الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحمد سيف: شخصية من مصر

محفوظ أبوكيلة

2015 / 4 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


أحمد سيف الإسلام عبد الفتاح حمد (9 يناير 1951 ـ 27 أغسطس 2014). ولد في مركز حوش عيسى بمحافظة البحيرة. متزوج من الأستاذة الدكتورة ليلى سويف، وله ثلاثه أبناء هم علاء ومنى وسناء. تخرج من كلية الإقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة سنة 1977، حصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة سنة 1989 أثناء قضائه لفترة إعتقال لخمس سنوات ، كما حصل على دبلوم العلوم الجنائية من نفس الجامعة، هو محام وحقوقي وناشط يساري مصري.
اعتقل أحمد سيف أربع مرات، اثنتين في عهد السادات واثنتين في عهد مبارك كان أول اعتقال له لمدة يومين سنة 1972 ـ علي إثر مظاهرات الطلبة من أجل تحرير سيناء ـ وكان آخر اعتقال أيضًا ليومين سنة 2011، أما أطول فترات اعتقال أحمد سيف فكانت سنة 1983، حيث قضى خمس سنوات في سجن القلعة ـ الذي يصفه سيف بأنه كان أبشع بكثير من سجن طرة في التعذيب ـ بتهمة الإنتماء إلى تنظيم يساري، حيث قُبض على 16 شخصًا، أُفرج عن 11 منهم وبقي سيف وأربعة من زملائه، وكان من بين الاتهامات التي وجهت إليهم حيازة سلاح (أقر سيف فيما بعد بأنه كان صحيحًا)، وقد تعرض سيف أثناء هذه الفترة للضرب والتعذيب بالكهرباء والعصي وكسرت قدمه وذراعه، وتقدم وقتها ببلاغ للتحقيق في تلك الوقائع، ولكن لم يحقق أحد فيه، وقد ولدت ابنته منى أثناء وجوده في السجن. أما آخر مرة تعرض فيها للإعتقال فقد كانت يوم موقعة الجمل في 3 فبراير 2011، حيث اقتحمت قوات الأمن مركز هشام مبارك واعتقلت أحمد سيف ومن كانوا معه من الحقوقيين والمراسلين والصحفيين وأفرج عنه بعد يومين.
علاقة سيف بالعمل العام والسياسة بدأت مبكرا فقد شارك في قيادة الحركة الطلابية المصرية إبان دراسته في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة في عقد السبعينيات من القرن الماضي، إلا أنه كرس حياته بعد ذلك للدفاع عن حقوق الإنسان والذود عن المظلومين والمقهورين، كماحرص على مأسسة عمله، فشارك في إنشاء مركز هشام مبارك للقانون عام 1999 وتولى إدارته منذ إنشائه.
ولم تكن الرسالة مرحبا بها من جانب أهل الحكم، فنال نصيبه من الملاحقة بمختلف أنواعها، لكنه وقف صامدا وقد تعملقت في نفسه الرغبة في الدفاع عن كل المظلومين والمضطهدين، فأصبح حاضرا دائما في محاكم مصر يدافع متطوعا عن هؤلاء من كل اتجاه. وتتنوع قائمة من هب سيف الإسلام للدفاع عنهم لتشمل الاشتراكيين الثوريين ، وتمتد كذلك إلى المنتمين لحزب التحرير الإسلامي وكتائب عبد الله عزام والمتهمين بتفجيرات طابا عام 2004، والعمال المنتفضين في احتجاجات شعبية بالمحلة يوم 6 أبريل 2008. استمر نضال سيف الإسلام بعد ثورة يناير 2011، وتصدى بقوة لقانون التظاهر الذي أصدره عدلي منصور الذي نصّب رئيسا مؤقتا بعد 30/6/2013 واعتبر في لقاء تلفزيونى معه أن: "الشعب المصري يخوض معركة من أجل الحرية ضد أجهزة الأمن والمخابرات التي أعادت ترتيب أوراقها وسيطرت على مفاصل الدولة من جديد".
والمثير في تجربة أحمد سيف الإسلام أنه لم يكتفِ بتقديم جهده لوطنه ومواطنيه، وإنما وهب لهم عائلة شاركته النضال، فابنه علاء عبد الفتاح هو أحد أبرز الناشطين الشباب في مصر لينتهي به الأمر بالسجن لمدة 15 عاما بتهمة التظاهر لرفض المحاكمات العسكرية للمدنيين، ولحقت سناء بشقيقها علاء في السجن بتهمة التظاهر، بينما تواصل منى عملها في مناهضة التعذيب ورفض المحاكمات العسكرية للمدنيين، متوقعة اللحاق بشقيقيها في أي وقت، وزوجته هي الناشطة والأكاديمية د. ليلى سويف التي كان لها دور كبير في حركة 9 مارس المنادية باستقلال الجامعات، وأخت زوجته هي الكاتبة الشهيرة أهداف سويف. وقد حاول جهده حتى وإن كانت الظروف أقوى منه، فانتهى به الأمر لأن يعتذر لابنه علاء لأنه ورّثه السجون والمعتقلات ولم يتمكن من تحقيق أمله في توريثه مجتمعا يحافظ على كرامة الإنسان.
رحل يوم الأربعاء 27 أغسطس عن عمر يناهز 63 عاما جراء مضاعفات صحية أصابته بعد إجراء عملية في القلب قضى على إثرها أسبوعين في وحدة العناية المركزة بأحد مستشفيات القاهرة. وكما كان الرجل مدافعا عن كل المظلومين من كل التيارات، فقد نعاه الكثير من الشخصيات العامة على اختلاف توجهاتهم السياسية فور سماعهم نبأ رحيله،وبكاه الكثيرون ممن عمل على إنصافهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كان يمثل في ذاته عقبة كأداء
كمال غبريال ( 2015 / 5 / 3 - 06:41 )
عزيزي أستاذ/ محفوظ: لقد تناولت شخصية -أحمد سيف- من حيث الشكل، أي من حيث نشاطه الوطني، وهذا جيد بلاشك، فنحن في أمس الحاجة لشخصيات تضع الأمر العام في مقدمة أولوياتها واهتماماتها. لكن هذه المعالجة وحدها لا تكفي، إذ يجب معها النظر -للموضوع- وليس فقط -الشكل-. أقصد بالموضوع محتوى مواقف وآراء المثقف والناشط، وما إذا كانت تعد بالنسبة لبلاده وشعبه دفعة للإمام حضارياً، أم كان يمثل في ذاته عقبة كأداء، تضاف إلى آلاف العقبات في طريق مصر نحو التوافق مع العصر ومفاهيمه، وأظن أن الراحل -أحمد سيف- كان نموذجاً لمثل هذه العقبات. . تحياتي


2 - يكونون نكبة على شعوبهم
كمال غبريال ( 2015 / 5 / 3 - 06:43 )
جاء بالمقال: -وتتنوع قائمة من هب سيف الإسلام للدفاع عنهم . . . . . . . وتمتد كذلك إلى المنتمين لحزب التحرير الإسلامي وكتائب عبد الله عزام والمتهمين بتفجيرات طابا عام 2004،-. . هذا نموذج لما أتحدث عنه، من أن أمثال هؤلاء النشطاء، يكونون نكبة على شعوبهم وبلادهم !!


3 - حقوق الإرهابيين
كمال غبريال ( 2015 / 5 / 3 - 14:06 )
لا نعيب على محام دفاعه عن متهم أياً كانت جريمته، فهذه هي مهنته، التي قد تمتد للدفاع عن قاتل أو تاجر مخدرات، فهؤلاء لا نلومهم على مهنيتهم ومهنتهم، لكنهم لا يستحقون منا التمجيد. لكننا نتحدث هنا عن ناشط سياسي، يكرس حياته لقضية الحرية والحداثة، ويستطيع التفرقة بين الدفاع عن الحرية والأحرار، وبين تكريس جهده لإفلات الإرهابيين من يد العدالة والقانون. . شتان بين الدفاع عن -حقوق الإنسان-، وبين الدفاع عن -حقوق الإرهابيين-!

اخر الافلام

.. قبل عمليتها البرية المحتملة في رفح: إسرائيل تحشد وحدتين إضاف


.. -بيتزا المنسف- تثير سجالا بين الأردنيين




.. أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط


.. سفينة التجسس بهشاد كلمة السر لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر




.. صراع شامل بين إسرائيل وحزب الله على الأبواب.. من يملك مفاتيح