الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزة ..عودة الى الصفر

علي عبد السادة

2005 / 9 / 28
الارهاب, الحرب والسلام


ابرياء غزة، العائدون اليها بعد جلاء الاحتلال الاسرائيلي، كانوا يرغبون، بشدة، في ان يعيشوا حياة امنة مستقرة، اطفال غزة كانوا يبحثون بين الركام عن مدرسة يتلقون علومهم فيها او مكانا يتنفسون فيه بعيدا عن صور الدبابات والقتال، شباب غزة ارهقتهم البطالة والنزوح وعوائلهم حاملين الامتعة من مكان لاخر، كانوا يبحثون عن فضاء جديد في غزة يعيدهم من جديد الى حياة ضاعت منهم منذ زمن بعيد. لائحة الامال طويلة واغلب اهلها، اليوم، باتوا يأسفون على موت متجدد لأحلامهم بقدر اسفهم على ضحاياهم.
في هذا الوقت وفي ظل صورة شعبية مؤلمة ، كيف نفسر الان مغالاة البعض في اثبات الوجود في القطاع المحرر توا؟ كيف نفسر اهمال او تجاهل مطالب الناس في غزة؟
وحتى الحديث عن تفاصيل اندلاع الحادث،الانفجار الذي رافق الاحتفالات"المسلحة"ليتبعه اطلاق صواريخ القسام من القطاع، فهو امر اثار الكثير من الجدل والتشكيك حول السبب الحقيقي الذي يقف وراء الازمة حقا.الى جانب انه اشارة الى ضرورة اعادة النظر بأساليب العمل لدى بعض الفصائل وبالشكل الذي يلائم واقع القطاع الجديد.
كانت اسرائيل تنتظر، بفارغ الصبر، حدثا من هذا النوع. شارون الذي طرح مشروع الانسحاب لقى معارضه شديدة من قبل اليمين الاسرائيلي، الصورة الان متناقضة.. لقد اصبح شارون موضوعيا وعادلا - من وجهة نظر اليمين الاسرائيلي- عندما اطلق يد قواته ومنحها صلاحيات غير محدودة في ضرب الفلسطينيين، لينتهي الامر باستشهاد العديد واعتقال ما يقارب المائتين .
اليمين في اسرائيل كان بحاجة لمثل هذه الاحداث، انه يحاول غض النظر عن تحركات استيطانية "مريبة" جديدة، وذلك بفعل عسكري ترتدي فيه ثوب المعتدى عليه والمدافع عن نفسه، هذا من ناحية، وقد تكون ردة فعل شارون العنيفة فيها شيء من الحفاظ على صورته المهزوزة داخل حزبه في محاولة للوقوف كند قوي لمنافسه نتنياهو، من ناحية اخرى.
وفي كل الحالات، الخاسر الوحيد هم الفلسطينيون. وهنا لابد من الاعتراف بان الفصائل الفلسطينية لها الحق الكامل في انتهاج سياسة تراها صائبة في التعاطي مع الخداع الاسرائيلي ولكن لكل مرحلة "ادواتها" الخاصة بها، وكان من المفروض- ليس من باب الاملاء على الاخر – ان تكون غزة منطقة (لعمل جميع الفرقاء) من اجل اعادة بناهاالتحتية ، لأجل ان تكون غزة مصدر قوة لفلسطين ونقطة اطلاق عملية باتجاه قيام دولة ذات سيادة كاملة وهذا يتطلب عملا سياسيا حكيما يعتمد نهج الحوار والديمقراطية داخل فلسطين وبناء رؤية واحدة في الخطاب مع اسرائيل التي تتصيد حالات الفراغ والمغالاة للعودة بنا الى نقطة الصفر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية توقف رجلاً هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإير


.. نتنياهو يرفع صوته ضد وزيرة الخارجية الألمانية




.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط