الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسلمون والعرب يمرون بمرحلة الاقتتال والحروب الطائفية والمذهبية كما مرت بها اروبا سابقا

محمد الشريف قاسي

2015 / 4 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


المسلمون في مرحلة الاقتتال والحروب الطائفية والمذهبية
قال رسول الاسلام محمد (ص) : (لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه ) فالحديث حديث خبر واقرار ام حديث تحذير وانشاء؟ فمن كان قبل المسلمين هم اليهود والنصارى فماذا فعلوا وما هي المراحل التي مروا بها لنعرف مستقل المسلمين من خلال هذا الحديث ومن خلال ما مر به من قبلهم من الأمم السابقة من يهود ونصارى. فالمسيحية كدين سماوي توحيدي من الشرق الأوسط والتي كانت قبل ظهور الاسلام مباشرة لقد مرت بمراحل منها :
1- مرحلة انشاء المذاهب الدينية.
2- مرحلة الاقتتال والحروب الطائفية والمذهبية خاصة بين الكاثوليك والبروتستانت.
3- مرحلة التنوير والعقلنة (نقد الموروث وادخال التجديد عليه)
4- مرحلة النهضة العلمية والتقنية الحديثة.
فهل المسلمين عليهم ان يمروا بهاته المحطات والمراحل كما مر بها من قبلهم؟ وفي أي مرحلة ومحطة هم الآن لنعرف ما بقي من أشواط عليهم قطعها؟
نرى انهم في مرحلة الصراع والحروب المذهبية، أي أنهم في المرحلة الثانية لما جرى لأمم النصارى في أوربا والغرب (لتتبعن سنن وطرق ومراحل من سبقكم من الامم ) والصراع واضح للعيان بين طوائف ومذاهب المسلمين اليوم خاصة بين السنة (السعودية) والشيعة (ايران) والتي بدأت بالصراع على وفي سوريا والعراق ولبنان واليمن مؤخرا فيما سمي بعاصفة الحزم بقيادة السعودية زعيمة المذهب السني وراعيته والتي تبعها في ذلك قادة دول سنية طائفية مثل مصر والسودان والمغرب وتركيا وباكستان، ومن يقول أن الصراع سياسي للحفاظ على الكراسي المتهافتة نقول نعم لكن استغل المذهب والطائفية الدينية المذهبية ووظفت في تلك الصراع، وسوف يكون الأغبياء والعامة من الرعاع وقود هذه الحروب بتحريض وتطبيل من سدنة الدين من علماء ومشايخ ومثقفين مذهبيين ومتزلفين ومرتشين من الطائفتين سنة وشيعة وستكون حرب دهماء تحصد الاخضر واليابس بين الطائفيين والمذهبيين ومن هم في محيطهم الجغرافي والديني، وما ظهور داعش والقاعدة إلا مبشر بهذه الحروب الطائفية المذهبية وما الصراع الظاهر بين الإخوان في مصر وتركيا والسلفية السعودية إلا فيمن يتزعم العالم السني في مواجهة إيران والهلال الشيعي وليس لمواجهة إسرائيل ولا أمريكا ولا الغرب المنتفع الأكبر من هاته الصراعات والمغذي لها. وها هي طبول الحروب تدق في كل مكان من العالم الاسلامي والعربي، والمستقبل اصبح أمامنا معلوم بما أننا في مرحلة حروب الطوائف والمذاهب الدينية الاسلامية والمرحلة الآتية تكون حسب الحديث بعد عدة سنوات وعقود من الاقتتال والحروب بين المسلمين ثم يأتي عصر التنوير (المرحلة الثالثة) الذي يقوده مفكرون وفلاسفة من أمثال إسلام بحيري وجمال البنا وعدنان ابراهيم ومحمد أركون وغيرهم وتؤمن الشعوب الناقمة والتي تكون كرهت وملت من الحروب العبثية التي انهكتها بسم الدين والمذهب فتؤمن بآراء التنويريين هؤلاء وتتبناها وتؤسس لدول علمانية لائكيه وتذهب مقولة دين الدولة الاسلام، وبعد مرحلة التنوير تأتي مرحلة رابعة وهي مرحلة العقلنة ( تقديم العقل على النقل) والتقدم العلمي والتقني وتتوحد الشعوب الاسلامية والعربية لا دينيا بل منفعيا وعقلانيا مصلحيا وانسانيا كما هي اروبا والغرب عموما اليوم. ويصبح الدين والتدين مصلحة شخصية بين الفرد وربه ولا علاقة للمجتمع والدولة بذلك وتكون الدولة حامية للفرد والمجتمع في جانبه المادي الانساني فقط. وتسقط الملكيات والديكتاتوريات في عالمنا وأولها سلطنات الخليج الملكية وتنعم الشعوب بالحرية والدمقراطية والمساواة في الحقوق والواجبات كما هو شعار الثورة الفرنسية. وهذا لن يكون إلا بعد قرون وعقود من الزمن طبعا. ولا اظن ان المسلمين والعرب يختصرون الطريق في مدة قصيرة للوصول لما وصلت اليه ارويا اليوم إلا ان تكون معجزة إلهية لكن قانون الطبيعة يمشي وفق ما قدر له، وهذا الحديث صحيح مئة بالمئة فالواقع يؤيده ولا داعي للنظر في سنده ومتنه ممن يسمى بعلماء الجرح والتعديل والفقهاء والمحدثين.
وتنتهي بذلك عدة أحاديث وروايات وتعدم هاته الكتب وتحرق كما احترق بها اتباعها يوما ما، وتنقح كل الاحاديث وفق ما يلي :
كل حديث لا يوافق الأخلاق العامة والانسانية ترد
وكل حديث لا يوفق العقل السليم يرد
وكل حديث لا يوافق الكتاب المقدس (القرآن) يرد
وكل حديث لا يوافق الواقع والمعقول يرد
مثل هذا الحديث الذي يأمر بالقتل من اجل نشر الدين ومن اجل الرزق والمعاش ويحرم الاحتكاك والاخذ من الحضارات الاخرى والشعوب الاخرى، والذي يعارض القرآن الذي يصف النبي (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) و( وما أنت عليهم بمسيطر) والذي يرويه الإمام أحمد، والترمذي، من حديث عبد الله بن عمر عن النبي :
( بعثت بالسيف بين يدي الساعة، حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم)
فلقد جاءت الأديان والرسل للرفع من شأن الانسان وتكريمه وفي خدمته إلا أن اتباع هاته الديانات وخاصة ما سمي بالعلماء والأحبار والرهبان والقساوسة جعلوا من أنفسهم أكبر مرتبة من الانبياء أنفسهم وصنعوا لأنفسهم ديانات موازية للدين الرسمي وأمروا الاتباع بتقليدها ونشرها والاقتتال من أجل فرضها على الناس بالقوة والسيف والاكراه، فكانت طوائف وطرائق ومذاهب متناحرة وصدامية فيما بينها، وهذا موجود في كل الديانات السابقة والاسلامية منها، فالمسيحية تفرقت ألى فرق نذكر منها على سبيل المثال ليتضح المقال:
الفرق والطوائف المسيحية هي :
كاثوليكية (الجامعة) ارثوذكسية شرقية (الصراط المستقيم) وارثوذكسية مشرقية نسطورية ثم البروتستانتية الاسقفية (المعترضون والمحتجون)
أما المسلمين وبعد وفاه نبيهم وبعد قرنين من الزمن انشئوا مذاهب منها:
أهل السنة والجماعة الذي انقسم إلى مذاهب أربعة وأكثر وأشعرية ماتريدية وصوفية وسلفية ومعتزلة والكل يفسق ويكفر الكل طبعا، ومذهب الشيعة الذي انقسم كما انقسم المذهب السني إلى اثنى عشرية واسماعيلية وزيدية، ومذهب الخوارج الذي بقي منه المذهب الإباضي. وفي الجانب المسيحي نشئت المذاهب الدينية بعد غياب المسيح وتلامذته إلى:
الارثوذكس (التقليديين المحافظين) نشئوا سنة (451) ثم خرج منهم الكاثوليك الذين امنوا بكل ما هو تجديد غير سلفي محافظ ثم خرج من الكاثوليك مجموعة ومذهب البروتستانت في القرن (16) بقيادة المصلح الديني والتنويري مارتن لوثر.
في القرن (15) كان عصر النهضة والاصلاح الديني البروتستانتي وهي ثورة فكرية علمية ثقافية اعقبت الحروب المذهبية والدينية ومحاكم التفتيش في اروبا حيث قام مارتن لوثر في عام (1517) بقائمة اعتراضات (بروتستا) على ممارسة الكنيسة الكاثوليكية وبعد اكتشاف الامريكيتين عام (1492) بقيادة كريستوف كولومبس وبدأ الغرب الاستعمارات الجديدة والبحث عن الثروات والتوسع استعمل الدين ونشر المسيحية في تلك البلدان منها الأمريكيتين وآسيا وافريقيا.
وقامت حروب مذهبية ودينية بين المانيا والدول الإسكندنافية والأنجليكانية في (1534) وحرب الثلاثين (30) عام بين سنتي ( 1618- 1648) وحروب فرنسا الدينية بين سنتي (1562- 1598).
إن الثورة الدينية المذهبية البروتستانتية بقيادة المصلح الديني العظيم مارتن لوثر أدت إلى إعمال الفكر وظهور عصر التنوير والثورة العلمية.
ثم ظهور الثورة الفرنسية والبلشفية الروسية الذي أدى غلى تقليص دور الكنيسة في الشأن العام والتهجم عليها لكن بعد سقوط الاتحاد السوفياتي نشط دور التدين لكنه تدين معقول وسلمي.
أما عند المسلمين فلقد ظهر مصلحون كبار في قرون سابقة من أمثال ابن رشد الاندلسي ثم جمال الدين الأفغاني (مؤسس عصر التحرر من الاستعمار) ثم جاء فلاسفة مثل مالك بن نبي ومحمد أركون لكنهم لم يكونوا في وقتهم حيث أنهم سبقوا وقتهم بقرون عدة وأن الشعوب لم تؤمن بمجهوداتهم في الوقت الذي ظهرت حركات تقليدية رجعية محافظة تحت مسمى الإخوانية والسلفية والتي لم تتحرر من إرث الماضي والتقليد الأعمى للسلف ولم تجدد الفكر الديني أو تنقد الموروث الفقهي والحديثي.
وعند المسلمين اليوم كذلك حديث يقول ( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة (التي تكون من أهل الجنة فمن هذه الفرقة؟)، وافترقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة (ناجية ومنصورة وعلى الحق) وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة) ومن هذا الحديث عن صح يتضح أنه يوجد فرقة واحدة فقط من الذين يدعون أنهم اليهود والنصارى والمسلمين مرضي عنها وتدخل الجنة والأخرون ما هم إلا ادعياء فقط.
وهنا يبدأ التأويل والصراع المذهبي والفكري بين اتباع الديانات وخاصة المسلمين وهنا فقط تخرج علينا طائفة وفرقة تدعي أنها الناجية والمسلمة حقا وصدقا ويكون من واجبها أن تحارب الفرق الأخرى ( الكافرة والمشركة والمرتدة والبدعية والقبورية) تحارب بالفكر والدعاية والسلاح، وهذا ما هو واقع فعلا وحقيقة في واقع المسلمين اليوم من خروج الاخوان وداعش والوهابية والسلفية والقاعدة والصوفية والشيعة وغيرهم. والمتأمل في الواحد من (73 فرقة) وبعملية حسابية يكون من بين (1500000000)مليار وخمس مئة مليون فقط وفقط (20000000) عشرون مليون ناجين ومن أهل الجنة والاخرون في النار والعياذ بالله.
وهكذا ترى من جاء بالدين يسعى للقضاء عليه بإثارة الفتنة والاقتتال بين ابناء الدين والواحد هذا إن صح الحديث ولا اظن ذلك. والسبب أنه يناقض معلوم من الدين وهو تحريم قتل المسلم وغير المسلم المسالم وأن المسلم هو من نطق بالشهادة وكل الفرق الاسلامية تنطق بها علانية وتقيم الشعائر الاسلامية من صلاة وصوم وحج وغيره.
وأن القرآن قسم الناس إلى مسلمين بما فيهم (المؤمنين والمنافقين) وكافرين وأهل كتاب مقدس وقال أن حسابهم عند الله فقط فقال (مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ) وقال ( أفا أنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين؟). وبعد كل هذا نجزم أن الحقيقة واحدة لا تتعدد وما خلافها كله باطل وهراء وأن الدين واحد والإله واحد والهدف واحد وهو سعادة الإنسان المكلف الوحيد في هذا الكون بسبب ما اعطي من طاقة وقدرة على التمييز والقوة الكامنة والقدرة الجبارة متى تحرر من أوهامه وضغوط المحيط وانطلق بفكره وروحه التي هي روح الله في هذا الفضاء الواسع والارض الشاسعة متى كسر قيوده وخرج من قوقعته وزنزانته وقفصه التي يريد له أصحاب الأهواء والشهوات أن يبقى فيها مقيدا طول الدهر .
وبما أن العرب والمسلمين في مرحلة الحروب المذهبية والطائفية فيكون الغرب المسيحي قد سبقهم بثلاثة قرون من الزمن وهم على أثره شبرا بشبر وذراعا بذراع. فها هو هذا الحديث المعجزة يتحقق بعد (15) خمسة عشر قرنا من الزمن، وها هم الأعراب وبلاد العربان تتحول إلى جحيم لا يطاق كما كانت أروبا قبل عصر التنوير، فمجرد لحظة أمام قنوات الاخبار العالمية تلاحظ أن الدماء والدماء والدموع والعويل محصورة فقط وفقط في بلدان ما تسمى إسلامية وخاصة الشرق الأوسط العربي وحول منطقة الفتن والزلازل نجد قرن الشيطان كما سماها رسول الإسلام في مقارنة بين نجد والشام واليمن. وها هي البلاد العربية تدخل مرحلة الاقتتال والحروب المذهبية كما كانت أروبا قديما في حروبها العبثية التي دامت مئة سنة وأكثر إلى أن أنعم الله عليها بعقلاء ومفكرين تنويريين انقذوها من حروب رجال الدين وسماسرة السياسة الخرقاء واعلنوها مدنية علمانية عقلانية إنسانية وأن الدين مجرد علاقة بين الفرد وربه مهما كان هذا الرب المعبود شرط أن لا يتدخل في حياتنا المدنية وأن لا نتحارب نحن البشر بسم الآلهة في السماء وبالوكالة عنها فنموت نحن وتبقى هي في مأمن عن الحروب فيما بينها. وهذا الذي سوف ستوصل إليه يوما ما في عقد ما وقرنا ما من زمن المسلمين إن بقوا على قيد الحياة وفي أن يتركوا خلافاتهم الدينية والمذهبية والعرقية جانبا ويجلسوا على طاولة الحوار والنقاش وبعقلية قبول الآخر المختلف بكل سعة صدر كما هو الحال في الغرب اليوم.
لكن لن يكون هذا بين عشية وضحاها بل بعد قرونا وعقودا من الزمن المظلم ودمار ودماء وفناء، أي بعد أن يفنى ويموت كل المذهبيين والطائفيين وتغير خرائط ويقضى على الدول الحالية وساستها وسدنتهم من رجال الدين الطائفي المذهبي طبعا. ولم يكن هناك لا سنة ولا شيعة ولا سعودية وايران ولا سلفية ولا إخوان ما يكون إلا محب للحرية والمساواة والعدل والأمن والأمان.
وفي الأخير نقول صدق رسول الله عندما قال للعرب والمسلمين لتتبعن سنن من قبلكم من يهود ونصارى شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضبي لدخلتموه. وها هم اليوم يتقاتلون ويتصارعون مذهبيا وطائفيا كما فعل من قبلهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحليل صائب
عزيز ( 2015 / 4 / 15 - 10:29 )
حديث منطقي ورصين وواقعي رغم عدم ايماني المطلق بكل الاديان


2 - الى كاتب المقال
صباح ابراهيم ( 2015 / 4 / 15 - 13:46 )
احسنت واجدت تفسيرا وتحليلا

تحياتي لك


3 - الشكر موصول لهم يا سادة
محمد الشريف قاسي ( 2015 / 4 / 18 - 10:58 )
كل الشكر والتقدير لكم يا سادة
ويجب ان نختصر الطريق في نشر الفكر المتنور بلا عقدة ولا اتهام بل بالتحليل وتقديم الحلول
لهذه الامة التي لا نريد لها الا الخير ويؤلمنا واقعها كثيرا
فنحن كمثقفين علينا مسؤولية عظيمة في نهضتها وتبصير شبابنا
فالخطر الوهابي لا يفرق بين علمي وعلماني ولا بين متدين ولا ديني ولا بين مسلم وغيره
فاعداء الانسانية والحضارة يهدمون الاثار بسم الدين البريء منهم
وآثار مصر في خطر من هذا الفكر

اخر الافلام

.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز


.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب




.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53