الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الباعة الجائلين..مشكلة مزمنة

محمد نبيل الشيمي

2015 / 4 / 28
حقوق الانسان


ربما كنت من المستائين من ظاهرة دولة الباعة الجائلين الذين فرضوا نفوذهم علي ميدان رمسيس حتي أصبح الميدان بؤرة مناهضة للدولة مع محاولات لفرض سياسة الأمر الواقع وكنت أتعجب من قيام بعض الباعة بإحتلال جزء من المبني الأثري المملوك لسكة حديد مصر وتحويله إلي محل لبيع عصير القصب والمشروبات الغازية وكنت أسأل نفسي متي تفرض الدولة سلطتها علي دولة رمسيس وتعيد الإنضباط إلي الشوارع وتفسح مجالا للمواطنين للسير الآمن...وأخيرا نفذت الدولة حملة أمنية موسعة لإعادة الإعتبار لميدان هو الأهم في كل ميادين مصر فهو ملتقي الخطوط الحديدية بين محافظات مصر ومنه تنطلق وسائل النقل البري إلي كل مدن وقري مصر..رأيت اليوم الميدان يسترد عافيته ولكن تبقي جذور المشكلة بغير حل جذري ففي رأيي أن الدولة عاجزة تماما في معالجة أسباب مشكلة الباعة الجائلين هؤلاء الذين نزحوا من كل أصقاع مصر هربا من بطالة قاتلة خاصة تلك النوع من البطالات الذي يخص الأعداد الهائلة من الشباب الذين تتراكم أعدادهم سنويافي سوق العمل ومن ثم ينزحون إلي المدن الكبري وعلي الأخص القاهرة لخلق فرص عمل لأنفسهم بديلا عن نظام إقتصادي أراه نظاما فاشلا تحت وهم قدرة إقتصاد السوق الذي يدعي منظروه أنه القادر علي إحداث تنمية إقتصادية في مصر وهو زعم كاذب وقد كان لتراجع الدولة وتقليص دورها في إدارة الشأن الإقتصادي منذ بدأ الأخذ بالسياسات الإقتصادية التي لم تؤمن بدور الدولة منذ عام 1974 بصدور قوانين الإنفتاح الذي بشر به السادات وكهنة النظام الرأسمالي الذين حولوا مصر لعزبة خاصة يملكها رأسماليو إقتصاد المحاسيب وإتباع سياسة خصخصة كل شيئ والذي أدي إلي إهدار الأصول المادية والمعنوية للدولة لحساب مجموعة أطلقت علي نفسها رجال الأعمال...كان هذا كله سببا في زيادة البطالة وإنتشار العشوائيات وإستقبال بؤر الجريمة المنظمة والفردية وجماعات الإرهاب أعدادا كبيرة من الذين فرض عليهم التقاعد بعد التخلص من المؤسسات التي كانوا يعملون بها فضلا عن القضاء علي أجيال كاملة من الكوادر الفنية والإدارية المدربة علي مستوي كافة الصناعات المصرية..هنا ماذا يفعل كل هؤلاء؟بالقطع سيبحثون عن فرص عمل يصنعونها بأنفسهم ولا يجدون غير الشارع كي يباشرون نشاطهم وهو في الواقع حق طبيعي لفئة مأزومة ومقهورة للنفاذ إلي حيث يحصلون علي الرزق ...إن حل مشكلة الباعة الجائلين لا يمكن أن يكون بالبطش والكر والفر والملاحقات الأمنية ولكن بالإعتراف بحق هؤلاء الباعة في الحصول علي فرص عمل وطالما الدولة عاجزة عن ذلك يبقي الحل في توفير أماكن يباشر فيها الباعة نشاطهم تحت رقابة الأجهزة المعنية ولا يلاحقون فيها ومن ثم يمكن ضمهم إلي الإقتصاد الرسمي...ولكن يبقي الحل الجذري للمشكلة وهو برامج التنمية الإقتصادية ..التنمية التي حرم منها قطاع واسع من المصريين خاصة محافظات الوجه القبلي التي تعد المحافظات الأكثر فقرا ومنها ينزح مواطنوها هربا من حياة بائسة مرة ...لقد أصبحت مشكلة الباعة الجائلين مشكلة بغير حلول عادلة وهي وأن كانت مشكلة مزمنة في مصر كغيرها من دول العالم الثالث إلا أنها تبقي حصوصية مصرية في بلد ضن علي أولاده ودفع بهم إلي أتون القهر بفعل سياسات إقتصادية صنعها نظام فاسد ولم يجن ثمارها غير حفنة أشرار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توقف الأونروا عن تقديم خدماتها يفاقم معاناة الفلسطينيين في ق


.. تضامناً مع الفلسطينيين في غزة.. عشرات الطلاب يتظاهرون بالموت




.. ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين: ما رأيته في غزة ي


.. آلاف اليمنيين يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة




.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل