لها من غير طائفة ومن غير ديانة .؟

لماذا نناقش ونستنكر فعل القتل . كفعل. ونبتعد عن الأسباب التي أدت إلى هذا الفعل .؟

(الراي الثاني )

الشيخ حسين هاني جربوع، شيخ العقل الثاني للمسلمين الموحدين الدروز في سوريا: لا يوجد في تعاليم المذهب ما يحلل القتل..

في فقه المذهب التوحيدي (الدرزي) كما سائر الأديان السماوية القتل فعل لا يستحسنه أحد إلا إن كان كافراً، ولا يوجد في تعاليم المذهب ما يحلل القتل، لكن العرف ومثله الممارسة شرّعت القتل فقط دفاعاً عن النفس والوطن، وقبل بلوغنا دولة القانون كان ثمة ما يعرف (بقضاة الدم) وهو احتكام عشائري يحدد القائمين عليه مسؤولية القاتل..
(انتهى رأي فضيلة الشيخ حسين هاني جربوع )

(مناقشة الرأي )

نحترم ونقدر فقه المذهب التوحيدي مثل احترامنا وتقديرنا لكل الأديان التي تحرم القتل .
ولكننا يا سيدي في موضوع آخر .

فالحادثة التي أبديت رأيك بها .هي إنزال عقوبة قاسية بحق المتمردة عن التعاليم والعادات الاجتماعية . لتصبح هذه العقوبة قوة قمع مرعبه لكل من تفكر بحرية اختيار الزوج من غير مذهبها أو من غير ديانتها .

هل تستطيع يا سيدي أن تعلن عن رأيك بحرية المرأة البالغة من المذهب التوحيدي في اختيار زوج لها مختلف بالمذهب أو الديانة وان على المجتمع والقانون حمايتها .
وإنزال العقوبات على من يقترف فعل شبيه بفعل قتل المغدورة .هدى؟

(الرأي الثالث )


أسماء كفتارو: إن الشرع والعقل والدين يرفضون هذا النوع من الجرائم!

إذن إن الشرع والعقل والدين يرفض هذا النوع من الجرائم البشعة ويجب على المجتمع أن يحاربها بكل قوة.
إن الذين وضعوا هذا القانون، قانون جرائم الشرف، كانوا في الواقع يعكسون التقاليد الاجتماعية أكثر مما يعكسون روح الإسلام..
أما قتل إنسانة لأنها اختارت زوجا من غير طائفتها، فهذا من أبشع الجرائم

فكلنا يعلم أن الإسلام سمح بالزواج بين أبناء الأديان لأنه يؤمن بأن الزواج حين يتأسس على الحب والرحمة يجب أن تذوب فيه الفوارق وتحقق الوحدة والتكامل.

(انتهى رأي السيدة الفاضلة أسماء كفتا رو )

(مناقشة الرأي )

كيف للمجتمع أن يحارب هذه الجريمة البشعة ..... وأغلبيته من المتمسكين بتعاليم الإسلام التي ترفض وبالمطلق زواج المختلف بالدين أو المذهب .؟

وما هي روح الإسلام يا سيدتي الفاضلة ؟

وكيف نستطيع ترجمة هذه الروح في مثل هذه الحادثة ؟

كيف تمكننا روح الإسلام من التعامل مع امرأة خالفت التعاليم الإسلامية بزواجها من غير مسلم . أو مختلف بالمذهب ؟

أنا اعلم أن الإسلام لم يسمح بالزواج بين الأديان . وإنما سمح فقط بزواج المسلم من المسلمة والكتابية فقط . وحرم على المسلمة الزواج إلا من المسلم .

فمن أين أتيت بهذه الفتوى ؟ يا سيدتي الفاضلة .؟ وهل يجوز أن تقدمي فتوى غير صحيحة ؟

(الرأي الرابع )

د. محمد حبش: الذين يرتكبون هذه الجرائم ليس لهم عقل ولا شرف ولا دين

إنما نتحدث عن الجرائم التي ترتكب باسم الدفاع عن الشرف، وهنا نقول بأن هذا اللون من الجرائم فيه ثلاث مخالفات شرعية ظاهرة وكل واحدة منها تعد من أكبر الكبائر.
الأولى: أنه اثبات لحدّ بغير نية شرعية. ولا حدّ بدون بينة، ومعلوم أن البينة الشرعية تقتضي أربعة شهود بشروط صارمة تجعل من المستحيل إثبات هذا اللون من الجرائم عن طريق البينة.
الكبيرة الثانية: وهي الافتئات، ومعناها إقامة الحدود عن طريق الأفراد وهذا حرام شرعاً. وهو من الكبائر، فلا يجوز شرعاً إقامة أي حد إلا عن طريق ولي الأمر الشرعي.
الكبيرة الثالثة: هدر دم المسلم بغير حجة، وقد قال رسول الله (ص): " لو أن أحدكم هدم الكعبة حجراً حجراً لكان أهون على الله من قتل مؤمن".

(انتهى راي الدكتور محمد حبش )


(مناقشة الراي )

المخالفات الشرعية التي وردت في رأي الدكتور والتي تعد من اكبر الكبائر لا علاقة لها بموضوع قتل المغدورة هدى ؟
فالقتل لم يتم بناء على جرم زنا قامت به المغدورة والقاتل يعرف قبل الجميع أنها كانت متزوجة بشكل قانوني وعلى سنة الله ورسوله .

والقتل الذي تم لا علاقة له بموضوع الافتئات والذي صنفه الدكتور ضمن الكبيرة الثانية .
لان القاتل لم يكن هدفه تطبيق حد شرعي من تلقاء نفسه .
و يعرف انه لا وجود لجرم زنا . والهدف من القتل تسليط السيف على رقاب كل نساء المذهب الدرزي في حال زواجهم بالمختلف دينيا ومذهبيا .

وبالتالي جاءت الكبيرة الثانية التي ذكرها الدكتور خارج الموضوع .

الكبيرة الثالثة كانت أيضا خارج الموضوع .

فحق الإنسان رجلا أم أمراه بالزواج لا علاقة له بالأيمان

والقتل فعل مرفوض سواء كان المقتول مؤمنا أو غير مؤمن .

والمرآة المسلمة التي تخالف الشريعة الإسلامية وتتزوج من غير مسلم سواء كان من أهل الكتاب أم مشركا . تصبح غير مؤمنة ..... فهل يجوز قتلها ؟

وهل يصبح هدم الكعبة حجرا حجرا .... أهون على الله من قتلها ؟


(الراي الخامس )

المطران مار سلوانس، بطرس النعمة مطران حمص وحماه وتوابعهما للسريان الأرثوذكس: القتل محرّم في الكنيسة..
إن الكنيسة تستند في تعاليمها ووصاياها على الكتاب المقدس وتعاليمه. ومن خلاله نجد أنه قد أوصى بوصية خاصة "لا تقتل" ثم جاءت تعاليم السيد المسيح حول هذه الوصية . في إنجيل متى الإصحاح الخامس الآية من 21- 26 تدعو إلى المسامحة وعدم الغضب على الآخر وحل الخلاف بروح المحبة حتى لا يخسر الإنسان أخيه الإنسان فينشئ معه عداوة. لذلك مسألة القتل محرمة في الكنيسة

(انتهى رأي سيادة المطران مارسلوانس )

(مناقشة الرأي )

لا احد يشك بالتعاليم المسيحية التي تفضلت بها والتي ترفض القتل .. والاعتداء على حياة الآخر .
ولكننا يا سيدي نريد شيئا له علاقة بالموضوع .
فما رأي الكنيسة بالمرأة المسيحية التي تختار زوجا من غير ديانتها أو حتى من غير طائفتها ؟
وهل لكم يا سيدي . أن تعبروا عن رأيكم بهذا الموضوع بصراحة ووضوح لأبناء طائفتكم وللآخرين.لتصبح قاعدة يهتدي بها أبناء الديانة بمختلف طوائفها .وتخفف من حالة الغضب العارم المصاحب لمثل هذه الحالات الذي يؤدي للقتل .
كما حدث لأكثر من مسيحية تم قتلها وذبحها . لأنها تزوجت من مسلم .
ربما تسألني أين حدث هذا ؟
أقول لك . في سوريا . وبالتحديد في مدينتكم حمص .

(الرأي السادس )

الحلاج الحكيم . مواطن سوري

إلى ابنتي هدى أبو عسلي :

اخجل من نفسي . وأنا اركع أمام قدسية آلامك النفسية والجسدية . واعترف بأنني لن أستطيع أن أقدم لك سوى حزني .

إلى بناتي الثلاث :

نسرين الصبية الجميلة المتفوقة . في السنة الثالثة من كلية الطب .

غادة المتفتحة أنوثتها . و تمشي بثقة إلى مدرستها الثانوية المختلطة . وأزين منزلي بلوحاتها الجميلة .

سمر التي تناقشني بفرحها الطفو لي . وتردد بصوت ملائكي أغنيات فيروز أثناء تدريباتها على آلة البيانو .

سأدافع عن حقكن في الحياة والحرية واختيار الزوج ومن أية طائفة كان .

( انتهى رأي الحلاج الحكيم )

(مناقشة الرأي )
للجميع حرية مناقشة هذا الرأي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعترضتها شرطة الأخلاق.. امرأة تفقد وعيها وتنهار خارج محطة مت


.. مها أبو رسلان شقيقة شاب توفي تحت التعذيب




.. معرض --We Can صوت الأطفال النازحين من قطاع غزة


.. معلمات السويداء تشاركن في الصفوف الأولى للاحتجاجات




.. المحتجة إلهام ريدان