الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لن يفلح الغادرون

عباس طريم
كاتب - وشاعر

(Abbas Trim)

2015 / 4 / 11
مواضيع وابحاث سياسية



الباحثون والمتخصصون بالشان العسكري يدركون اكثر من غيرهم , بان الضربات الجوية لا تكفي لاحتلال وتركيع الدول , وان الهجوم البري وحده من يستطيع حسم المعركة وامساك الارض والسيطرة الميدانية .وهذا ما تتجنبه السعودية وغير مندرج في اجندتها , لمعرفتها المسبقة بنتائجه الوخيمة عليها . ومن الغريب والعجيب ! ان طائرات سلمان وحاشيته .. ترمي حممها على الشعب اليمني دون تمييز , وقد حصدت المئات من ابناء السنة المنتمين الى احزاب وفئات مختلفة بعيدة كل البعد عن الحوثيين , مما خلق حالة من التذمر بين ابناء الشعب اليمني الذين ادركوا ان السعوديين لا يفرقون بين الحوثيين وغيرهم من ابناء اليمن , وان غايتهم تركيع الشعب من اقصاه الى اقصاه . وفرض المدعو هادي رئيسا بقوة السلاح . كي يتسنى لهم امساك حبل السياسية اليمنية وتوجيهها بما يتفق ومصالحهم الضيقة والعبث بامال اليمنيين وتطلعاتهم لبناء اليمن المستقر والساعي لبناء مستقبله ومستقبل اجياله , بسواعد ابنائه السمراء ودون الحاجة والاعتماد على المال السعودي الذي يشترط استعبادهم . وان اللعب على ورقة [ التحذير من الخطر الحوثي ] ما هي الا اكذوبة يراد منها تأليب الاخ على اخيه , وخلق فتنة طائفية من شانها ان تحرق الاخضر واليابس , وتخلق جوا مشحونا ومناسبا لزعزعة الامن والاستقرار , ما يستدعي التدخل بحجة حماية الشرعية ضد اللاشرعية , او حماية السنة من الشيعة , او الحق من الباطل . ان الحوثيين خبراء بعلم الجغرافية , ,ويعرفون كل شبر بارضهم التي حباها الله ! من التضاريس , ما جعل الدخول في دهاليزها مجازفة لا تحمد عقباها . ولهم تجارب مريرة في كيفية الغش اوالتمويه , والاختفاء عن هدف الطائرات , والخروج في الوقت المناسب للرد على المعتدين وتلقينهم الدروس الحديثة في علم الحرب والقتال , وانهم رجال تعودوا على الكر والفر , والتاريخ يشهد لهم بالانتصارات الباهرة في سوح الوغى . والمملكة العربية السعودية , دخلت معهم في حروب عديدة .. وخرجت تجر اذيال الخيبة والخسران .
وخرج انصار الله من جميع الحروب ,وهم يلعقون دمائهم ويترنحون من هول الضربات , الا انهم لم يسقطوا , واعادوا تنظيمهم , وعادوا اقوى من السابق , واكثر صبرا على الثبات والصمود والتحدي .
ان أنصار الله قوة لا يستهان بها ولم تزدهم الحملة الجوية الا قوة الى قوتهم نظراً لما تلحقه بالبنية العسكرية والأمنية للدولة من تدمير يفسح لهم المجال لبسط نفوذهم وإحكام سيطرتهم على مؤسسات الدولة، لأن اللجان الشعبية التي تمثل الجناح العسكري لأنصار الله لا تتأثر بهذه الضربات الجوية لأنها ليست مؤسسات ذات اليات ثابتة يمكن تدميرها بالضربات الجوية , بل هي لجان متحركة وفاعلة فيما لديها من القدرات والمهارات القتالية التي تعجز المؤسسات العسكرية والأمنية الثابتة عن التصدي لما تقوم به من هجمات مفاجئة تنتهي بإسقاط هذه المعسكرات والأجهزة الأمنية والسيطرة علي

وهذه حقيقة يعرفها القاصي والداني , وخاصة الرئيس المستقيل هادي. الذي غدر بشعبه وانقلب عليهم في [ ليلة فارقها البدر ] واعماه المال السعودي وجعله اسير الاوامر الملقاة على عاتقه , وكان يظن ذالك المعتوه , ان زمرته داخل اليمن , تستطيع ان تقاتل الشعب اليمني مستعينة بطائرات الموت الخليجية , وتقديم المساعدة الاستخباراتيه واللوجستية لتلك الطائرات , لتصيب اهدافها بدقة . واذا بهم يتساقطون كالذباب ويتراجعون وينهزمون امام الهجمات التي يشنها الجيش اليمني بمساعدة اللجان الشعبية والحوثيين الابطال الذين دخلوا عليهم وسط وابل من صواريح العرب والمدفعية والراجمات . رغم كل تلك الاسلحة الفتاكة ,
استطاعوا تشتيت شملهم والانتصار عليهم , فهرب جرذان هادي وسقط من سقط منهم , واثبت الابطال نظرية [ الارض يتحكم بها المنتصر ] اما التحالف العربي الفاشل , فقد ظلوا في حيرة من امرهم .. وهم الذين دحروا في جميع حروبهم , ونكست رؤوسهم واصبحوا اسرى الدول التي توجه سياستهم الى حيث تشتهي .. وما عليهم الى ان يقولوا نعم . واليوم استيقضوا من سبات عميقة ليتذكروا انهم قادة من طراز لا ينحني , وانهم ابناء خالد ابن الوليد والقعقاع وطارق بن زياد . وعليهم ان يؤكدوا ذالك بالهجوم على ابناء اليمن المساكين , ويقتلوا المئات من الاطفال والنساء والرجال العزل , خوفا من التمدد الايراني كما يزعمون . والكل يتسائل : اذا كانت ايران الشماعة التي يعلقون عليها اسباب قلقهم وخوفهم والدافع الاول والاخير لهذه الحرب . فلماذا لا يهجمون عليها, ويضعوا حدا لخوفهم وقلقهم ويرتاحوا ويريحوا البشرية ؟ خاصة وانهم يجدون فيها الخطر الذي يهدد كيانهم . ولماذا يرمون بسهامهم الى غير مرماها , ويتمثلوا بقول الشاعر : [ اياك اعني فاسمعي ياجارة ] ؟ يضربون اليمن ويعتبرونها رسالة تحذير لايران . اهو الجبن ؟. ام الخوف من قوة ايران العسكرية التي ارعبت امريكا واسرائيل وجعلت اوربا تعترف بها , رغم كل ما فعلته دول الخليج من محاولات لاعاقة الاتفاق النووي ؟
ان جذور الحوثيين قد امتدت الى جميع المحافضات , بدلا من ان تتقلص , وان الكثير من القبائل اليمنية الاصيلة قد تعاطفت معهم .. نتيجة الاعتداء الغاشم الذي حرق الاخضر والابيض , وقتل الجميع دون استثناء .. وبذالك احرق المبرر الذي تتمسك به السعودية والذي مؤداه [ ان السعودية قادمة لحماية السنة والاقليات من ايدي الحوثيين القتلة ] وانكشفت تلك الدعاوى الباطلة التي كانت السعودية تظلل بها الناس البسطاء الذين تمر عليهم تلك المؤامرات [ مرور الكرام ] . ان القبائل اليمنية قد فقدت اعزتها في تلك الحرب الظالمة ! وهي تطالب بالثار من السعودية , وتطالب بتوحيد الكلمة والوقوف صفا واحدا امام الهجمة البربرية التي يقودها , من لا يخاف الله ! ولا القانون الدولي الذي سيستيقظ يوما من نومه العميق , ليضع حدا للمجازر التي تقوم بها السعودية .
ان حبل الكذب والمراوغة قصير , ولابد ان ينكشف . والايام كفيلة باظهار الحق , وان الباطل مهما استمر في طغيانه , لا يستمر . لان الله عز وجل! يحب العدل والصدق والحق , وحذر اهل الغدر والنفاق والدسائس .. بنار مستقرها جهنم وبئس المصير !..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن