الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هي اسباب الغيرية الجنسية (السترايت)

ايفان الدراجي

2015 / 4 / 20
حقوق مثليي الجنس


مجتمعاتنا متقولبة ومغلقة تجعل من الانسان معادلة من متغيرين تقبل اما الصواب او الخطأ فقط، او معطيات ثابتة منذ الازل تخرج لهم بما هو مطلوب من قبلهم وسائد. الانسان لم يمكن ابدا شكلا ثلاثي الابعاد اعزائي ولو كان كذلك لم اكن لاخاطبكم من خلف شاشة وتصلكم حروفي اينما كنتم في العالم.
لا يمكن ان يرتبط الانسان مع اقرانه وفق نظرية السبب والنتيجة وعلى اساسه تتم بلورة كل حياته وسلوكياته، لاننا بهذا همشّنا جميع المشاعر والاواصر الانسانية التي لا تنتظر مقابلا وليست لها سببا كالحب مثلا والعطاء. لكن ومجاراة مع قوالبكم ومفاهيمكم المتحجرة ارتأيت ان العب بذات اوراقكم.
الغيرية: هي الانجذاب العاطفي والجنسي بين شخصين مختلفين في الجندر (الجنس) اي رجل وامرأة. لكن هل تأملنا يوما في اسبابها؟
اسباب سياسية: احد اهم اسباب الغيرية هي الفاشية، وهو وصف لشكل راديكالي من السلطوية. حيث نرى الكثير من السلوكيات البشرية واساليب الحياة قد نهجت هذا النهج لغرض للسيطرة والهمينة على سلوكيات اخرى لا تتعادل معها من حيث العدد وفرضت قوتها وقولبتها عليها، الفاشيون السترايت يظنون ان لهم كامل الحق في فرض ستايل حياتهم على الاخرين مهما اختلفوا وازاحتهم حتى. وان لهذا ارتباطا وثيقا باسباب اخرى تاريخية واجتماعية سآتي على ذكرها.
اسباب تاريخية: منذ انقلبت سيادة العالم دينيا وسلطويا لصالح الرجل وغدى المجتمع بطريركي متسلط عنيف تسيطر وتدمر فيه الامم الاقوى على الاضعف، تصاعدت الحاجة للتكاثر فصارت واجبا والزاما ان تخضع المرأة وتلبي نداء الاخصاب والتكاثر. واتخذ الرجل من شكل العلاقة بينه وبين المرأة الاستتراتيجية الامثل لفرض سيطرته على اكثر من نصف المجتمع واخضاعه وتربية وتنشئة الاجيال اللاحقة وفقا لشعار الرجل رب الاسرة والسيد في المجتمع والمحارب على الارض.
اسباب دينية: كما انقلبت سيادة العالم تاريخيا وسياسيا لصالح الرجل تهدمت معها صروح الآلهه الانثى وصار الرب ذكرا، رب الاديان الابراهيمية وما سبقها. ولعل اول اسس تثبيت هذه الاديان وترسيخها في المجتمع هو اخضاع المرأة من قبل الرجل الكائن النقيض وحصرها وظيفيا على خدمته وطاعته والتفريخ فقط. ولعل من اوضح احاديث نبي الاسلام محمد هو"تناكحوا تناسلوا تكاثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة" يؤكد السببين الذين ذكرتهما سابقا التاريخي والديني. من المعروف انك اذا اردت ان تهدم نظاما ايدلوجيا ما كهذا الذي نعيشة فانك تحتاج الى ثلاثا: امراة حرة، ارادة حرة وحرية تعبير.
اسباب اجتماعية: ان هذه الاسباب جميعا بلا ريب متصلة مع بعضها مشكلة اسسا لمجتمعاتنا المتقولبة المغلقة كما اسلفت. كل ذلك كون نظاما ومفاهيما نمطية للعيش وايدلوجية فاشية ترفض اي مختلف بعد ان سادت وصارت قاعدة. فنجد اليوم الاجيال البشرية تتناقل عبر الDNA قاعدة ان العلاقات يجب ان تكون بين زوجين مختلفين بالجنس متشابهين بالدين الغرض منه ارضاء المفاهيم الكونكريتية هذه والتكاثر فحسب حتى لو كانت على حساب سعادة افراد هذه المنظومة. وهي ترفض وتعزل اي شخص يحاول التفكير خارج هذا الصندوق او حتى العيش متظاهرا بعدم وجوده من الاساس.
اسباب نفسية: في مجتمعاتنا المريضة بدوري السجان والسجين، المسيطر والمسيطر عليه، من البديهي ان نجد الشخص السترايت يعاني الكثير من العقد النفسية كان تكون بسبب نشاته في بيت ذكوري متسلط فتطورت شخصيته حسب جنسه لاحد القطبين اما المسيطر (الرجل) او المسيطر عليه (المرأة)، او قد تكون عقدة انعدام ثقة وضعف شخصية وشعورا بالنقص، فتبرز هنا شخصية سي السيد الذي يحاول تعزيز ثقته بنفسه بالسيطرة على المرأة وتعنيفها او لغرض سد فجوة ما برجوليته يعوضها بلعب دور السجان على امرأته، وهنا تعتاد الضحية التي تدجّنت منذ الصغر على ان تكون تابعه له ومطيعه، لا حول لها ولا قوة. ويتدخل الدين مجددا بجعل الرجل قوّاما على المرأة من جميع نواحي الحياة، فنجدها تستسهل الامر ولا تستقل اقتصاديا عنه وترضى بمعيشه الذل تحت وطأته فقط لانها تبرمجت على هذا الدور دينيا ونفسيا واجتماعيا.
بعيدا عن كل الاسباب اعلاه ولكوني انسانه اعيش بدون اي صناديق اود بان اقول بان قاعدة التكاثر ثابته علميا -حتى الان- اذ تتم عن طريق الاتصال الجنسي بين رجل وامرأة. لكن هذه القاعدة لا يمكن ان تنطبق على العلاقات والحب بين البشر، فهي لا تصلح الا للتكاثر فقط وليست نظام عيش يصلح للجميع ولا سببا لسعادتهم. المشاعر لا يمكنها ابدا الخضوع لاي قوانين وقواعد ولا يمكن تبوبيها وفقا للسبب خاصتكم والنتيجة.
ما هو شعورك الآن عزيزي السترايت بعد ان وضعتك في الكفة الاخرى من الميزان؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الواقع مقابل الطرح
نضال الربضي ( 2015 / 4 / 21 - 07:25 )
تحية طيبة أستاذة روان،

لا شك أن التوجه الجنسي هو ملك الشخص نفسه، سواء ً كان مثليا ً أو غيريا ً و هو أو هي الوحيدان اللذان يملكان حق تقريره.

لكن السابق يسير مع الواقع، و الواقع انعكاس ٌ له، بمعنى أننا لو نظرنا إلى الطبيعة سنجد 90% أو أكثر في أي مجتمع، من الغيرين، بينما 10% أو أقل من المثلين.

فإذا ً نستطيع أن نقول من وجهة نظر علمية أن الجينات البشرية و الشوق البشري يندفع باتجاه الغيرية 9 أضعاف اتجاهه نحو المثلية، و بالتالي فالغيرية هي السائدة كنمط تعبير إنساني عن الجنس.

لذلك أجد أن الفقرة الأخيرة من مقالك و التي تبدأ بـلكمات -بعيدا عن كل الاسباب .....- تحمل قناعتك ِ الفكرية و ليس الحقيقة العلمية المستمدة من الواقع و الإحصاءات.

و علي أن أكون صريحا ً معك ِ أكثر لأقول َ أنك ِ أخطأت ِ في تشخيص أسباب الغيرية، و خلطت ِ بين الاضطهاد الجندي و قوة السلطة (و هما عاملان مؤثران في موضوع اضطهاد الأنثى و استدامة المجتمع الأبوي) و بين السبب البيولوجي الجيني العلمي للغيرية، فالسابق كله لا يستطيع أن يكبح الطبيعة لو كانت تطلب مثلا ً أن يكون 90% مثليا ً، لكنها لا تطلب.

ختاما ً تقبلي احترامي.


2 - نضال الربضي
ايفان الدراجي ( 2015 / 4 / 21 - 14:35 )
شكرا على المرور والتعليق
انني لست ممن يبّوب البشر وفقا لقواعد ونظم ومعايير اجتماعية بل انما كتبت هذا الموضوع استفزازيا لا اكثر
لا توجد اسباب سياسية او اجتماعية او دينية او نفسية لكون المرء اسود البشرة او اخضر العينين
لكنني وددت ان اري المقابل كيف يمكن اللعب على حباله وقلب الحالة لا اكثر
سؤال: هل ال10% مع انها ليست نسبة صحيحة تضر العالم وتؤدي به الى الهلاك والبشرية الى الانقراض كي نعامل بهذا الشكل ويهّول امرنا؟


3 - الأستاذة روان نور يونس
نضال الربضي ( 2015 / 4 / 21 - 15:44 )
شكرا ً لردك أستاذة روان.

سأجيب على سؤالك ِ لأقول:

- ليس المثليون سببا ً في أي مضرة أو هلاك للجنس البشري. من يروجون لهذه الدعاية جاهلون بطبيعة التاريخ الإنساني، و الذي يقوم على مبدأ -الحاجة- و -تلبية الحاجة- و -التفاعل- بين الإنسان و الإنسان، و الإنسان و الوجود.

- المثليون بطبيعة الحال أكثر حساسية ً بالمجمل من كثير من الناس الذين يتبنون ثقافة القطيع، و لذلك ترتفع بينهم نسب المبدعين و الإنسانين، و هم يستطيعون قبول الآخر و بناء علاقات شراكة مجتمعية، و هذا ما يفتقر إليه الكثير من الغيرين.

- الحرب على المثلين مكانها مجتمعات العالم الثالث فقط، و لن تجديها في المجتمعات المنفتحة و بالأخص التي ترتفع فيها نسب اللادينية، مما يدل أن الرفض للمثلين هو رفض -ديني- قائم على أساس هش جدا ً.

أحترم شجاعتك ِ و طروحاتك ِ و أعلم ُ مما أراه في مجتمعاتنا أن كثيرين يرون في مضرتك ِ غنيمة و جائزة و فوز عظيم، و أسمح لنفسي أن أقول (أتمنى أن لا تعتبريه تطفلاً مني) أنه يجب عليك ِ أن تحمي نفسك ِ و تكوني أكثر حرصا ً فمجتمعاتنا يلزمها مليون سنة حتى تستطيعي أن تناقشي هذا الأمر بحرية.

كل التقدير للأستاذة روان.


4 - هناك سبب اخر اود اضافته
عبد الحكيم عثمان ( 2015 / 4 / 21 - 22:37 )
هناك سبب اخر اود اضافته الى جملة الاسباب المطروحة في المقال التي تدفع الى الغيرية الجنسية
وهو السبب الفسيولجي البيولوجي لتركيبة الغيرين
وبمراقبة دقيقة للحيونات تتبين لنا هذه الاسباب
فالذكر هو المسيطر على الانثى,رغم عدم توفر الاسباب,لاالسياسية, ولاالدينية, ولاالنفسية, ولاالمجتمعية,بين الغيرية الحيوانية,فكيف اصبح الذكر في الحيونات هو المسيطر والامر الناهي,فنجد اللبوة على سبيل المثال لاالحصر,هي التي تطعم الذكر


5 - نضال الربضي
ايفان الدراجي ( 2015 / 4 / 22 - 10:12 )
شكرا جزيلا اصبت


6 - عبد الحكيم عثمان
ايفان الدراجي ( 2015 / 4 / 22 - 10:17 )
لا اوافقك الرأي كثيرا لان اناث الحيوانات والحشرات والطيور اكبر حجما واكثر شراسة وقوة حتى ان الكثير من الانواع والاصناف تقوم بقتل ذكرها اثناء او بعد عملية التزاوج


7 - اعتقد انك مثلية فكريا ا كثر من المثلية
عبد الحكيم عثمان ( 2015 / 4 / 22 - 20:33 )
ست روان,اعتقدلا بل اجزم انك تعانين من المثلية الفكرية, ولاتعانين من المثلية الجسدية(الجنسية)
بتاتا


8 - السيد عبد الحكيم
الرصافي ( 2015 / 4 / 22 - 21:24 )
ولما لا تظن انها تعاني من الاثنين معا وهي رغبات وافكار تستمكن في اي انسان كان ولكن الذي لم افهمه انه كيف تديم الحياة باستمراريتها اذا الكل اصبحوا مثليين ومثلييات ؟! ..مع تحيتي .


9 - سيد الرصافي,بعد التحية
عبد الحكيم عثمان ( 2015 / 4 / 22 - 23:02 )
لماذا لااظن ان الكاتبة لاتعاني من الحاليتين معا؟
لاني قارنت حالتها من خلال كتاباتها مع بعض ا لعاجزين جنسيا ولكنهم يعانون من شبق فكري حصرا فيلجؤون الى اشباع عجزهم الجنسي من خلال المشاهده على الممارسة الجنسية للاخرين وبالاستغراق بالاحاديث الجنسية ومغامراتهم ,اطولها عليك قليلا كان احد جيرانا كبير في السن يعني تجاوز السبعين من العمر,فكان يحدثنا ونحن شبيبة بعد عن قدراته ا لجنسية الخارقة وانه لحد عمره هذا يمارس الجنس يوميا اكثر من مرتين وانه كان في شبابه يمارس الجنس اكثر من عشرين مرة في اليوم الواحد,فكانت علاقتي مع والدي رحمه الله كالاصدقاء,فقلت له فلان وهويعرفه جيدا يتحدث كذا وكذا,فقال لي والدي بالحرف ا لواحد(يابه هذا لسانه مقوم)


10 - عجيب!
ايفان الدراجي ( 2015 / 4 / 23 - 20:51 )
يا افكارك يا كرافت!

اخر الافلام

.. أربك الشرطة بقنابل وهمية.. اعتقال مقتحم القنصلية الإيرانية ب


.. ما الذي يحول دون العضوية الكاملة لدولة فلسطينية في الأمم الم




.. طلاب الجامعة الأمريكية في القاهرة يتظاهرون بأسلوبهم لدعم غزة


.. إعلام فرنسي: اعتقال مقتحم القنصلية الإيرانية في باريس




.. إعلام فرنسي: اعتقال الرجل المتحصن داخل القنصلية الإيرانية في