الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا وصديقي الملحد...!!!

فراس يونس

2015 / 4 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


(إن شاء الله)...دعك من تلك الخزعبلات (أذا شاءت الظروف)...(ومن قال لك بأن الظروف ليست هي الله)...(لأنه ببساطة لايوجد اله), وهنا أمسكت يده لأجلسه بقربي ,وهمست في أذنه (ومن أوهمك بعدم وجود الاله؟)، فأجاب متماسكاً (من أوهمك أنت بوجوده؟)...(ياصديقي السائد أنه موجود والحادث أنك تنكر وجوده، فعندي موجود بوجودي أنا ومن حولي)، وهنا أخذ صديقي بسرد تلك الحكايا البالية عن خلق الطبيعة ونظريات التطور المادي وعرج كثيرا على الاسلام واحكامه وقوانينه،فأجبته سريعاً بما لدي من حجج سمعتها أذناي وأنا في سن لم أبلغ به حد الثامنة عشرة آنذاك،ثم أوقفته متسائلاً:(اذاً أنت تقول بأن الطبيعة وراء الخلق الأول وهي أيضاً وراء التطور الهائل الذ حصل في العقل البشري متكاملاً ،فأن كانت الطبيعة هي المسؤولة عن ذلك ومنذ الآف السنين والانسان جزء من هذا العالم وأمه الطبيعة،فلماذا هذا الفرق الشاسع بين الانسان الاول والحالي ولا يوجد مثل هذا التطور لأي كائن آخر ولا أي مخلوق بل حتى جيولوجياً لم نلمس أن جبلاً بركانياً طور نفسه ليكون وادياً زراعياً خصباً مثلاً؟)،...(أنتم أيها المسلمون تقبعون تحت أنقاض تأريخكم وتشلون عقولكم ليفكر أصحاب العمائم عنكم.........)،فتيقنت وهو يتكلم، بما كان راجحاً في فكري من تصور حول طبيعة مايفكرون به،(أشرب شايك أغاتي قبل لايبرد)وأخذت دوري في الكلام بعد أن أرخت رشفات الشاي أعصاب صديقي المتحمس،(أن من أهم الأشكاليات التي يقع فيها الباحثون عن الوجود هو خلطهم بين الدين و وخالقه أي بين الدين والاله"وتحديداً أقصد مجتمعاتنا الأسلامية الصبغة"، ففكرة وجود الدين في حياتهم تشكل لهم عائقاً في التصرف والحركة ويعتبرون التشريعات الدينية هي بمثابة قيود فأرادوا ضرب الدين لا لعدم الأيمان به ولكن لكسر القيود والركون الى فكرة الألحاد، وفي الحقيقة هم ليسوا بملحدين إنما لا دينيين، فلم يمسك الاله عصاً يوماً ليعاقب مذنباً أو يؤدب مخطئاً،ولا أجد أي مشكلة قد يتسبب بها أيمان أي فرد بوجود الاله فأين التقاطع بين كونك مخلوق بخالق وكونك مخلوق بالصدفة، مع أن منطق العقل يركن الى الترتيب والتسبيب في كل القضايا مهما كانت صغيرة فمابالك بأس حياتك ومدار وجودك، ثم أنكم ياصديقي يجب أن تكونوا أكثر هدوأً وأندماجاً مع الأفكار والمتبنيات الأخرى كونكم شئتم أم أبيتم قد ولدتم في مجتمع ديني، ففهمكم لنظرية الدين والاله غير فهم الغربيين الذين أتحفوكم بكتبهم فهم يرون الأمور من منظارهم ولم يستشعروا يوماً أنعكاسات مجتمعكم وتعايشكم معه "وبما أن الطبيعة قد أوجدتكم" في تلك الرقعة الجغرافية "بلا سبب" فعليكم أحترام ذلك الوجود لتكوين فكر مستقل ورفع تلك الضبابية والخلط بين أنكار الدين وأنكار الخالق والأتجاه أيضاً الى قرآءة البحوث العلمية قالتلازم الخلقي والترابط الجيني المستمر على مدى الآف السنين يدل على أن الخالق له القدرة على الأنتاج والتكوين غير نافذة ولا متناقصة وتلك الطاقة بالنتيجة لاتفنى وبما أنها لاتفنى فهي بالضرورة لا تخلق من العدم,فالحراك العلمي والفكري لا النظري الأنشائي ينتشل الأدمغة من أوهام الكتابات الجامحة والأفكار الشاذة، فاليوم علينا أن نتجه الى أنسنة المجتمع وخياطة نسيجه وجذبه الى المدنية المتحضرة وأشاعة روح العاطفة لا سلب ضؤ الرحمة ووسادة الأمان التي يمثلها الأيمان بالله سبحانه وتعالى)....وضع أستكان الشاي في مكانه (الشاي وخلص أشكرك ,اترخص أني)..(العفو أني أخاف أزعجتك بكلامي فأرجوا المعذرة,ونلتقي أذا شاءت الطبيعة)..مبتسماً (أن شاء الله ،ماكو مشكلة).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاخ الكاتب
اّرام ( 2015 / 4 / 10 - 19:27 )
انت تقرّ بوجوده وكلامك بالمختصر المفيد وكأنما الاله يقول ..انا خلقت لكم الدنيا بما فيها وانتم ( العبوا بكيفكم ) ! .. يعني القوي ياكل الضعيف ولا رادع لمن يقتل ويسبي ويغتصب ويقوم بالابادات الجماعية ووووو.. والكل الضحايا يستنجدون بالله فلا من سميع و لا من مجيب فكيف لايكون صديقك ملحدا ؟!


2 - ...الحكم بعد المداولة
فراس يونس ( 2015 / 4 / 11 - 12:20 )
العزيز آرام ...هو خلق القاعدة والقانون ويبقى التطبيق على من يلتزم بتلك القاعدة أما الشواذ فهم خارجون عن القانون ...والحكم منطقاً وعقلاً بعد الجريمة ,ولاتسقط الجريمة بالتقادم....تحياتي


3 - يا أيها الذين امنوا لايضركم من ضل اذا اهتديتم
عبد الله اغونان ( 2015 / 4 / 11 - 15:11 )

الايمان والكفر دائما موجودان معا

منذ زمن الأنبياء الى يوم يبعثون

المهم هو أن يدعو المؤمن لدينه

ولايهمه من كفر الا في حالة العدوان


4 - عزيزي فراس
اّرام ( 2015 / 4 / 11 - 19:49 )
ان من اولى واهم واجبات الشرطة هي منع وقوع الجريمة اما القبض على الجاني او الجناة فيأتي في المرتبة الثانية وثم تأتي المحاكمة والحكم وتنفيذ الحكم وان منطقك في اجابتك 2 هو ( افتراضا ) ان شخصا ما منهمك في تنفيذ جريمة ما وهناك مفرزة من الشرطة في مكان قريب ويشاهدونه فهل من المنطق ان يقبضوا عليه قبل اتمام جريمته او فعلته او الانتظار لحين يقوم بالجريمة كاملة كالقتل او الايذاء ومن ثم تقبض عليه الشرطة ويهللون ها لقد قبضنا على المجرم وسنحيله الى القضاء ليلقى جزائه ! ان اجابتك يشبه الحالة الاخيرة الا يرى الله هذه الابادات البشرية والجرائم المفزعة والقتل على الهوية و( لا اقصد الحروب والحوادث الشخصية ) يعني بمعنى اخر لو وجدنا في مؤسسة ما حالات تسيب وفساد وعدم انضباط واهمال في تسيير الاعمال والمعاملات الا ننتقد او نوجه اللوم الى رئيس المؤسسة او الدائرة ونقول لماذا يقف موقف المتفرج ويهمل اعمال مؤسسته ومحاسبة موظفيه الفاسدين والمهملين اليس هو رئيس الدائرة وله مطلق الصلاحيات ؟! ..مع تحياتي .


5 - آرام
فراس يونس ( 2015 / 4 / 11 - 22:04 )
في الحقيقة كان واضحاً من المقال أني لا اريد أن اثبت وجود الخالق او على الاقل الدخول في نقاشات الأثبات لسبب بسيط أني لا اريد أن اثبت المثبت بالضرورة ولا اريد أن أحكر على فكر اي أنسان خلقه الله عقلاً بجسد, وأريد أن أشاطرك ماتقول قأذا كانت كل تلك المصائب والحوادث تجري ولايوجد اله فأذن لاذنب لما أؤمن به في ذلك ،بعبارة أخرى ان تلك الامور تحدث بوجود وعدم وجود اله اذاً لا نتيجة في الارض لما تؤمن به السماء ,وعليه كن انت وصديقي ساعيين في تغيير الواقع أجدى من سعيكم في تغيير نظرية الموجود أصلاً وطبعاً سأكون معكم ..مع الود

اخر الافلام

.. القبض على شاب هاجم أحد الأساقفة بسكين خلال الصلاة في كنيسة أ


.. المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهدافها هدفا حيويا بإيلا




.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز


.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب




.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل