الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يحيي مسرحاً نقش خليل شوقي ...على خشبته حكايات بغداد

فاضل خليل

2015 / 4 / 27
الادب والفن


في العام 2004 كتب خليل شوقي يقول موضوعا موسوما ( المسرح العراقي الحديث ... سيرة فنية ) يقول فيها " وأنا أقف على أبواب الخامسة والثمانين، أشيد بالدور الجهادي الكبير الذي واجهه المسرحيون - المؤسسون من ظنك مالي وعدم توفر مسارح خاصة فضلاً عن النظرة المتدنية من المجتمع والدوائر الحكومية ذات العلاقة. "(1) . وظل الرأي والنظرة بدون تغيير حتى غادرنا .
وظلت علاقته ببغداديته وثيقة وكان ينحت في البحث عما يعزز تلك المثل القديمة ويقول ايضا وهو يدون سيرته المختصرة " أوثر تناول مرحلة العشرينات من القرن العشرين، حيث أدركتها في طفولتي وشاهدت بضعة اعمال استهوتني فولجت باب هذا الفن النبيل ، الصعب "(2). وعن تاريخه مع فرقة المسرح الفني الحديث التي الغيت مع باقي الفرق المسرحية في عام 1963 يقول " وفي عام 1964 عندما اعيد قانون تشكيل الفرق المسرحية ، اتفقت في عام 1965 مع الفنان ابراهيم جلال باعتباره اول رئيس لفرقة المسرح الحديث مع بعض الشباب من المجموعة نفسها الذين توسمت فيهم قدرات فنية متميزة فأعيد تأسيس _ فرقة المسرح الفني الحديث _ واصبحت بعد ذلك مدرسة للتجارب والتيارات المسرحية تخرج منها مجموعة من الشباب انتثروا وروداً عطرة في الوطن وخارجه . ولما لم يكن بمقدوري اعادتها بنفس الاسم - أي باسم ( فرقة المسرح الحديث ) - آثرت اضافة كلمة ( الفني ) لتصبح ( فرقة المسرح الفني الحديث ) . واعتزازاً مني باستخدام نفس شعار الفرقة السابق والذي صممه الفنان الكبير الراحل جواد سليم ، قام الرسام صادق سميسم باضافة كلمة الفني على الشعار " (3) . وعن أسباب تمسكه بالمسرح أو بالفن عموما يعزو ذلك الى أن حافزه وهدفه الأساس هو تعزيز ثقة الناس وتماسكهم ببعضهم في زمن يصفه خليل شوقي بأنه " حافل بالقتل والاعدامات والسجون "(4).
هذا غيض من فيض خليل شوقي بث فيه بعضا من أسباب الابداع الذي ميز مسيرته الطويلة والتي زادت على نحو أكثر من ستة عقود وتزيد كان فاعلا فيها بكل المجالات ، المسرح ، والتلفزيون ، والسينما ، والاذاعة . اذا ما أخذنا بنظر الاعتبار كونه واحد من طلاب الدورات الأولى في معهد الفنون الجميلة الذي تأسس فيه فرع التمثيل في عام 1940 من قبل حقي الشبلي . وحقي الشبلي _ حسب خليل شوقي _ كان له الدور الأكبر في تحويل الهواية والعفوية الى منهج علمي بعد تأسيس فرع التمثيل بمعهد الفنون الجميلة في بداية الأربعينات .
وفي استذكارنا السريع للمبدع خليل شوقي لابد لنا من المرور على احد الصروح الهامة في حياته والذي قدم عليه أهم عروضه المسرحية من امثال :* النخلة والجيران * القربان .* اضواء على حياة يومية . * الحلم . * خيط البريسم . * الينبوع . * الانسان الطيب . * السيد والعبد . وسواها . انه مسرح بغداد ، وإنها فرقة المسرح الفني الحديث ، الفرقة التي كان واحدا من مؤسسيها ، وكانت الوحيدة التي امتلكت مسرحا خاصا بها هو [ مسرح بغداد ] وقدمت عليه عروضها الخاصة ، وكانت كثيرة اضافة الى عروض لفرق أخري . مسرح بغداد الذي حظي بشرف زيارات كبار المثقفين والسياسين من شعراء وعلماء وفنانين من أمثال: الجواهري ، والبياتي ، وفيروز ، والرحابنة ، وأسماء كبيرة وكثيرة أخرى ، يكفي أن يكون [ جواد سليم ] من صمم شعارها وساهم مع إسماعيل الشيخلي ، وفائق حسن ، وكاظم حيدر في تصميم الديكورات والملابس والإضاءة لمسرحيات روادها من أمثال : إبراهيم جلال ، يوسف العاني ، جعفر السعدي ، جاسم العبودي ، سامي عبد الحميد ، خليل شوقي ، زينب ، ناهدة الرماح ، زكية خليفة ، مي شوقي ، آزادوهي صموئيل ، روميو يوسف ، مجيد العزاوي ، وصولا لنا نحن ابناء الجيل الثالث للفرقة ، وغيرنا مئات الأسماء بذات القيمة كان لها الاثر البالغ في تطوير حركة المسرح عراقيا وعربيا وعالميا . مسرح خليل شوقي الذي سعى بفضل الاهداف التي حددها كتاب يوبيلها الفضي 1952 - 1977، الذي أكد على :
1 . العمل على تقديم المسرحية العراقية من أجل تطويرها . وتشجيع كتابة النص المحلي وتشجيع الطاقات الشابة في التأليف على الالتزام بالجوانب الانسانية – والاجتماعية - والسياسية .
2. العمل على تشجيع المخرجين الجدد من ألاعضاء في دخول عالم الاخراج .
4. تعميق الوعي بالثقافة المسرحية وقيمها الفكرية والجمالية للاعضاء .
هذا وسواه الذي ميز العمل في فرقة المسرح الفني الحديث التي نقلت لغة المسرح نصا وأسلوبا من التقليدية الموغلة بالتبسيط ، الى رحاب المسرح الملتزم ذو الأصول المعاصرة لغة والتزاما وتوازنا وأسلوب تفكير ، الرافض لكل ما هو سائد ومكرور . وهو ما جعلها قريبة من الناس بأنواعهم ، حاكتهم بمختلف ثقافاتهم فأصبح لها جمهورها الخاص والمعرف باسم جمهور فرقة المسرح الفني الحديث . لذلك وجدت بأني حين أستذكر خليل شوقي ، لابد لي من استذكار الصرح الذي ساهم بتأسيسه ( فرقة المسرح الفني الحديث ) ومقرها الرسمي ( مسرح بغداد ) ، غادرنا خليل شوقي وتعتصره الغصة من ان هذا الصرح الذي شهد مجده ومجد زملاءه يعاني من الاهمال حتى صار لشدة اهماله ( مكبا للنفايات ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء


.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في




.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و