الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغرب فوبيا بدل الإسلاموفوبيا

هشام حمدي

2015 / 5 / 5
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


الاحكام المسبقة تجاه الأفراد المسلمين أو الجماعات الإسلاموية والعداوة المتعددة الدرجات على سلم الأخلاق الناجمة عن هذه الاحكام المسبقة تزداد يوما بعد يوم في العالم الغربي عامة وبالخصوص في أوروبا، بحيث يتعرض المسلمون بسبب السياسات المتعمدة أو المعتمدة الخاطئة إلى تمييز بسبب دينهم أو ثقافتهم وكأنهم يرسلون إلى العزل عن الحياة الاجتماعية، وهذا ما يمكن تسميته ب الإسلاموفوبيا والذي يمكن أن نعرفه باختصار بأنه خوف وقلق من الإسلام ورهاب من المسلمين وأي شيء يتعلق بهم.
منذ القدم وحروب الهوية والثقافات والعقائد والأفكار والنظريات والمصالح قائمة، تظهر وتستتر حينا وتشتد وتتوتر ثم تفتر حينا آخر تبعا لمفاعيل القوة ومتطلبات السيطرة والهيمنة؛ إن قارئ التاريخ الطويل للغرب سيجد أنه مؤسس أصلا على الحروب والتدمير والإبادة، كل المعارك والحروب التي شنها الغرب كانت حروب تدمير وإبادة حتى تلك التي أوقدوها داخل الديار الغربية نفسها مثل حرب المائة عام وحرب الثلاثين سنة والحربان العالميتان الأولى والثانية، أما الحروب الخارجية فكانت أكثر فجاعة وفظاعة وهولا وترويعا وإبادة وهذا ما حدث في أمريكا الجنوبية حين دمر الإسبان والبرتغال حضارة تلك البلدان وأبادوا شعوبها وطمسوا تاريخها، وهذا أيضا ما حدث في بلاد الهنود الحمر وتحديدا أمريكا الشمالية حين دمر الغرب وبتعاون عجيب حضارة الهنود الأحمر ومحقوا الشعب ومحوا التقاليد والثقافة، كذلك حدث في الحرب على الڨ-;-يتنام من قبل الفرنسيين والأمريكان، وهذا ما حدث في إفريقيا وآسيا من مجازر وتطهير وإبادات على يد الفرنسيين والإسبان والبريطانيين والبرتغاليين والهولنديين والبلجيكيين، لدرجة أن هناك بلدان كثيرة مازالت تعاني من آثار الغربيين الهمجية الدموية، وبالرغم من تاريخه الأسود وأفعاله القبيحة مازال هذا الغرب بعيد عن الحياء الإنساني، فهو لا يعرف حمرة الخجل، ولا يكف عن مشاريعه الدموية بإشعال الفتن والحروب وتخويف الشعوب بأمنها ومستقبل أبنائها
اليوم نشهد تصاعد هذه السياسات ضد الإسلام على مستوى السلطة عامة وعلى المستوى الاجتماعي بسبب الأحداث الاقتصادية والأمنية والسياسية المتفرقة التي وقعت في العالم بعد غزو العراق في التسعينيات ووصولها إلى أوج قمتها بعد أحداث الحادي عشر من شتنبر حقيقة لا يمكن جهلها ولا تجاهلها، هذه الحقيقة التي استمرت من الماضي إلى الحاضر بشكل منتظم والتي أدت إلى تشكيل ممارسة تمييزية تستهدف المسلمين وقيمهم، أسفرت عن وقوع ردات أفعال كبيرة في العالم العربي الإسلامي.
ولكن في حال النظر إلى ردات الأفعال الجماعية التي انبعثت وتنبعث من مختلف الأماكن والأزمنة بالعالم العربي الإسلامي أو إلى ردات أفعال المفكرين والمثقفين والصحافيين ورجال الدولة من ملوك وأمراء ورؤساء يمكننا أن نرى أن الموضوع بالنسبة للمسلمين يتم تناوله من بعد واحد فقط ألا وهو إهانة الدين الإسلامي بِغَضِ النظر عن العناصر المهمة الأخرى المتجهة إلى الصهيونية واللاهوتية المسيحية بتاريخها الغني في الممارسة التمييزية، وبأن القضية تحولت في مجملها إلى قضية الدفاع عن الإسلام فحسب.

إن تركيز الاتجاه السائد في العالم العربي الإسلامي على إنتاج خطاب وخطب دفاعية تطوَر ضد إهانة الدين الإسلامي فقط صار يدعو في غالب الأحيان إلى القلق، وجعل الممارسة التمييزية التي تعتمد على الإسلاموفوبيا في الدفاع عن الإسلام فقط وإنتاج الأجوبة الجاهزة أو بالأحرى ردود الأفعال، تسبب في إيقاع الدين الإسلامي في وضع شبه سلبي ومنفعل تجاه الصهيونية وتاريخ اللاهوت المسيحي مما نتج عنه وضع الدين الإسلامي في موقع المتهم الذي يدافع عن براءته، على المسلمين الذين اضطروا إلى الدفاع عن النفس بشكل دائم نتيجة العبارات الغربية اليومية الدارجة التي تستخدم فيها مفاهيم وبعض مصطلحات الإسلام كالإرهاب المسلم والإرهابي... ووو، أن يتجاوزوا ولو خطوة واحدة هذا المفهوم الدفاعي والتوضيحي الانعكاسي وأن يتناولوا الحقائق الموجودة عن تاريخ المسيحية والصهيونية بكل جهاتها وأن يبدؤوا في التعرف على من يحاول القيام بتعريفهم بصورة مغلوطة للعالم وأن يثبتوا أنفسهم بقوة فكرهم ومعرفتهم من خلال طرح عقلاني منطقي حداثي تنويري متوازن.
أخيرا علينا أن ندرك أن الغرب كان ومازال مصدرا للأوامر وراسما للسياسات ومجندا للتابعين له ومطلقا للمصطلحات الشائنة الآثمة بالكراهية والحقد والبغض والعداء ولعل آخرها مصطلح الإسلاموفوبيا والأحق صراحة أن يطلق الغرب مصطلحا فحواه الغرب فوبيا
الإنسانية هي الحل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شولتز: المساعدات الأميركية لا تعفي الدول الأوروبية من الاستم


.. رغم التهديدات.. حراك طلابي متصاعد في جامعات أمريكية رفضا للح




.. لدفاعه عن إسرائيل.. ناشطة مؤيدة لفلسطين توبّخ عمدة نيويورك ع


.. فايز الدويري: كتيبة بيت حانون مازالت قادرة على القتال شمال ق




.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة