الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عشر نساء

خالد جمعة
شاعر ـ كاتب للأطفال

(Khaled Juma)

2015 / 5 / 2
الادب والفن


امرأة أولى

سيّدةُ الشجرْ
خالةُ العشبِ
بيدين من فصول
وكعبٍ من كهوف
يصلي لها الأقحوانُ
وتعطيه عَرَقَ أصابِعِها
ليأخذَ رائحتَهُ
ويملأ الحقول

امرأة ثانية

على يديها وشمٌ
بخطوطٍ بعددِ أولادِها
في سجونِهم، في قبورِهِم
في غربتِهم، في أعمالِهم
تقبّلُ ذراعَها حين تحنُّ
ولا تجدُهم أمامَها

امرأة ثالثة

ذاكرةٌ للألوانِ في عينيها
بجمالٍ لا تقيسُهُ الذاكرة
تجدّلُ أعينَ المارّين
كدخانٍ ملوّنٍ وكثيف
يشتهيها المساءُ فيأتي سريعاً
ويبدو العالمُ حين تنام
كمدينةٍ تركتْها الحربُ لتوِّها

امرأة رابعة

بثوبٍ يتلو غرزاتِهِ على التاريخ
تتتبّعُ الأولادَ في طريق المدرسة
تحرُسُهم من كذب الحكاية
ومن بردِ الغربةِ في أوّلِ أيامهم
تفيضُ حناناً يدفّئُ الشارعَ والوقتَ
تشوي السَّبلَ وتقسمُهُ نصفين
نصفاً لطعامها
ونصفاً لأولادها العصافير

امرأة خامسة

كأنها بلادٌ، أو معبدٌ
كأنها اتجاهٌ، أو زمن
تحرّكُ قلبَها
فتنبضُ الأرضُ أغنيةً
وتحرسُنا أصابعُها من خوفنا
ومن شكوكنا في الحرية والحياة

امرأة سادسة

تسيلُ وعياً على الطرقات
ببندقيّةٍ من كلامِ أمّهات
بزغرودةٍ محبوسةٍ تنتظرُ فارساً
هي سببهُ الوحيدُ للعودةِ

امرأة سابعة

جديلتانِ من فِضّة
تعلّقُ فوق إحداهما بلاداً
والأخرى أقماراً
وترقص في ساحات الحصاد
تختمُ بإصبعِها كلَّ سنبلة
فتنحني بسبع سنابل
وتقبّلُ الحنّاء على طرف البنانِ
وتنضج

امرأة ثامنة

معبّأةً بالأمومةِ
وباللوز الذي يحاربُ قبحَ الأفق
وحينَ يصرخُ الولدُ: أُمي...
تراها تكبرُ
حتى لا نعود نرى السماء

امرأة تاسعة

صهيلُ فرسٍ
يحوّلُ الليلَ إلى ناي
فتخرجُ الأسئلة كأرغفة من فرن الكلام
يكفي أن تنظر في خطوطِ وجهها
لتتفرفطَ الإجاباتُ حبّاتِ نورٍ
على تراب العتمة

امرأة عاشرة

صوتُ التهليلةِ
حين كانت أمي تغنيها لي
كي أنام
فتنامُ عليها قبلي
كلُّ العائلة!!

الثاني من أيار 2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غيرته الفكرية عرضته لعقوبات صارمة


.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية




.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر


.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة




.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي