الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العالم العربي الاسلامي بين عار الصهيونية و نار الداعشية

هشام حمدي

2015 / 4 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تخيل لو أن إنسانا قال لك أنت أيها المواطن العربي عام 1914 بأنه يستحيل عليك الذهاب أو السفر إلى فلسطين بعد عشر سنوات أو أكثر وأن لبنان لم تعد بحر سوريا، لكنت حتما متهِما إياه بالجنون والعته قطعا وبكل ثقة.
لكن بعد مرور العشر سنوات كانت بداية تنفيد وعد بلفور وذلك بتحقيق مخطط اتفاقية سايس بيكو على أرض الواقع، وهو للذكرى التي قد تنفع السلاطين وأتباعهم المستشارين والسياسيين، بمثابة خريطة سرية للشرق الأوسط في القرن العشرين قامت برسمها بريطانيا بغرض إعادة رسم للحدود في هذه المنطقة وذلك بالقيام بتفتيت الإمبراطورية العثمانية أو كما وصفوها آنذاك برجل أوربا المريض، وهنا أحب توجيه الكلام لأولئك المصابين بهوس المؤامرة بأن هذه الاتفاقية كانت سرية لم يكن يعلم بها أحد في منطقة الشرق الأوسط حتى كشف عنها الروس إبان نجاح الثورة البلشفية سنة 1917 واختلافهم وخلافهم على طريقة تقسيم الكعكة مما دفعهم لنشر بنود هذه الاتفاقية، بعدها مباشرة بدأت خارطة المنطقة تتحرك لدرجة أن أغلب المواطنين العرب صدقوا وفطنوا وانتبهوا لكن بعد فوات الأوان.
اليوم لو أخبرت المواطن العربي بأن الحركات التكفيرية المتطرفة ك داعش، النصرة، الإخوان المسلمين، بوكو حرام...، ولدت في العالم العربي الإسلامي لتترعرع في تراثه وتنمو في شبه ثوراته وتكبر بأموال ثرواته، لأجاب جازما: لا يوجد لها مكان هنا، والحذر كل الحذر هنا من الثقة الزائدة مجددا، الثقة غير كافية بتاتا، الحركات التكفيرية المتطرفة عموما وداعش بالخصوص هي والصهيونية خرجتا من رحم أم وحيدة وهي الرأسمالية الليبرالية الجديدة المتوحشة، وأباهما الحقيقي هو أمريكا وبريطانيا وفرنسا، ليكون العالم العربي الإسلامي هو الضحية الوحيدة، أما الأليات والوسائل فلا تختلف وتكاد تكون متشابهة حد التطابق: مجرمون زناة الفكر والجسد، دعاة الهيكل الثاني، مفضوحون لو غطوا تطرفهم براياتهم السوداء وبألف صحيفة خضراء، همج ومرتزقة وقطاع طرق ورعاع وتحريف النص وانحراف الشخص وعقول مغيبة تعمل بالأساطير وبالأباطيل، هناك على أبواب الماضي أرض الميعاد واليوم يعاد تكرار هذا المصطلح بكثرة وبقوة، هناك هجرة كما اليوم يدعون للهجرة، هناك القوى الغربية تمول التدريب والتمرين وتساعد بالعتاد وتمد السلاح واليوم تعاد نفس السيناريو، هناك أمراء ورؤساء وملوك وسلاطين يقومون ببيع ما لا يملكون وهنا كذلك، هناك تقويض للمقدس لخلق بديل وهنا ليسوا بعيدين أيضا، هناك تطرف وبغض وكراهية وتعصب وشوفينية " حركة شتيرن، أراغون، هاغانا، مجزرة بحر البقر، مجزرة دير ياسين، .. " وهنا السلفية والوهابية وداعش.
داعش هي بذرة الإرهاب التي تثمر القتل، إنها خطر إرهابي عالمي بامتياز، ونحن لسنا بمنأى عن هذا الخطر ما دمنا جزءا من هذا العالم، إنها خطر حقيقي وداهم على البشر والشجر والحجر، لا على صورة الدين الإسلامي فقط، إنها خطر على أحلام العباد وعلى تطلعات البلاد، إنها ضد ثقافة الحياة والجمال والأمل.
لم يفت الأوان بعد، علينا بالفكر والفن وتوحيد الصف هذا هو الخندق الأقوى والأكبر في مواجهة هذا التطرف الصهيوني الداعشي، لا تراهنوا على تحالفات ولا ترهنوا آمالكم بمبادرات إلا إن كانت من وحي فكر الشرق صاحب المصلحة بحل تناقضاته، وليبحث دعاة هيكل عن هيكلهم بعيدا عن منطقتنا، لا تقبلوا بقرن التطرف والإرهاب ولا يخدعكم بعض الغرب بتعاطفه وعطفه، فصهيون في الأصل هو موحد السلفية والوهابية والاخوان وغيرها أما الناتو فهو من خلف الباب يوجه دفة داعش الإرهابية.
يجب أن ندرك أن الإرهابي دوما يبقى إرهابيا ولا يعترف بأنه إرهابي، لأن الآخر في معتقده الفكري وعقيدته التكفيرية هو الإرهابي، وتحضرني مقولة قالها د. عبد الجواد ياسين في كتابه "مقدمة في فقه الجاهلية المعاصرة" بأن الإرهابي رغم شناعة وفظاعة الجرائم التي يرتكبها ضد المجتمع الإنساني ينكر وينقض ويدحض فعله الإرهابي، لكن من حظنا أننا نعرفه ليس فقط بفكره الإرهابي بل حتى بأفكاره التي لا تتغير.
أخيرا، إذا وجدت مواطنين في وسائل الاعلام المقروءة أو المسموعة أو المرئية يقولون بأن الإرهاب لا يزال بيننا ويشكل علينا خطرا، لا ليحذروك بل ليقولوا لك عزيزي القارئ بأن إرهابيي السنوات الماضية أصبحوا أكثر عددا هذه السنة وليؤكدوا لك بأن إرهابيي السنوات القادمة يوجدون بيننا.

الإنسانية هي الحل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عضو الكنيست السابق والحاخام المتطرف يهودا غليك يشارك في اقتح


.. فلسطين.. اقتحامات للمسجد لأقصى في عيد الفصح اليهودي




.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال صبيحة عي


.. هنية: نرحب بأي قوة عربية أو إسلامية في غزة لتقديم المساعدة ل




.. تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل