الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسود تدافع عن عرينها قصة قصيرة

محمد عبد الله دالي

2015 / 4 / 21
الادب والفن



بعد إجماع مجلس الناحية مع كبار شيوخ العشائر،توصلوا إلى قرار مُحكم ومُلزم للجميع ،إنهم لن يغادروا الأرض التي ولدوا وتربوا عليها ،ولن يسمحوا لأي كان ان يأخذها منهم ،تعاهد الجميع على كلمة واحدة ،وهي أما أن تكون ناحيتهم مقبرة شهادة وشرف وعزٍ لهم أو تكون مقبرة للمعتدين .اختتم أحد الشيوخ قائلاً : ـــ
ـــ إخوان ، يجب أن يكون للمرأة دورها ولها الكلمة ، فعلينا جمعهنً في الديوان ،وندعوهنً للمشاركة في الدفاع عن الناحية ،ونستمع لأرائهنً . اتفق الجميع على رأي واحد ، فكان الاجتماع مشتركاً ، تعهدت النسوة بتقسيم العمل بينهنً ،فكانت الناحية وأبنائها على استعداد تام لمواجهة أي احتمال ،لأن العدو خبيث ويمتاز بالمكر والحيلة كعادة أسلافه بنو سلول وبنو قريضه وأحيانا من القرى المجاورة المتعاطفين معهم أو من المندسين بين عشائر الناحية .أخذوا الحيطة والحذر .
قام كبير العشيرة بتقسيم العمل بين الجميع ،وأوصاهم بأن لا يغفلوا ولو للحظة. كانت وسائل الدفاع من أبسط الاسلحه المتيسرة لديهم مع قلة العتاد والمؤن ، فشدوا الأحزمة على البطون ، وأمنوا لهم ثغرة للخروج والدخول للتمويل أوالطوارىء إذا اقتضت الضرورة ، حتى مستوصف الناحية قد أتم إستعدادته وأمن الأدوية وألاسعافات الأولية ،لأسوء الاحتمالات ،انتظروا العدو بفارغ الصبر ، وفي الساعات الأخيرة من الليل ،جاءت العيون من الحجا بات إن العدو قد اقترب من الخطوط الاماميه للناحية .
ـــ سأل الشيخ ،وما هوعددهم ؟ وما هي أسلحتهم ؟ومن أي جهة قادمون ؟ .
ـــ أجاب المخبر ، إنهم من القرى المجاورة يساعدهم أغراب ،وقد تعرفنا على البعض منهم ، ويحملون أسلحة أمريكية متطورة .أعلن الشيخ اليقظة والاستعداد ،أعطا أوامره لخط التماس ، فكان هجوم العدو الغادر في الساعة الأولى من الفجر فلبى الشباب والشيوخ والنساء النداء وبصوت واحد ..الله اكبر ، حاول الهمجيون اقتحام الساتر الأمامي فجوبهوا بنيران كثيفة ومركزة وبخنادق مؤمنه ،وبروح قتاليه ومعنويات عاليه ، ارتد العدو الجبان وتكبد خسائر لم يتوقعها ، من هذه الناحية الصغيرة ، أخلا قتلاه ،وحاول شن هجوماً من الجهة الأخرى من الناحية ،فكان الرد سريعاً وقوياً .استمر الحصار عدة أسابيع قام العدو خلالها بعدة هجمات ، قدمت الناحية عدة شهداء ،قامت المرأة بدورها الفاعل ،تُعد الطعام وتنقل الجرحى إلى المشفى ،وبعضهنً حملنً السلاح وأخذنً أماكنهنً بين الشباب والشيوخ لشد عزيمتهم ،واستمرت الهجمات من قوى الشر على هذه الناحية ،ظناً منهم ان الناحية ستسقط بأيديهم ،كما سقطت مدن كبرى وهرب رجالها، لكن خاب ظنهم وتكبدوا خسائر فادحة .وفي صباح يوم غائم ، سمعوا مكبرات الصوت تناديهم وتهددهم بالاستسلام والرحيل وإلا الموت مصيرهم ..فكان الرد من إحدى النساء المقاتلات : ــ
ـــ خسئتم أيها الدواعش الجبناء أيها الجرذان ، إن الاسود لن تغادر عرينها ،ورفعت العلم على الساتر ،معلنة الصمود إلى أن يتحقق النصر أو الشهادة ،أجابها احد الشيوخ من كبار السن : ــ
ــ ( عد عيناج أخيتي )ورفع العلم وركزه على الساتر قائلاً : ــ
ـــ الأسود تدافع عن عرينها ،فتعالت الزغاريد والهوسات مما استفز الدواعش ،وما هي إلا ساعات حتى بانت بشائر النصر عندما جاءتهم المساعدات من المجاهدين الأبطال وانهزم الدواعش يجرون أذيالهم وهتفت إحدى المجاهدات (( ربيت ولوليت الذوله )) وهي تشير إلى الأبطال .

الكاتب والقاص
محمد عبد الله دالي الرفاعي 20/4/2015
***************************************************








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان هاني شاكر في لقاء سابق لا يعجبني الكلام الهابط في الم


.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي




.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع


.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي




.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل