الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف تصبح رئيسا لمؤسسة دستورية في 14 يوما بدون تاريخ نضالي

الحسان عشاق
روائي وكاتب صحفي

2015 / 4 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


كيف تصبح رئيسا لمؤسسة دستورية في 14 يوما بدون تاريخ نضالي


الكوادر الحزبية والسياسية والفكرية المدربة المؤهلة لنشر الوعي السياسي والتثقيف والمثاقفة في طريق الانقراض، واصبحت الاطارات السياسية تغرق تدريجيا في جيش المتنطعين والطامعين والزاحفين والمتاجرين في الرصيد النضالي لاجيال بكاملها.
فالتشويه الذي تعرضت له احزاب الصف الوطني والديمقراطي نتاج الانفتاح السياسي واندياح وتراجع الصراع التاريخي بين النظام الممثل في القصر والتنظيمات اليسارية التي كانت تطمح الى استبدال النظام القائم بنظام اشتراكي تنتفي فيه الطبقية والفوارق الاجتماعية تطبيقا لنظرية حكم الشعب بواسطة الشعب لمصلحة الشعب.
فالانفتاح وتراجع الافكار الثورية التي خلقت توازنات لعشرات السنين ادى الى اختراق خطير ومستمر للاحزاب التاريخية من قبل شرذمة الفساد وقطاع الطرق التي لا تؤمن بالفكر والتنظيم ونشر المعرفة السياسية من منطلق الايمان العميق بالقضايا المجتمعية لانها عناصر امية وجاهلة عنيفة دخيلة ومندسة تبحث عن الاختباء والهرب من المتابعات القضائية ومستعدة لتغيير اللون السياسي حسب الظروف والمصالح وتعارضها مع الاجهزة الحزبية.
ولان الاحزاب السياسية الوطنية تحولت الى بنية استقبال للنفايات السياسية المتورطة في تبذير المال العام وارتكاب جرائم التزوير ونهب خيرات الشعب وممارسة النصب والاحتيال مما يعني ان الاحزاب بصفة عامة لم تعد تحتكم الى الفكر والاديولوجية والانتماء العضوي للتنظيمات السياسية بل الى القوة المالية.
 فالاحزاب اليسارية التقليدية المنخرطة في اللعبة السياسية لم تعد تحترم ذكاء المنتسبين بعد الانقلاب الذي عرفته مؤخرا بظهور زعماء يؤمنون بالمصلحة الخاصة وفي سبيل تحقيقها مستعدون لبيع الاطار بدليل ان مؤسسات عريقة اعتبرت خزانا للفكر التقدمي والثوري والمناضلين الشرفاء وقدمت شهداء بالعشرات انحرفت وزاغت عن المسار التاريخي وتحولت عن وعي وادراك الى مؤسسات لتبييض الاموال وغسلها من منطلق توسيع القاعدة الجماهيرية والبحث عن تقوية التواجد الحزبي في المؤسسات الدستورية على المستوى الوطني وتشكيل فريق نيابي قادر على انتزاع مكانة مهمة في المشهد السياسي بحثا عن تحالفات من موقع القوة العددية للانتساب الى الحكومة القادمة وخطف نصيب من الوزارات لتحقيق الاصلاح المنشود بمعنى ان الاصلاح لم يعد مستحيلا بالقوة الجماهيرية والارادة الجماعية بل يجب ان يكون انطلاقا من القبض على المسؤولية الوزارية والمشاركة في الحكومة وهي طروحات انتهازية صرفة لمجموعة من القابضين على جمرة المسؤولية السياسية,كما ان قضية التحالف لم تعد تشكل اية  حساسية وعوائق بالنسبة لاحزاب الصف الوطني والديمقراطي المهم النتائج المتوخاة ، فقد راينا كيف تحالف الحزب الشيوعي مع الحزب الاسلامي وكيف تحالف اقصى اليمين المخزني مع اقصى اليسار لان المبادئ في العمل السياسي مجرد خرجات للاستهلاك ومحاولة للتفرد والتميز، لكن الاكيد ان الاحزاب اليمينية لم تتغير اساليبها وطرق تدبيرها للخلافات السياسية لكنها ساهمت في تغيير وتطويع الاحزاب اليسارية التي سارت على نفس النهج في الاستقطاب بتقريب رؤوس الاموال المتعفنة بدل الافكار  والرهان على الكم وليس الكيف.
 وهناك تنظيمات راهنت في البداية على الافكار من خلال تاسيس جمعيات للفكر والنقاش السياسي لتتحول الى حزب سياسي لم يستطع الحفاظ على مسافة بينه وبين الاحزاب المخزنية, بعد اغراقه في الكائنات الانتخابية والانتهازية,
وامام رغبة الاحزاب في نصيب من الكعكة الحكومية فانها ملزمة باستقدام قطع غيار قادرة على تحقيق المعادلة بعيدا عن الافكار والاديلوجيات والمواقف الصلبة ومعادة الاجهزة الرسمية لذلك تجندت كافة الاحزاب السياسية في المغرب وفتحت الباب على مصراعية للقوى المالية الملوثة وخاصمت القوى الفكرية، وهي مقدمة للتصالح والتواطؤ مع ناهبي الثروات الوطنية .
فقد انتصرت القوى المالية وتحكمت في مصير الاحزاب الوطنية واصبحت تنظر وتقدم  دروس تقوية في شراء الذمم واستخدام الابواق وتوزيع المال الوسخ من اجل كسب المراتب المتقدمة في المشهد السياسي المتشرذم الذي انتفت فيه الاجنحة والتصنيفات التاريخية.
 فالفكر والتنظير والنضال المجتمعي التشاركي لم يعد اساسا للتعامل الانتخابي وليس بمقدوره تسمين صناديق الاقتراع، فمن خلال التجارب الحقيقية والمعاشة عن كيفية كسب الرهانات والاستحقاقات الدستورية وتحقيق انتصارات كبيرة ووضع اليد على المؤسسات الدستورية محليا واقليميا وجهويا ووطينا وطريقة عقد تحالفات مصلحية للظفر بالمسؤولية والصمود في وجه الافتحاصات المالية والاساليب الناجعة في تليين مواقف المعارضة وشراء الذمم واسكات الضحيج الاعلامي في اقل من 14 يوميا لتحقيق النصر التاريخي ويصبح الحزب اول قوة سياسية في المشهد الوطني، فقد ادارت المؤسسات الحزبية ظهرها للنقاشات الفكرية التي تستمر لايام بدون فائدة وتنتج الخلافات والشرخ الداخلي والانقسامات اصبحت اللغة المتداولة في الصالونات وداخل المقرات الحزبية عن  الراسمال الذي سيصرفه فلان في الحملة الانتخابية في مواجهة الخصوم لانتزاع المقعد وتحفيظه ، وكم من الاصوات سيجنيها، ومن سيسانده، هل يحظى برضا وعطف الدوائر الرسمية وغيرها من الاسئلة التي تدور في نفس المنحى والاتجاه لايهم ان يخدم الساكنة ويدافع عن المصالح المشتركة للمواطنين. فالاهتمامات المصيرية لم يعد لها مكان في التصورات الحزبية.
فلكي تصبح رئيسا لجماعة قروية وحضرية ورئيسا للمجلس الاقليمي والجهوي وبرلمانيا ووزيرا عليك ان تكون ذو مال، وعليك اتباع الخطوات التي سار عليها تجار الانتخابات، لانه لا مكان في المغرب للفكر والديقمراطية. فهذه مشاريع انسانية كونية ستبقى مؤجلة...؟
الحسان عشاق- المغرب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو العسكرية شمال محافظة بابل ج


.. وسائل إعلام عراقية: انفجار قوي يهزّ قاعدة كالسو في بابل وسط




.. رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل: قصف مواقع الحشد كان


.. انفجار ضخم بقاعدة عسكرية تابعة للحشد الشعبي في العراق




.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي