الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سر استعصاء العرب على الانخراط في مسيرة الحضارة وفقر اسهامهم بها ؟ (2)

مسَلم الكساسبة

2015 / 4 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


.... ومن علامات ذلك التجاهل والافتراء على الامم الاخرى أنهم يعلمون التلاميذ في المدارس والمناهج ان الامم الاخرى كانت ضالة وجاهلة تغط في سبات عميق من التخلف والجهل وأنهم هم من اخرجوها من ذلك التخلف .. متجاهلين امرين :

- مدنا بأسرها مبنية على اروع الطرق الفنية والهندسية ، ما زالت تملك الادهاش والإبهار حتى اليوم وبعضها رممت وتقام بها المهرجانات الفنية والثقافية حتى اليوم أيضا
وهي موجودة في بلادهم ذاتها ، بينما لا توجد لهم انفسهم مثلها بل اقل منها في بلادهم انفسهم فضلا أن تكون لهم في بلدان تلك الأمم حتى التي غزوها وحكموها والتي يرمونها بالجهل والتخلف ،
مع ذلك تجدهم ينكرون ويتجاهلون كل تلك الحقائق على الارض ويرمون تلك الامم بكل الموبقات ، وأنهم هم من اناروا لها حياتها بعلمهم وحضارتهم المزعومة ؟؟

- والثاني حاضر تلك الامم المشرق والعظيم الذي نشهده بأعيننا اليوم في كل حقول وميادين العلم والتقنية والذي ينبئ عن ماض عظيم ومشرق لتلك الامم في العلوم والفلسفة والفن والعمران أسست وبنت عليه وارتقت .. لأن الحضارة كما قلنا بناء تراكمي ، ولا يمكن لأمم نشهد ما نشهد اليوم من بلائها في شتى ميادين العلم والمعرفة وتطبيقاتها أن يكون غابر ماضيها كما ندعي ونصمها به من جهل وتخلف ...الخ الرواية

تلك الأمم الذي لم يختلف موقف العرب منها عما سبق بالمناسبة حيث يغزون تلك الامم بشراء منتجاتها او بالذهاب للعيش فيها والتعلم والعمل والاستطباب او هروبا من الاضطهاد وبحثا عن الحرية واحترام الانسان ، مع ذلك يستمرون بلعنها ويكفروها وينكرون فضلها وهو بين أيدهم وعلى أجسادهم وفي بطونهم وامام عيونهم مراكب تسير وطائرات تطير وتقنيات اتصال وثورة عارمة مذهلة في كل الميادين تعج بها الحياة لكنها لا تكفي أن يسمعوا صوتها اوى يروا جحافلها ليعترفوا بها .. فنتازيا انتهازية عجيبة جدا ..

انك مثلا أينما ذهبت في بلاد الشام وكذلك شمال افريقيا تجد المدن الأثرية والشوارع المبلطة والأعمدة والمنحوتات الجميلة والمسارح والمدرجات الراقية التي تملك أنظمة للصوت والرؤية والعرض في غاية الروعة والإبهار لم يكن العقل الذي ابدعها ابدا كما يدعي العرب الذي ليس لهم مثل تلك الأوابد و الآثار حتى في عز دولتهم .

سياسة الانكار والتجاهل هذه لا تفسير لها إلا انها نوع من ميكانيزمات الدفاع لمن يجد نفسه أمام ورطة أو معضلة لا قبل له بالتعاطي الإيجابي معها فيلجأ لسياسة التعاطي السلبي وميكانيزماته المعروفة والتي منها تجاهل وإنكار الموقف أو المشكل كونها هي الخيار الوحيد المتاح امام قدرته وإمكاناته ازاء ذلك الموقف .. كمن يتجاهل مرضه الذي لا قبل له بدوائه مثلا ..

أما التفسير الآخر فكونها الاداة الوحيدة المتاحة في خضم المواجهة الحضارية سواء بالأمس حينما كانوا يغزون تلك الامم ويتواجهون وجها لوجه مع حضاراتها وعمرانها الذي لا يملكون مثله والذي كان من شأن الاقرار به ان يتوقفوا عن غزوهم ويجلسون من تلك الام مجلس المتعلم من العالم والمعلم . فيلجؤون لتحقير وتجاهل كل تلك المعطيات واعتبارها سقط متاع ووصف تلك الامم بالجاهلة وان غزوهم لها هو لتحضيرها وهدايتها او اليوم حينما يقفون عاجزين امام منتجات غاية في الروعة والتعقيد ولا قبل لهم بمضاهاتها حضاريا كما لا قبل لهم ايضا بغزو اصحابها وسبيها او نهبها وادعائها كما فعلوا بالأمس فلا يجدون بدورهم أمامهم من حل سوى التبخيس والانكار والتجاهل المشفوع بالذم والتكفير والتحقير ..

الأمر المدهش في مدى وحدود القدرة على التجاهل هو انهم ينكرون امورا على الارض موجودة فعلا ليس فقط يشاهدونها ويلمسونها بل ويحتاجونهخا ويشترونها ويستخدمونها ويتباهون بها أمام بعضهم وبحجم ما يستهلكون منها ..فتجد العربي ماخذ صورة له مع سيارته (صناعة تلك الأمم) أو بيته ( مبني على طرز وعلوم وهندسات ومواد وتقنيات هم منبعها ) أو ...الخ -
أقول : الأمر المدهش في مدى وحدود القدرة على التجاهل هو انهم ينكرون امورا على الارض موجودة :

- سواء قديما ممثلا بتلك الاوابد والآثار الرائعة بل والفلسفات والعلوم والهندسات التسي بنيت واشيدت تلك المدن على أساسها وبوحي منها.
فيعلمون التلاميذ في المدارس ومن خلال المناهج ذلك الانكار بينما هم عندما يريدون أن يأخذوهم في رحلة مدرسية لأوابد التاريخ لا يجدون سوى تلك الاثار الدالة على مستوى العمران والمدنية والعلوم التي بلغتها تلك الأمم ..ولا يجدون لهم أنفسهم ما سضاهيها على الارض ليأخذوا تلاميذهم اليها .. مع ذلك يعلمونهم خلاف ما يشاهدونه على الارض ؟!!

- او حديثا بتجاهلهم للتقنيات الرائعة وفائقة الابهار التي يستخدمونها نفسها في بث ذلك الانكار والافتراء ..والعلوم العظيمة التي بنيت تلك التقنيات بوحي منها وبناء عليها كعلوم نظرية تمت ترجمتها الى منتجات تكنلوجية مختلفة في شتى ميادين الحياة دون استثناء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. شبكة -أي بي سي- عن مسؤول أميركي: إسرائيل أصابت موقعا


.. وزراءُ خارجية دول مجموعة السبع المجتمعون في إيطاليا يتفقون




.. النيران تستعر بين إسرائيل وحزب الله.. فهل يصبح لبنان ساحة ال


.. عاجل.. إغلاق المجال الجوي الإيراني أمام الجميع باستثناء القو




.. بينهم نساء ومسنون.. العثور جثامين نحو 30 شهيد مدفونين في مشف