الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قرار غريب

جواد البياتي

2015 / 4 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


( قررت السويد استقبال اللاجئين من اعضاء تنظيم داعش الفارين من المعارك في سوريا والعراق )، ويقول ناشر الخبر السويدي من اصل عربي ان الخبر صحيح ، والرجل يبدي دهشته العالية واستغرابه لهذا القرار خاصة وإنه من القريبين الى من دائرة الهجرة وربما كان من المكلفين بهذا الاستقبال كما يبدو ، وقد اتصلت بصديق لي في تلك الدولة الاسكندنافية الشفافة الشقراء قال ان ذلك مستحيلا لكنه لم يستبعد تدخل بعض شخصيات المعارضة السياسية السويدية بهذه التوجيهات ان صحت لتشويه سمعة الحكومة السويدية . لكن التفسير الحضاري الاقرب ربما يكون فتح الابواب لمن ادرك خطأ تورطه وانتمائه لهذا التنظيم ممن تقطعت بهم السبل للوصول الى مكان آمن خوفا من الانتقام .
على العموم ان صح ذلك فهناك عدة تفسيرات الاول : ان السويد هي احدى دول الاتحاد الاوربي وهي ليست من الدول الفاعلة في الحشد الدولي ضد الارهاب الذي دعت اليه الولايات المتحدة رغم ماجرى على ارضها من مشاكل . الثاني : ربما تكون هذه الدولة قد كلفت حصرا بوظيفة استقبال الفارين من العراق و سوريا وربما مصر ونيجيريا وغيرها ايضا . ثالثا : حصر هؤلاء الفارين في معسكرات واحصائهم وتشخيص المطلوبين منهم دوليا وعمل احصائيات او جرد دولي لهذه المجاميع ثم تأهيلها لجعلها على اهبة الاستعداد للتحرك بها الى اي مكان في العالم عندما تقتضي المصلحة القومية الامريكية لها . رابعا : مع ان هذه فكرة ساذجة وغير مقبولة ( اسطوريا ) . فإن الفكر الامريكي المكيافيللي يبحث دائما عن الخطط التي تحقق مصلحته ، ثم هي احدى الطرق لأعادة تنظيم هذه العصابات واعدادها للاستفادة منها في اماكن اخرى تستفيد منها المصلحة الامريكية كعنصر تهديد دائم لمن يخرج عن حبل طاعتها . ويكون هذا التفسير مقبولاًعندما يكون هذا الامر مبني على تعاون وتفاهم مسبق بين امريكا والتنظيم . وبعكسه فمن الصعوبة وثوق داعش بأمريكا . لكن الجميع يدرك بأن امريكا دولة صناعية كبرى وان السياسة اصبحت احدى خطوط الانتاج في المصنع الامريكي .
ان فشل القاعدة ووليدها المشؤوم داعش من بعدها وبعض المسميات اخرى لهذا التنظيم في الجزيرة العربية وافريقيا وجنوب شرق اسيا . لايعني الاذعان الأمريكي لمنطق التاريخ . بل انها ستقدم على خطوة اشد جرأة واكثر وضوحا وهي بالتالي ستبدأ بإنشاء مزرعة عجول وبهائم داعشية وتسمينها من هؤلاء اللاجئين واطلاقها في الوقت والزمان المناسب وللهدف المناسب لتحقيق كل ماتطلبه منها هذه الادارة .
عندما تحدثت بذلك مع شاب ثمانيني ليس له اهتمام عميق بالسياسة ضحك وقال بكوكتيل من المشاعر الشبابية الناضجة : عندما يحصل ذلك يوما .. سأتحرر عن قناعة مطلقة من كل التزاماتي بثوابتي .. واقتني حمارا وكلب ، كي نعيش كحمارين وكلب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟


.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على




.. شهداء جراء قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة الجزار في مدينة غز


.. قوات الاحتلال تقتحم طولكرم ومخيم نور شمس بالضفة الغربية




.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية