الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
تعالوا إلينا كي نعمل معا لترويج ثقافة الحرية والديمقراطية
عبد القادر خالد قدسي
2005 / 9 / 25المجتمع المدني
_ الإنسان العربي بين تحقيق الذات وتحقيق مكانة الأمة _
بلا شك العالم اليوم عرف من هم عمالقة عصره ، وترك أمتنا خارج إطار التصنيف في حالة اللااتزان. خائفة متوهمة إنها عاجزة عن الإيفاء بمتطلبات العصر وشروط الدخول إليه ، وذلك بفعل مؤثرات خارجية عديدة منعتها من ترتيب علاقاتها الايجابية مع الحضارة والعصر، ومؤثرات داخلية مختلفة أعاقت وما تزال تعيق نموها وتطورها بشكل يأذن لها بالدخول لعالم العصر وأخذ مكانتها.
هل هذا هو مكان أمتنا الذي يجب أن تحتله ؟ وهل علينا تصديق ذلك والركون إليه ؟
والسؤال الأهم : هل تختلف عن بقية شعوب العالم ؟
اليابان صنعها الحرفيون الذين استوعبوا الحضارة الغربية ، وأمريكا الشمالية صنعها رعاة البقر بسواعدهم وعرق جبينهم وإيمانهم بمجتمع جديد ، وثورة أوروبا الصناعية قام بها فلاحون حديثو العهد بالصناعة ........
نحن لا نختلف عن بقية أمم العالم وشعوبه ، وأعتقد أن أمتنا العربية قادرة على أخذ مكانتها اللائقة والمتقدمة بين الشعوب ، انطلاقا من أن الإنسان يولد في كل مكان مزوداً من الخالق بقدرات واستعدادات قابلة للنمو والتشكل ، ولكن العوامل الحاسمة والتي تساعده على احتلاله موقعاً متقدماً تعود إلى الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي يوجد فيها ويتفاعل معها.
وُضعت هذه الوليمة الجغرافية والنفطية الكبرى خارج إطار التصنيف على الرغم من أنها لا تعاني من ندرة الموارد والإمكانات ، فكل الدراسات النظرية تشير إلى توفر الإمكانات وأن قدرة العرب على مجاراة العصر والإسهام في بناء الحضارة الحديثة ممكنة ، وتتوفر لذلك كل الأسباب الضرورية في امتلاك الأرض والمال ومن وجود جحافل من الفنيين القادرين على التعامل مع التقنية المتطورة ، لكن الثابت والملاحظ أن الموارد موجودة ولكنها تعاني من سوء الاستخدام أو عدم الاستخدام ، إضافة لوجود القهر الاجتماعي والسياسي الذي يعرقل الانطلاق مع بروز اتجاه التبذير والتزوير واستغلال النفوذ وإثراء الأشخاص على حساب الأموال العامة ، مع تصدي السلطات لتلعب الدور الأساسي والمهيمن على مختلف الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وصياغة العقائد السياسية.
هذا يدفعنا بشكل ملح وعاجل إلى البحث عن ذات الإنسان العربي والعمل على تحقيقها لأنها هي الأساس ومصدر الخلق والإبداع له ، وإن الإبداع يصدر أساساً من ميل الإنسان لتحقيق ذاته، فالفرد عندما تتفتح أمامه كامل قدرته يصبح سلوكه إبداعياً وعندما يتم له إشباع هذه الحاجة وتصل لمرتبة الإرضاء حتماً سيصل إلى مرتبة الانجاز والمعرفة .
أخيراً نقول : اللحاق بالبشرية وحضارتها الحديثة يقتضي رفع شبح التسلّط والقمع والإرهاب، وإيجاد آليات لتحقيق المشاركة واحترام الرأي الآخر في جو ديمقراطي ضمن حقوق الإنسان ، وإذا أمكن جعل الشريحة التي تحتل صدارة النطق في أمتنا والمدركة لأهمية هذا الحق أن تشارك مشاركة نشطة ومسؤولة وواعية من الحيوية والقدرة والابتكار وخصوصية الخيال والرضا عن النفس ، في ضوء ذلك لا بد من الحديث عن سلطات إنسانية لا تنظر إلى الناس وكأنهم مجرد أشياء ، وتعطي الأولوية التامة للعقل واستخدامه في إزالة كل شائبة متوارثة من التاريخ والأساطير وجعله الأساس في عملية التحديث والنهوض ، عندها يعرف الإنسان العربي أين يضع قدميه وتتبوأ أمتنا العربية مكانتها اللائقة بين الأمم.
اللاذقية – سوريا عبد القادر خالد قدسي
23/9/2005
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تمويل الأونروا.. أزمة جديدة تفاقم معاناة سكان القطاع | #غرفة
.. القوات الإسرائيلية تُطلق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين عند
.. لمنحهم بطاقات مسبقة الدفع.. إيلون ماسك ينتقد سياسة نيويورك ف
.. تقرير للأمم المتحدة: أكثر من 783 مليون شخص يعانون من الجوع ح
.. ثلثا مستشفيات غزة خارج نطاق الخدمة وفقا لتقرير الأمم المتحدة