الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول نية العلمانيين تأسيس حزب بمصر

مجدي جورج

2015 / 5 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في بدايات القرن العشرين دخل استاذ الجيل وأبو الليبرالية المصرية احمد لطفي السيد انتخابات البرلمان امام منافس سلفي . والمفروض ان رجل مثل احمد لطفي السيد بقامته وقيمته وعلمه لم يكن في حاجه الي الدخول في منافسه مع اي احد لدخول البرلمان فاسمه وعلمه كفيلان بدخوله البرلمان بالتزكية وهو ما أدركه منافسه الغير شريف فلجأ الي حيلة مضحكة مبكية استغل فيها جهل البسطاء، فذهب الي الناخبين قائلا لهم ان احمد لطفي السيد رجل ديمقراطي ترك الاسلام واعتنق الديمقراطية الغربية التي تشجع علي الحريات والاباحيه واسالوه لتتاكدوا من ذلك ، فما كان من هؤلاء الناس الا ان سألوا استاذ الجيل : هل أنت ديمقراطي ؟
فأجابهم : نعم وسأظل هكذا حتي اخر يوم في عمري . فكانت النتيجة هي حرق سرادقه الانتخابي وفشله الذريع امام منافسه الجاهل المحتال .
ما حدث منذ اكثر من قرن من الزمان يتكرر الان وكان التاريخ يعيد نفسه وكأننا نتقهقر للوراء او كأننا لازلنا محلك سر ولم نغادر هذه الأيام بعد .
فقد أعلن مجموعة من المصريين عن نيتهم تأسيس حزب علماني ليبرالي فانهالت صحافتنا الكريمة وأعلامنا الجميل في كيل الاتهامات لمؤسسيه بأنهم ملحدون . ولجأت جريدة الوطن الي البحث والتحري والتلصص عن معتقدات بعض عن من أعلنوا نيتهم الانضمام للحزب قائله انهم ملحدين .
وقد تابعت لقاء تلفزيوني مع احد وكلاء المؤسسين الخمسه وهو الاستاذ مؤمن المحمدي مع الإعلامية رولا خرسا ينفي علاقة حزبه بالآحاد ويؤكد علي أمور ثلاث :
اولا الحزب لا يدعو الي الإلحاد .
ثانيا ان الحزب لا يقبل في عضويته من يدعو الي الإلحاد .
ثالثا ان الحزب لا يقبل من يدعو للحزب من خلال الإلحاد .
وقد خرجت من متابعتي لهذا اللقاء بعدة نقاط وهي :-
اولا ان هذا الحزب لو التزم بما قاله الاستاذ مؤمن المحمدي سيكون ممتاز جداً لانه لا يفتش في ضمائر الناس ولايهمه معتقداتهم بل ان همه الاول والأخير حياة الناس في الدنيا من مآكل وملبس ومواصلات وصحة وتعليم واقتصاد اما اخرتهم فهي عند ربهم .
ثانيا ان رولا خرسا كانت الي حد كبير حيادية ولكنني كنت أظنها اكثر ثقافة من ذلك فهي تضرب مثل بحزب التجمع اليساري التقدمي الوحدوي كمثال للحزب الليبرالي مع ان اقرب مثال ممكن للأحزاب الشبه ليبرالية في مصر قد تكون احزاب المصريين الاحرار والوفد.
ثالثا جريدة الوطن ومعظم الجرائد المصرية والإعلام المصري هي من تشكل الوعي الجمعي للناس وللأسف كما قال الاستاذ مؤمن هي من تقود الناس للخطا ولو هناك إرادة حقيقة للإصلاح سيتم الإصلاح ولكن القائمين علي الامر لا يريدوا ذلك لانه من السهل السيطرة علي أناس كل هاجسهم في الحياة هو الدين ، فما هو الداعي لسؤال الأزهر او غير الأزهر عن رأي الدين في إنشاء الملحدين لحزب جديد وماهو الداعي أصلا للبحث في ضمائر الناس ومعتقداتهم ؟ فالسؤال خاطئ والغرض خبيث .
رابعا تحية واجبة للأستاذ مؤمن المحمدي الذي نجي من الفخ الذي تم نصبه له في البرنامج باستضافة احد القانونيين ، فاعلامنا فعلا يلعب لعبة خطرة جداً فعلها مع اسلام بحيري ومع كثيرين قبله فهو ينصب فخاخ لذوي الأفكار الجريئه والمجددين من خلال برامجه ليضعهم في مواجهة الرجعيين التقليديين كي يحرقهم امام العامة ، فمثل هذه الأفكار ومثل أفكار اسلام البحيري وأفكار كل المجددين يجب ان تترك الحرية الكاملة لحامليها لعرضها كاملة مكتملة دون مقاطعات وتشنجات وتهديدات من احد والجمهور المتلقي هو من عليه اعادة التفكير فيها وقبولها او رفضها فيما بعد ، لان التقليدين والقدامي والرجعيين لهم أزمنة عديدة وهم يسيطرون علي كافة المنابر الإعلامية فهل تستكثرون بضع دقائق ليعرض فيها المجددون أفكارهم دون مضايقة من احد ؟
خامسا وأخيرا مع احترامي لمعتنقي جميع الأديان الا انني أري ان الملحد والملحدين لا يضرون احدا بالحادهم وان كان هناك ضرر فالضرر الوحيد سيقع عليهم في علاقتهم مع ربهم فلم نجد ملحدا فجر نفسه في المؤمنين بالأديان لأنهم مخالفين له في الرأي والعقيدة
بينما نجد ان تطرف الداعشي والقاعدي قد قتل عشرات بل ربما الالاف من البشر كما حدث في نيويورك ولندن وباريس وكما يحدث اليوم في العراق وسوريا وليبيا واليمن .
مجدي جورج
باحث اقتصاد دولي . فرنسا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بالفعل هي فخاخ
السير جالاهاد ( 2015 / 5 / 6 - 15:31 )
بالفعل ينصب الاعلاميون فخاخا للتنوريين .. إما عن عمد كما تفضلت وأوضحت .. أو رغبة في زيادة الشهرة ونسب المشاهدة والاعلانات لبرامجهم .. أو عن جهل بأصول ادارة المناقشات والحوار (قصور في التعليم والتدريب) للاسف

في رأيي أنه علي كل مفكر ومجدد أن يرفض أي مشاركة في ما يسمونه مناظرة


لأن الاعلام العربي بما فيه المصري بالطبع يجهل تماما فن ادارة الحوار

هم يحولونه من حلبة صراع فكري الي حلبة صراع جسدي

الاعلامي الذي من المفترض أنه يدير الحوار يتحول الي خصم لأحد الطرفين في الأعم والأغلب ضد المفكر المجدد

يظن عامتهم أن الصياح والمقاطعة والصوت الأعلي هو الحجة الأنجع

بل وحسب تعليقات الجمهور فهو يظن هذا أيضا

لا تصبح المناظرة نقاش الغرض منه ايضاح الرأي والرأي الآخر بل الغرض هو إرهاب وتصغير -الخصم- و-إفحامه- .. بل ويصل الحد إلي السباب والتكفير والتهديد وفي أكثر من مناسبة وأكثر من قناة رأيت الإعتداء البدني أيضا .. قناة الجزيرة مثالا

أمامنا طريق طويل ولن نصل إلي أي غاية طالما طغي الدين علي كل شيئ


اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س