الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
على ضفاف نهر الحب (4)
طارق ناجح
شاعر، قاص، وكاتب
(Tarek Nageh)
2015 / 4 / 23
الادب والفن
مَرَّ شهرٌ كامل على اللقاء الأول بين ياسمين ويوسف ، وهما يلتقيان مرتين يومياً .. في الصباح والمساء .. حَتَّى يوم أجازته الأسبوعية ، كان يأتي ليتناول عشاءه مع رفاقه ، ويدور حديث طويل بينهما ، حديث لا يسمعه أحد سواهما .. حديث الأعين العاشقة ، والقلوب الولهى .. الهائمة في عالم سحري .. عالم ملئ بالسعادة والبهجة .. ملئ بالمتعة والنشوة .. نشوة السكران بلا خمر .. ومتعة العاشق بلا عُهر .. لقد وجد كل منهما خِلَّهُ الذي كتبه الله له قبل بدء الخليقة .. وكانت السماء رفيقة بهما ، فلم يحول الزمان ولا المكان دون لقاءهما .، وكأنها تقول لهما .. يا أحبائي لقد نِلتُما ما يكفيكما من حزن وألم .. من حرمان وندم .. من فقر وعذاب وشجن .. ولكن حقاً هل إبتسمت لهما الحياة .. هل تَرَّفق بهما القَدَرْ .. هل سيهِبَهُما برداً وسلاماً .. أم عذاباً وإيلاماً .. لم يُفَكِّرا طويلاً فيما تخبئه لهما الأيام .. فهما يحلِّقون بعيداً في سماء الأحلام .. أحلام مليئة بالحب والأمل والطمئنينة والسلام .. لقد وجد كل منهما الآخر ولن يُفَرِّق بينهما بشر أو جان . . لن يُفَرِّق بينهما مكان أو زمان .. فكيف لمن وجد نهر الحب .. أن يموت ظمآنٌ . ذات صباح إتفقا على لقاء في المعادي .. فهي ستذهب لخالتها بحدائق المعادي .. ولكن يمكنها قضاء بعض الوقت في السير مع يوسف في طريقها إلى خالتها . إستقلَّا المترو من محطة المعصرة .. ووجدا مقعدان متجاوران في العربة الأخيرة . جلسا إلى جوار بعضهما للمرة الأولى منذ أن عرفا بعضهما .. فتعانقت أيديهما .. وحَلَّقت قلوبهما بعيداً بعيداً وكأن العربة خلت إلا منهما ، وكأن الزمان توقف خشوعاً لهذين القلبين العاشقين . نزلا من المترو في محطة المعادي ليتهَاديا في شوارعها الهادئة .. ذات الأشجار المتناثرة على جانبي الطريق .. الوارفة المتشابكة الأغصان ليستظِلَّ بها السائر من أشعة شمس الصيف القاسية ..
يوسف وهو ينظر إلى عينيها الجميلتين :-
خلاص هانت يا حبيبتي .. كلها شهرين أو ثلاثة والشهادة هتبقى في أيدي . وإن شاء الله هجيب أهلي من الصعيد علشان أخطبِك .. وبعدها هشتغل ليل نهار .. لحد ما نبقى مع بعض طول الُعُمر .. طول العُمر
ياسمين :- بس أنا خائفة يا يوسف .. خائفة من بُكرَة ..
يوسف ويديه تحتضن يدها في لين و رفق :-
متخافيش يا عُمري .. إحنا مشً عايزين حاجة من حد ولا من الدنيا غير إننا نكون مع بعض .
|
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. وفاة والد الفنان محمد رمضان وتشييع الجثمان بعد صلاة الجمعة
.. كلمة الفنانة الصاعدة ياسمين العبد في حفل افتتاح المتحف المصر
.. بداية مبهرة لحفل افتتاح المتحف المصري الكبير بافتتاحية غنائي
.. مراسلة الجزيرة: تضارب بين الرواية الإسرائيلية ومحافظة القدس
.. «تجلّيات الخط العربي» للخطاط الحاج نور الدين تجمع بين جماليا